«زواج الفنانات» بين دعم المشوار وتدمير الموهبة
مثلت محطة الزواج منعطفا مهما لبعض الفنانات السودانيات وتسبب دخولهن (القفص الذهبي) في تدمير موهبة البعض منهن وبالمقابل دعم مشوار الأخريات اللاتي وجدن وقفة كبيرة من أزواجهن.
التغيير: عبد الله برير
وتحتفظ ذاكرة السودانيين المهتمين بالفن بأسماء عديد من المطربات اللائي سجلن اختفاء نهائيا من الساحة الفنية بسبب الزواج أو أصبح ظهورهن متقطعا وباهتا على أقل تقدير، هذا ما لم يتسبب إكمال نصف دينهن في القضاء على موهبتهن الغنائية واعتزال الفن نهائيا.
ولا ينسى جيل شرائط الكاسيت (تومات خيري) “إيمان وأماني” اللتين ظهرتا بشكل فني مميز مما مهد لبروز نجمهن لسنوات.
إلا أن زواج ( إيمان) تسبب في إرباك الثنائية وبدأت تجربة (التوأم) بالترنح.
عقب ارتباط الشقيقة الأولى ودخولها القفص الذهبي بفترة بسيطة أعلنت إيمان اعتزال الغناء ما جعل شقيقتها أماني وحيدة أمام الجمهور الذي اعتاد على الاستماع للشقيقتين في إطار الثنائية.
ولم تصمد “أماني” كثيراً وأعلنت بدورها اعتزالها، لتطوى صفحة التومات سريعا بعد أن توقع لهما النقاد الاستمرار في عرش الغناء الزوجي.
عافية حسن
وتعد تجربة الفنانة “عافية حسن” من أشهر النماذج لمطربة ظهرت بقوة خلال برنامج نجوم الغد وسطع نجمها ليتنبأ لها الجميع بمكانة كبيرة في الفن السوداني.
عافية حسن ظهرت مع الموسيقار الثاني الهادي حامد ود الجبل الذي اكتشف موهبتها الفذة وأخذ بيدها في بداية المشوار.
وقدم لها الشاعر اسحق الحلنقي أغنية ( يا حنين ) التي أبدعت فيها عافية لتهيئ محبي الفن الأصيل بميلاد فنانة مكتملة الموهبة.
وما أن خطت عافية خطوات جادة في سلم الغناء خاضت تجربة الزواج التي غيرت كثيرا في ملامح مشوارها الفني وصولا لاعتزال الفن.
ظهور مغاير
بعض الفنانات تسبب الزواج في حجب جزئي لظهورهن على الساحة الفنية ولم يعدن يمتلكن ذلك البريق الذي صاحب انطلاق مسيرتهن.
الفنانة الشابة أسرار بابكر التي اشتهرت بترديد أغنية الفنان حسن خليفة العطبراوي أنا سوداني ظهرت بخامة صوت مختلفة وبحضور مغاير وبدأت تحجز لنفسها مكانا في صفحة المطربات السودانيات المجيدات.
وعقب زواج أسرار بدأ نجمها في الخفوت رويداً رويداً مما جعل جمهور الفن يتناسى ذلك الاسم البراق ولا يذكره إلا لماماً.
تجربة أسرار شبيهة بالفنانة فهيمة عبد الله التي تميزت بغناء الحماسة في بدايات ظهورها.
وعقب التحاقها بـ(عش الزوجية) لم تعد فهيمة صاحبة ذلك الحضور الأنيق وتسبب (كسلها الفني) وظهورها المتقطع في انحسار جمهورها يوما بعد يوم.
زواج فني
في الآونة الأخيرة ظهرت بعض الزيجات (الفنية) في الوسط الغنائي وأصاب بعضها النجاح فيما فشل جزء منها وانتهت التجربة.
وعرفت مؤخرا مطربات بزواجهن إما من مدير الأعمال أو من عازف الأورغ على غرار إيمان الشريف وإنصاف فتحي وعائشة الجبل.
ويعول أصحاب هذا النوع من الزيجات على التفهم الكبير للشريك وطبيعة عمله وتشابه بيئة وأوقات العمل والظروف المحيطة به.
وزعزع زواج أيمان الشريف وعائشة وغيرهن من النماذج قناعات راسخة في الوسط الغنائي بفشل زواج المشاهير لا سيما الفنانين.
موجة (الزيجات الفنية) التي ضربت الوسط الفني ربما تكون طوق نجاة للمطربات من صعوبة التوفيق بين الحياة الزوجية والغناء، وربما تعود ببعضهن إلى مربع فشل من سبقوهن على حسب (القسمة والنصيب ).
المصدر: صحيفة التغيير