ضربت أمواج تسونامي (الموجات البحرية الناجمة عن زلازل)، يتراوح ارتفاعها بين 3 و4 أمتار أجزاء من شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية بعد زلزال بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر، ضرب المنطقة في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء.
وبعد مرور عدة ساعات، رفعت السلطات الروسية إنذار التسونامي في منطقة كامشاتكا بأقصى شرق البلاد.
وعقب الزلزال والتسونامي في روسيا، أصدرت اليابان والولايات المتحدة والمكسيك والصين والإكوادور وبيرو ودول عدة مطلة أو واقعة في المحيط الهادي تحذيرات من احتمال حدوث تسونامي.
ولاحقا خفضت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية مستوى التحذير من وقوع تسونامي في جزء كبير من البلاد لكنها أبقته في الشمال.
وقالت الوكالة على موقعها الإلكتروني إن التحذير خفض في منطقة إيباراكي في وسط اليابان وصولا إلى منطقة واكياياما في الجنوب، إلى مستوى توخي الحذر.
وفي أعقاب الزلزال الروسي، وصلت إلى جزيرة هوكايدو في شمال اليابان أولى أمواج التسونامي، وبلغ ارتفاعها 30 سنتيمتراً، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية “إن. إتش. كاي”.
وحذّرت الهيئة من أن أمواج تسونامي أخرى قد تتبع هذه الموجة الأولى، وقد يكون ارتفاعها أعلى بكثير، علماً أن وكالة الأرصاد الجوية اليابانية كانت قد توقّعت أمواجاً يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار على طول السواحل الشمالية والشرقية للأرخبيل، وصولاً إلى جنوب أوساكا. وقد أصدرت الحكومة اليابانية إنذار طوارئ وأوامر بإخلاء مناطق ساحلية، وعاد لتخفض تحذيراتها لاحقا.
وأعلنت شركة “تيبكو” المشغّلة لمحطة فوكوشيما للطاقة النووية في شرق اليابان أنّ كلّ العاملين في هذه المنشأة التي تعرّضت لحادث نووي في 2011 تمّ إجلاؤهم، الأربعاء، بسبب خطر حدوث تسونامي من جراء زلزال روسيا.
وقال متحدث باسم “تيبكو”: “أجلينا جميع العمّال والموظفين”، مؤكّدا “عدم رصد أيّ أمر غير طبيعي” في المحطة النووية الجاري تفكيكها منذ تضرّرها في 2011 من جراء زلزال وتسونامي تاريخيين.
من جانبه، أفاد فرع الهيئة الجيوفيزيائية التابعة لأكاديمية العلوم الروسية في كامتشاتكا أن الزلزال الذي وقع الأربعاء هو الأقوى منذ 1952، وأدى إلى موجات تسونامي خطيرة على طول الساحل.
وأضاف في بيان على “تليغرام”: “بالنظر إلى حجم هذا الحدث، يجب أن نتوقع هزات ارتدادية قوية، ربما تصل قوتها إلى 7.5 درجة”. وتابع: “من المتوقع أن تستمر الهزات الارتدادية الكبيرة والملحوظة التي تصل قوتها إلى 7.5 درجة لمدة شهر آخر على الأقل”.
وكشفت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن الزلزال وقع على عمق 19.3 كيلومتر وعلى بُعد حوالي 136 كيلومتراً من مدينة بتروبافلوفسككامتشاتسكي، عاصمة منطقة كامتشاتكا.
كما أمرت الحكومة المكسيكية، الأربعاء، جهاز الحماية المدنية بإبعاد السكان عن المناطق الساحلية المطلّة على المحيط الهادئ، وذلك بسبب خطر تعرّضها لتسونامي من جراء زلزال شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية.
وقالت البحرية المكسيكية في بيان إنّها تتوقّع “تيارات قوية عند مداخل المواني” الممتدة على طول الساحل الغربي للبلاد من ولاية باخا كاليفورنيا (شمالاً) إلى تشياباس (جنوباً).
وإلى ذلك، كشفت وزارة الطوارئ الروسية أنّ أمواج تسونامي تسبّبت بفيضانات في مدينة سيفيروكوريلسك الواقعة في شمال جزر الكوريل. وقالت الوزارة في بيان إن “أمواج تسونامي غمرت أجزاء من مدينة سيفيروكوريلسك الساحلية.. لقد تمّ إجلاء السكّان”.
من جهته، أصدر “المركز الأميركي للتحذير من تسونامي” تحذيراً من “موجات خطيرة” يزيد ارتفاعها عن 3 أمتار خلال الساعات الثلاث القادمة على طول بعض سواحل روسيا واليابان وولايات هاواي وكاليفورنيا وأوريغون وواشنطن ومناطق أخرى على المحيط الهادي.
ودعت إدارة الطوارئ في هونولولو إلى إخلاء بعض المناطق الساحلية في هاواي، ودوت صفارات الإنذار للتحذير من تسونامي وسط دعوات للسكان بالانتقال إلى مناطق أعلى.
بدروه، أفاد وزير الطوارئ في كامتشاتكا سيرغي ليبيديف بتسجيل تسونامي بارتفاع أمواج يتراوح بين 3 و4 أمتار في أجزاء من المنطقة. وقال في مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي: “على الجميع الابتعاد عن الأمواج”.
وفي تطور، قال حاكم سخالين فاليري ليمارينكو على تليغرام إنه تم إعلان أمر إخلاء لبلدة سيفيرو كوريلسك الصغيرة بعد صدور تحذير من حدوث تسونامي عقب الزلزال.
وأعلنت السلطات في شبه جزيرة كامتشاتكا أن الزلزال تسبّب بسقوط عدد من الجرحى، مناشدةً السكان الابتعاد عن المناطق الساحلية، بسبب خطر تعرّضها لتسونامي.
وكتب حاكم كامتشاتكا، فلاديمير سولودوف، في منشور على تطبيق تليغرام: “أحضّ الجميع على الابتعاد عن الساحل في المناطق المهدّدة بتسونامي، والاستماع إلى الإعلانات التي تتمّ عبر مكبّرات الصوت”.
وفي 20 يوليو (تموز)، وقع في المنطقة نفسها زلزال بقوة 7.4 درجة، تلته هزّات ارتدادية عديدة، من دون أن يتسبّب بأضرار جسيمة.
وتُعدّ شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، التي تفصل بحر أوخوتسك عن المحيط الهادي، “واحدة من أكثر المناطق عُرضةً للزلازل في العالم”، وفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
العربية نت
المصدر: صحيفة الراكوبة