اخبار السودان

رفضوا إطلاق صواريخ “حزب الله”.. توتر وقرع أجراس في رميش اللبنانية

شهدت بلدة رميش الحدودية، جنوبي لبنان، توترا بين أهالي البلدة ذات الأغلبية المسيحية، وعناصر من حزب الله، حاولوا إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من قرب منازل مأهولة، الأمر الذي أثار اعتراضات ومخاوف السكان من تبعات ذلك.

وفي التفاصيل، أقدم أحد المواطنين من بلدة رميش التابعة لقضاء بنت جبيل، على اعتراض مركبتين تضمان عناصر لحزب الله حاولوا نصب منصة صواريخ بين منازل القرية بالقرب من إحدى مدارس البلدة، إلا أن العناصر ردوا على المواطن بإطلاق النار، بحسب ما أكد رئيس بلدية رميش، ميلاد العلم، في حديثه لموقع “الحرة”.

وإثر ذلك، تجمع عدد من أهالي البلدة، وقرعوا أجراس الكنائس تعبيرا عن اعتراضهم على تعريض بلدتهم لخطر القصف الإسرائيلي.

وانتشرت مقاطع مصورة من قرب كنيسة البلدة توثق التجمع وقرع الأجراس، لاقت انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بين لبنانيين، وسياسيين عبروا عن تضامنهم مع البلدة وخطوة أهلها.

كل التضامن مع اهلنا في #رميش.

Samy Gemayel (@samygemayel) March 26, 2024

ويقول رئيس بلدية رميش إن البلدة وأهلها “ضد إسرائيل أكثر من أي شخص، ولسنا معترضين على مبدأ مواجهتها، حتى إن بقاء الأهالي في القرية وعدم نزوحهم عنها رغم الأخطار المحدقة، هو بحد ذاته فعل مواجهة وعنوان صمود الجنوب.”

لكنه يشرح أن المطلب الوحيد لأهالي البلدة هو “سلامة أهلنا وعدم تعريضهم للخطر، خاصة أن البلدة لا تزال مكتظة بسكانها بوجود نحو 7000 شخص لم ينزحوا عنها، يمارسون حياتهم الطبيعية ويتنقلون في البلدة ويسيرون أعمالهم الزراعية، همنا الوحيد أمنهم وسلامتهم”، لافتاً إلى عدم وجود أي خلفية سياسية للإشكال.

رميش ليست وحدها، بل كل لبنان ينادي بالسلام والأمان. لا لاستخدام أرضنا في صراعات الآخرين ولا للحرب التي تهدد بيوتنا وأمننا. نحن أبناء هذا الوطن ندافع عن دولتنا وسيادتها بوجه أي مغامرة خارجية مدمرة. #رميش pic.twitter.com/YPnBXyfItq

Alain Hakim (@AlainHakim) March 26, 2024

ويتابع: “نحن في أسبوع أعياد والناس لا تزال في بيوتها، وبالتالي يمكن لأي خطأ في الحسابات أن يكلفنا الكثير، من هذا المنطلق جاء رفض أهالي البلدة لعمليات القصف من بين المنازل المسكونة، لما له من تبعات في حال الرد، في حين أن كل أحراش البلدة ومشاعاتها ومحيطها مفتوحة أمامهم ويطلقون منها الصواريخ بالفعل.”

وكانت بلدة رميش شهدت، الأحد الماضي، إحياء حاشداً لأحد الشعانين، الذي يسبق عيد الفصح، لمعتمدي التقويم الغربي، إذ توجه مئات من أهالي إلى بلدتهم واحتفلوا بالعيد، وأقاموا “زياح الشعانين”، وساروا في شوارع البلدة يحملون أطفالهم وسعف النخيل وأغصان الزيتون المزينة، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل، وبحسب ما نقلت تقارير إعلامية محلية، وصفت المشهد بكونه “رسالة حياة في زمن الحرب والموت”.

وأقامت البلدة الحدودية، التي يعيش أهلها مثل كل البلدات الحدودية اللبنانية مع إسرائيل أجواء توتر شديد وترقب على وقع القصف المتبادل عبر الحدود، قداساً احتفالياً في كنيسة سيدة التجلي ترأسه السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، وألقى كلمة من وحي المناسبة، آملا أن “يعيش كل الناس السلام مع النفس ومع الغير”.

لم يتأخّر الجواب التهجيري على أبناء #رميش بعد مسيرة الحياة التي قاموا بها في أحد الشعانين. تركيب راجمة صواريخ بالقرب من الثانوية ليس موجها للعدو بل هذه رسالة واضحة لأبناء البلدة بالرحيل.والرد أتى بقرع الأجراس#باقيين برميش وبكل الجنوب فهذه أرضنا وسندافع عنها
أنتم وجهان ل💵 واحدة pic.twitter.com/YD5y5ruar0

Michel Chammai (@DrMichelCHAMMAI) March 26, 2024

وعقب التوترات التي شهدتها البلدة اليوم، جرى التواصل مع الجيش اللبناني الذي أوفد عناصر تابعت تفاصيل الموضوع، بحسب رئيس بلدية رميش، الذي يؤكد أن شعار البلدة وأهلها هو الصمود في كل شبر من أرضهم وأن خيارهم الدولة والشرعية والجيش اللبناني.

ومع ذلك، أطلق حزب الله صواريخه من البلدة بالفعل، إذ انتقل عناصر إلى أحد أحراش الصنوبر بها، ونفذوا منه عمليات الإطلاق، بحسب ما يؤكد العلم الذي أضاف أن الحرش يقع بين منازل أهالي البلدة، وليس بعيداً عنها كما قيل، بل هو قريب، يرتاده الكثير من أبناء البلدة ويسكنون قربه.

ويختتم رئيس البلدة تصريحاته قائلا: “انتهت الأمور بأنهم قصفوا بالفعل من البلدة وغادروا، كذلك تجمع الناس لمدة قصيرة قرعوا الأجراس وغادروا بدورهم.”

حادثة رميش بتثبت شي أساسي، بعيداً عن الخطابات الطائفيّة: ولا ممكن أيّ فريق يتفرّد بعمليّات عسكريّة خارج الدّولة ويعرّض حياة المواطنين للخطر.
كل التّضامن مع أهالي #رميش، وكلّ الضّيَع يللي استعملها الحزب كمنصّة لإطلاق صواريخ لحرب ما حدا بدّه ياها بلبنان !
كيف ممكن ما نشوف التّدمير…

Michel Helou | ميشال حلو (@michelhelou_lb) March 26, 2024

وكانت المنطقة شهدت قصفاً مدفعياً اسرائيلياً استهدف منطقة “فطنون” الواقعة بين بلدتي يارون ورميش، واضطرت المدارس في رميش للإغلاق بسبب القصف الذي طاول أطرافها.

يذكر أن البلدة، رغم كونها حدودية، فإنها لم تتعرض للقصف في داخلها، بعكس البلدات المجاورة لها، حيث نسبة الدمار الناجمة عن القصف مرتفعة جداً، وإنما اقتصر القصف الإسرائيلي على أطرافها ومحيطها من أحراش.

وتشهد الحدود اللبنانية منذ نحو 6 أشهر اشتباكات وقصف متبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، على خلفية إعلان حزب الله التصعيد العسكري ضد إسرائيل منذ اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر.

ويعلن حزب الله استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعما لغزة و”إسنادا لمقاومتها”، فيما يرد الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف “بنى تحتية” للحزب وتحركات مسلحين قرب الحدود.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 320 شخصا على الأقل في لبنان، بينهم 219 من حزب الله و54 مدنيا، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا الى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية، بينما أحصى الجيش الإسرائيلي مقتل 9 جنود و6 مدنيين.

حسين طليس


المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *