رغم القصور في إيصال المساعدات.. لماذا يرفض السودانيون الإقامة في معسكرات النزوح؟
مع دخول الحرب شهرها الخامس برز تساؤل كبير فحواه: هل يحتاج السودانيون لمعسكرات نازحين في مدن الشمال؟
التغيير: عبد الله برير
بعد القصور البائن في إيصال الإغاثة وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، بجانب الغلاء المتصاعد في الولايات تساءل الكثيرون: “لماذا ترفض حكومة الأمر الواقع فكرة المعسكرات؟”.
لمعرفة مدى القبول بالفكرة في أوساط السودانيين، أجرت (التغيير) استطلاعا حول استعداد السودانيين المتأثرين بالحرب للإدلاء بآرائهم حول الفكرة.
استبعاد للمقترح
ولاء الدين محمد عبدالغني، من مدينة المناقل بولاية الجزيرة استبعد قبول البعض للفكرة، وقال:” نحن السودانيون عاداتنا وتقاليدنا تختلف عن باقي الدول التي نشبت فيها حروب حتي مع اختلاف بسبب غلاء المعيشة”.
وأضاف: “لكن ما زلنا نستقبل الضيف ونساعد الأهل والجيران حتي لو كانت صلة القرابة من الدرجة الثالثة، والدليل على ذلك الآن غالب الأسر مستضيفة لأسر اخرى”.
وختم ولاء الدين:” بعض سكان الخرطوم أو الوسط لن يقبلوا بفكرة المعسكرات بحكم أن الأغلبية لديهم مدخرات والآخرين لهم أهل ومعارف يمكن أن يستضيفوهم”.
الرفض مكابرة
أما معتصم دياب، رأى أن النقاش حول فكرة المعسكرات أصبح “مهما للغاية” وقال: “تقريبا استحالت فكرة التكافل بين الناس واستضافة الأسر بسبب الظروف المعلومة للجميع”.
وتابع: “لا يوجد حل سوى المعسكرات لعدم توفر إغاثات منتظمة من غير تجميع للنازحين في معسكرات”.
واعتبر “دياب” أن استبعاد المقترح والخجل منها يعتبر مجرد (مكابرة) سينتج عنها ضياع المساعدات المتوقع وصولها من المنظمات المختلفة وسيكون المواطن هو الضحية، على حد قوله.
رأى سديد
سوسن حسن، من مدينة أم درمان مقيمة بالمملكة العربية السعودية أثنت على فكرة قيام المعسكرات ورأت أنها مفيدة في الوضع الحالي.
وقالت: “نواة المعسكرات موجودة في ود مدني مثلاً، فهناك أكثر من 75 مركز ايواء للنازحين من الخرطوم”.
واضافت: “تجميع مراكز الإيواء والمدارس في معسكر واحد يسهل على المنظمات والحكومة تقديم الإغاثة والخدمات الطبية وغيرها ويوفر الجهود”.
تقصير حكومي
من جهته ارسل محمد ابراهيم، رسالة عتاب للسلطات في السودان بسبب تأخرها في تنفيذ فكرة المعسكرات من الأساس.
وقال: “أرى أن هنالك تقصير من قبل الحكومة السودانية التي كان من المفترض أن تقيم المعسكرات منذ الشهر الاول للحرب”.
وأضاف “إبراهيم”: “مراكز الإيواء الحالية تعمل بجهد شباب من متطوعين ومبادرات واستمرارها محل شك”.
المصدر: صحيفة التغيير