رسالة مفتوحة لشيخ الأمين وعابدين خضر (درمة)
الرأي اليوم
صلاح جلال
رسالة مفتوحة لشيخ الأمين وعابدين خضر (درمة)
* لقد شاهدنا الجمعة الماضية سقوط أعداد كبيرة من جثامين الموتى في مدينة بحري، خاصة شارع الشهيد مطر وكبري الحلفايا، واجبنا الإسلامي والإنساني دفن هذه الجثامين احتراماً للإنسان ومراعاة لقدسية الموت، أتطلع أن يتعاون الشيخ الأمين ومسيده المفتوح طوال أيام الحرب ودرمة رئيس جمعية حسن الخاتمة ولجان الخدمات الشبابية للتطوع بموافقة طرفي النزاع، لجمع كل هذه الجثامين في مسجد الشيخ الأمين وتجهيزها بما يليق ودفنها.
* البلاد مقبلة على موسم أمطار وما فيه من تدفق مياه واحتقانها لغياب تهيئة المصارف لهذا العام، هذه الجثامين مع الأوساخ ستكون مصدر للوبائيات الخطرة من كوليرا وإسهالات وغيرها من أمراض المياه الملوثة Water Borne Diseases والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
* بهذه المناسبة أذكر رأيت الشيخ الأمين لأول مرة في مطار القاهرة الدولي نهاية التسعينات وأنا مسافر في صالة المغادرة، شاب وسيم يلبس بنطلون جينز ويتحلق حوله عدد من الشباب بطريقة موحية بالاحترام والخشوع، سألت من هذا الشاب أجابني أحد الحضور بأنه الشيخ الأمين.
تابعت أخباره من الميديا بعد ذلك وعلمت من صديقي العقيد مجاهد حسن طه بأنه ابن أخته وكتبت مقال عنه تحت عنوان شيخ الأمين محايتو بيبسى وحيرانو جكسي مبذول في النت رأيت فيه محاولة لإعادة إنتاج التصوف في قالب خارج التقليد بطريقة مبدعة اعتقدت أنها من الممكن أن تجدد روح التصوف وسط الشباب خارج النمط التقليدي للمشايخ، لقد زاد إعجابي به في ظروف الحرب الراهنة حيث وطن نفسه داخل مسيده وهو المقتدر على المغادرة والعيش في أمان في أي مكان داخل السودان أو خارجه، حافظ على المسيد مفتوح في بيت المال يقدم الطعام للمحتاجين ويساعد أهل بيت المال يعالج المرضى ويضمد الجرحى ويواجه الصعاب في صورة بهية لم أشهدها لدى معظم متصوفة هذا الزمان في ظل المحنة الراهنة، شكرا شيخ الأمين.
* العَلم الثاني هو عابدين خضر (درمة)، السودان في تاريخه لم يعرف وظيفة الحانوتي، فقد ظلت مراسم الدفن للموتى طقس شعبي يقوم به الأهل والأقارب، بعد حقبة دفن الموتى في منازلهم وظهور المقابر العامة، عابدين درمة يعتبر مجدداً بإدخاله لوظيفة الحانوتي شبه المنظمة كمهنة، رغم أنه لا يتقاضى مقابلاً مالياً لخدمات الدفن، أسس جمعية خيرية أطلق عليها حُسن الخاتمة فقد أصاب شهرة كبيرة في مجتمع العاصمة، وأصبح مظهراً مألوفاً في مراسم جنازات المشاهير وبعض العوام، درمة ومجموعته يندرجون تحت مقام المجددين الاجتماعيين يستحق التأريخ والذكر في تطوير سياقات طقوس دفن الموتى في السودان.. شكراً درمة.
** ختامة
للذكرى ننشد أبيات كعب بن زهير كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول وإذا حملت للقبور جنازةً فأعلم أنك بعدها محمول.
زايلي وزايل نعيمكي
المصدر: صحيفة التغيير