رسالة إلى من يهمه الامر ..إلى مجلس السيادة وقيادة الجيش والنائب العام

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امابعد..
عندما إنحازت قوات الشعب المسلحة لصالح التغيير نبهنا كثيراً وتحدثنا حول الشراكة وتفكيك النظام وكل هدفنا المصلحة الوطنية العامة وبناء الدولة السودانية على اسس العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة ومعالجة اخطاء الدولة في التعامل مع مواطنيها وتنمية الأرياف والحواضرالبعيدة عن مركز الدولة ممثلة في العاصمة.
للاسف الفئة التي اختطفت الثورة بمساعدة دول الاقليم وقوى خارجية، لديها مصالحها الحيوية في السودان، وتسعى من اجل ابقاء شعب السودان تحت خط الفقر ،ونهب موارده. استغلت قحت، الحماس الثوري واخذت في إثارة قضايا لاتخدم التغيير ،وكانت بوابتها الورش المدعومة من الخارج واستمرأت في غض الطرف عن: كناتين” موجودة منذ عهد الديكتاتور عمر البشير ،وهي تعمل تحت رايات التوعية ،والتنمية ،وغطاء البحث العلمي، في قضايا حقوق الإنسان والتنمية والمراة، لغرس بذور الفرقة والتشرذم وتمزيق وسرقة الدولة، والارض، وتهجير السكان، الى خارج السودان، عن طريق الفقر والبطالة، وهجرة العقول، التي يعول عليها في بناء الاوطان.وكانت ورشة القوات النظامية ،ولجان الدمج والتسريح، والاوراق المقدمة من الدعم السريع، هي البوابة التي من خلال الخلاف حولها بوابة الاحتراب بين الجيش السوداني وقوات التمرد واعوانه.
في هذه الايام تستضيف دولة إفريقية ورش تريد مصادرة حق الشعب السوداني عقب انتهاء الحرب، في اختيار من يمثله وكيف يمثله ،وعلى أي برنامج وطني؟ واسس هذا البرنامج ضمن حزمة من قرارات مصيرية تحتاج إلى مؤتمر دستوري تم الاتفاق حوله وتحديد تاريخه بالاول من يوليو ١٩٨٩م لولا انقلاب البشير المشؤوم برعاية وتنفيذالجبهة الإسلامية القومية .المصادرة الاولى والمصادرة الثانية من تنسيقية ” تقدم” الفاقدة للمنهج الصحيح في كيفية التعامل مع الحرب وماتسببت فيه من مآسي وهزات اجتماعية، لم يعرفها السودان الحديث منذ عهد الدولة المهدوية .
إن هذه الورش ومايترتب عليها هي الروشتة التي تتعامل بها دول الغرب مع بلادنا ،وتعتقد بانها تصب في خانة الاستقرار ،ولكنها في الحقيقة تصب الزيت على النار، وتضع لبنة تفتيت الدولة ،وهي تفتي في قضايا مصيرية، ليس لفرد او جماعة سياسية اومدنية الحق في جعلها برنامجاً لمرحلة مابعد الحرب..وهل يستقيم عقلاً ان تناقش ورش” تقدم “مجهولة التمويل، و الأهلية الفنية ، قضايا لإصلاح الأمن و هيكلة و تأسيس القوات المسلحة و العدالة الانتقالية.
من اين لهؤلاء التفويض الشعبي والوطني من مؤسسات الدولة للخوض في هذه القضايا..وماهو تعريف الخيانة الوطنية في قاموس تقدم ؟ وكيف ستتقدم الصفوف وهي بهذه العقلية والذهنية المغيبة عن كل مايدور في الوطن؟ وتريد فرض اجندة اجنبية لاعلاقة لها بشعب السودان ومستقبله ..
الأجدى و المنتظر أن تفرض الدولة سيادتها و هيبتها بمخاطبة الدول التي تقام فيها مثل هذه الورش بدلا عن التعامل بردات الفعل و تكذيب الشائعات التي تطلقها حاضنة التمرد.
رحم الله الأديب الطيب صالح فلو كان يمشي بيننا لزاد عجبا و حيرة أكثر من التي جعلته يقول (من أين أتى هؤلاء).
المصدر: صحيفة الراكوبة