رسائل عنصرية في أميركا تدعو السود إلى العودة للخدمة عبيداً
تلقى عدد من المواطنين السود في أميركا، بينها العاصمة واشنطن والولايات المحيطة، ومناطق مختلفة، رسائل نصية عنصرية، تخبرهم بأنه جرى اختيارهم للخدمة في المزارع والمنازل عبيداً، وأنه سيتم التواصل معهم ونقلهم إلى هذه المزارع والمنازل عبر سيارات سوداء. واستحضرت هذه الرسائل العبودية، وتلقاها السكان في عدد كبير من الولايات، من بينها فيرجينيا، وماريلاند، والعاصمة واشنطن، ونيوجيرسي، وكاليفورنيا، وبنسلفانيا، وأوهايو، وتينيسي، ونيويورك، وكونيتيكت، وألاباما. كما أُرسلت إلى طلاب مدارس ورجال ونساء سود، مما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى بدء المتابعة.
وتضمنت بعض الرسائل مطالب لمن تلقوها بالوصول إلى عنوان معين في وقت معين مع المتعلقات الشخصية، كما تضمن بعضها ذكر الإدارة الجديدة. وحتى هذه اللحظة لم يعرف من يقف وراء إرسال هذه الرسائل، وما سبب اختيار المتلقين والأماكن التي طلب منهم التجمع فيها. كما تضمنت بعض الرسائل اختيار الأشخاص، إما لـ”الخدمة في المنزل” وإما لـ “جني القطن”، على أن يكونوا مستعدين للتفتيش والمراقبة. وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي، في بيان، إنه على علم بالرسائل النصية الهجومية والعنصرية المرسلة إلى أفراد في مختلف أنحاء البلاد، وهو على اتصال بوزارة العدل والسلطات الفيدرالية الأخرى بشأن هذه المسألة.
من جهته، قال مكتب المدعي العام في أوهايو إنه يبحث في الأمر، بينما قالت لجنة الاتصالات الفيدرالية إنها تحقق في الرسائل جنباً إلى جنب مع وكالات إنفاذ القانون الفيدرالي والولائي. وقالت كوريني دورسي، وهي مقيمة في العاصمة الأميركية واشنطن، وواحدة ممن تلقوا هذه الرسائل، في تصريحات تليفزيونية، إنها تعاملت مع الأمر في البداية على أنه “مزحة سخيفة”، قبل أن تعرف أن هناك آخرين في جميع أنحاء البلاد تلقوا مثل هذه الرسائل.
كذلك، أشار مسؤولون في مجلس إدارة مدرسة مقاطعة مونتغومري بولاية ماريلاند، وفقاً لبيان صادر عن مدارس المقاطعة، إلى أن سلطات إنفاذ القانون المحلية ومكتب التحقيقات الفيدرالي على علم بأشخاص، بما في ذلك طلابهم، تلقوا هذه الرسائل النصية، وأن سلطات إنفاذ القانون في بعض المناطق أعلنت أنها تعتبر الرسائل تهديدات منخفضة المستوى. وكان أحد التجمعات الانتخابية لدونالد ترامب إبان ترشحه للفترة الرئاسية الأولى، قد شهد طرد مواطن أسود اعترض على تصريحاته، وقال ترامب وقتها: “أخرجوه مثل الأيام الخوالي”، وتابع “هل تتذكرون الأيام الخوالي”، وسط هتافات أنصاره وفرحتهم (يقصد بالأيام الخوالي أيام العبودية).
واستمرت العبودية في أميركا حتى 1862، عندما أعلن الرئيس أبراهام لينكولن تحرير العبيد، غير أنها استمرت بعد ذلك لبضع سنوات. كما استمرت العنصرية والتطرف في أنحاء البلاد حتى خمسينيات القرن الماضي وبعدها، وبلغ إجمالي من تم شنقهم وقتلهم وحرقهم بسبب اللون من قبل المتطرفين البيض في الفترة من 1900 حتى 1950 نحو 4 آلاف شخص، بينما استمر الفصل العنصري في الجامعات والمدارس حتى سبعينيات القرن الماضي.
العربي الجديد
المصدر: صحيفة الراكوبة