اخبار السودان

رسائل… البرهان

وائل محجوب

 

وائل محجوب

• “حزب البشير” الذي يتحدث عنه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ظل حزبا محظورا ومحاصرا بالإجراءات القانونية ضد قادته وعناصره عقب الثورة، وعاد ليتحكر ويتوهط في جميع دوائر الدولة والسلطة، ويسترد جميع ممتلكاته ومنظماته وأمواله وأموال قياداته وكوادره المصادرة، وأعيدت عناصر تنتمي له للخدمتين العسكرية والمدنية بانقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١، الذي قاده البرهان وشريكه وغريمه حاليا حميدتي، ووقتها وبعدها كان البرهان يتساءل في كل مخاطبة هازئا “هنا في كيزان.. وين الكيزان”، بينما هم يحيطون به من كل جانب كما ذكر د. عبد الحي يوسف.
• المعنى الذي أراده البرهان هو أن يكتفوا بما حصلوا عليه بانقلابه، ولا ينازعوه في السلطة التي هي أهم ما عنده، تأسيسا على ما تم وسيتم في الحرب، والأ يتسببوا باعلامهم الذي يروج لأدوارهم في الحرب ويكشف عن طموحاتهم السلطوية، في تهديد موقعه وسلطته تلميحا أو تصريحا أو مطالبا، مثلما فعل بعض متحدثيهم مؤخرا حينما طالبوا بتسليم الحكم لمجاهدي البراء والمقاتلين في الميدان.
• إن مسلك برهان ورفاقه من العسكر منذ أن تقلدوا مقاعد السلطة كان واضحا، وهو تعبير عن رغبتهم في عدم مغادرتها، وفي سبيل ذلك اهرقوا دماء المعتصمين العزل، وقد ساندتهم في ذلك بعض هذه الكتائب التي تقاتل بجانبهم اليوم، مثلما ساندهم أعداء اليوم في الدعم السريع، وقد كانوا سندا لبعضهم البعض في الانقلاب على الانتقال، ودافعوا عن سلطتهم الانقلابية بالرصاص حتى وصل عدد القتلى الى ما يزيد عن ١٥٠ شهيدا، وفاقت أعداد المصابين ٥ الف مصاب، ولم تزدهم تلك الدماء الإ تمسكا بالسلطة.
• هدف البرهان ومجموعته الواضح هو البقاء في الحكم كحكام عسكريين، ونسج نظام من كل الذين يعترفون بسلطتهم بلا منازعة أو تشكيك، أو طموحات للعب أدوار أكبر من تلك التي يتم رسمها لهم، وقد أختار توقيت رسالته هذه بعناية ووفق تقدير سياسي، ففي هذا التوقيت الذي تغيرت فيه موازين القوى العسكرية لمصلحة القوات المسلحة وحلفائها، وبعد انتصاراتها الأخيرة بدأت ملامح الطموحات السلطوية في الظهور والتعبير عن نفسها، لدى مجموعات مختلفة، وهو يريد أن يقطع الطريق على كل ذلك، ويضع الجميع امام المسار الذي حدده مسبقا.
• أختار البرهان اطلاق تصريحاته بعد أشهر من جولات جماهيرية شملت كل المناطق التي تم تحريرها، حرص عليها بلا كلل وأعاد من خلالها تقديم نفسه، باعتباره القائد العسكري الذي قاد هذه الانتصارات، والهدف من كل ذلك هو تثبيت دور الجيش في الانتصارات بما يعلي رصيده على الشركاء، وتكريس سلطته والحفاظ عليها، وابعادها عن أي صراعات آنية ومستقبلية تستهدف السلطة، وقفل الباب أمام أي تصورات أو طموحات، تتجاوز السقوف التي حددها سلفا لجميع الحلفاء المرحليين في الحرب والمحتملين ما بعدها، بعد أن شكلت الحرب واقعا جديدا، ودفعت بقوى مختلفة في لعبة التوازنات العسكرية والسياسية، وقريبا ستعبر الاختلافات والخلافات عن نفسها داخل الحلف الواحد، وقبل أن تضع الحرب أوزارها.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *