حسن عبدالرضي الفكي

حسن عبد الرضي الشيخ

في زمن المراء السياسي، يطل علينا كامل إدريس بتصريح يصلح أن يُدرّس في كتب الطرائف لا في سجلات الحكومات: “الأمطار هي السبب وراء السيول”. مع أنني، بأمانة، لم أعثر حتى الآن على تصريح واضح ومنسوب إلى د. كامل إدريس (رئيس الوزراء السوداني) يتضمن العبارة: “الأمطار السبب في السيول”. لكن ما يقوم به رئيس الوزراء وطاقم حكومة (خيبة الأمل) يجسد هذا المعنى تمامًا. فلم نشاهد السيد رئيس الوزراء في زيارة إلى أي موقع انهارت فيه منازل المواطنين جراء الأمطار أو السيول أو الفيضانات أو الانزلاقات الأرضية.

كان السيد كامل إدريس قد وجد الوقت الكافي ليزور معلّمًا قديمًا له، ليتقدم له بالشكر لأنه أهّله ليكون رئيسًا لوزراء الخيبة! مع أن معلمي السودان جميعهم يعانون الجوع، نعم الجوع والمسغبة، إذ لم تُصرف رواتبهم لعامين كاملين، ويُجرجرون قسرًا تحت التهديد بالفصل والحرمان من حقوقهم لفتح المدارس التي تهدم معظمها، بينما رئيس الوزراء “عامل نائم” لا يحرك ساكنًا. ثم ها هو كامل إدريس يزور مخبزًا في محلية كرري ليتفقد أوزان الخبز، في مهمة يمكن أن يقوم بها أصغر عضو في اللجنة الشعبية. وفي المشهد الآخر، نرى خالد الأعيسر يخاطب البرهان ابن (الحلمان) في مسيرة بلندن، مستنكرًا سحب صلاحياته كوزير للثقافة وتحويله إلى ناطق رسمي باسم حكومة لا ترى بالعين المجردة في مدينة أبو عشر، حيث تحصد “الحمى المجهولة” يوميًا أرواح خمسة إلى ستة شهداء.
على أية حال، استهوتني الفكرة أن أكتب مقالًا ساخرًا بالدارجة.
يا سلام! ده اكتشاف علمي جديد يا جماعة! كأنو العالم كان محتار لحد الليلة في السر وراء السيول، لحد ما جا عبقري زمانو وفك الطلسم. أها يا ناس الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا، أقعدوا تحت.. الدكتور كامل جاب المفاتيح: المطر بينزل والسيل بيجي!
الزول دا لو خليناه شوية، بكرة حيقول لينا: “الجوع هو السبب وراء قلة الأكل”، أو “الليل هو السبب وراء العتمة”. ولو صحّيناه في نص الليل، يمكن يضيف: “الحرارة هي السبب وراء السخانة”. ياخي حتى الأطفال في الصف الأول ابتدائي بضحكوا على الحكاية دي!
الناس في الخرطوم غرقانة، المدارس وقعت، والشوارع بقت بحيرات، وهو واقف يفسر لينا الماء بالماء، والعقل بالعته. بالله، لو في حكومة بجد، كان رئيس وزرائها يطلع يعرض علينا خططه لبناء بلد يليق بنا.
لكن نقول شنو! دي حكومة الوهم، وكل زول فيها متفوّق في الفشل لدرجة إنو كامل إدريس بقى نجمها الأول.

بالمناسبة، في زول يورّيه إنو السيول مرات بتجي من سدود مكسورة أو جداول مهملة أو فساد عمراني؟ ولا هو مقتنع إنو “الغيم لمن يزعل بيبكي كتير”؟

الحقيقة إنو كامل إدريس ماشي بخطى ثابتة ليكون “أرخم رئيس وزراء” في تاريخ السودان، أو يمكن في تاريخ البشرية جمعاء. ولو استمر على نفس النغمة دي، ما نستبعد يرشحوه لجائزة نوبل في “الفهلوة الفارغة.

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.