اخبار السودان

رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين

رؤساء سوريا عبر التاريخ: رئيس ليوم واحد وآخر لأكثر من عقدين

صدر الصورة، Getty Images

يكشف تاريخ الرئاسة في سوريا بعد استقلالها عن فرنسا في العام 1946، عن انقلابات عسكرية متتالية ومراحل مختلفة من عدم الاستقرار السياسي، بالإضافة إلى نموذج لرئيس بقي في الحكم ليوم واحد، وحكم لحزب واحد دام أكثر من نصف قرن.

وفي مرحلة لاحقة من تاريخ سوريا، حفظ السوريون اسم “الرئيس الأسد” لأكثر من 50 عاماً.

من هم رؤساء سوريا بعد الانتداب الفرنسي، وكيف وصلوا إلى السلطة؟

شكري القوتلي: أول رئيس بعد الاستقلال

شكري القوتلي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، في أول ولاية رئاسية للقوتلي خرجت سوريا من عهد الانتداب وفي الولاية الثانية دخلت سوريا في عهد جمال عبد الناصر

كان أول رئيس سوري في مرحلة نهاية الانتداب الفرنسي.

خلال حملة المطالبة باستقلال سوريا عن فرنسا، نُظمت انتخابات نيابية عام 1943، وفازت بها “الكتلة الوطنية” المناهضة للانتداب.

اتفق أعضاء الكتلة الوطنية على ترشيح شكري القوتلي للرئاسة، فانتخب رئيساً للجمهورية عام 1943. ومدّد له عام 1946 بعد إتمام الاستقلال عن فرنسا.

عاد القوتلي مرة جديدة عام 1955 إلى سدّة الرئاسة عبر انتخابات رئاسية تمت في مرحلة قصيرة خلت من الانقلابات العسكرية، وبقي في المنصب حتى عام 1958، عندما تنازل عن الرئاسة بعد إعلان الوحدة بين سوريا ومصر في عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر.

حسني الزعيم: أول انقلاب عسكري

حسني الزعيم

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، قاد حسني الزعيم أول انقلاب عسكري في تاريخ سوريا الحديث، وسقط بعد أربعة أشهر فقط في انقلاب عسكري ضدّ حكمه

أطاح قائد الجيش حسني الزعيم، برئاسة القوتلي في مارس/آذار 1949، واعتقل الزعيم، الرئيس القوتلي ورئيس حكومته خالد العظم، وتسلّم الرئاسة في سوريا.

أتى الزعيم رئيساً بعد أول انقلاب عسكري شهدته البلاد، لكنه كان فاتحاً لعهود أخرى من انقلابات قادة الجيش.

دامت ولاية الزعيم أربعة أشهر فقط، إذ قاد قائد الجيش آنذاك، سامي الحناوي، انقلاباً عسكرياً جديداً عليه في أغسطس/آب 1949.

سامي الحناوي: رئيس ليوم واحد

سامي الحناوي

صدر الصورة، Facebook/Syrian History Museum

التعليق على الصورة، رغم قيادته الانقلاب العسكري الثاني، سلّم سامي الحناوي السلطة إلى رئيس منتخب بعد يوم واحد هلى تسلمه الرئاسة الانتقالية.

حقّق الحناوي رقماً قياسياً في تاريخ الرئاسة السورية، بعد جلوسه على كرسي الرئاسة ليوم واحد فقط، من 14 حتى 15 أغسطس/آب 1949، إثر رفضه البقاء في السلطة، وسلّم الحكم لرئيس منتخب هو هاشم الأتاسي.

هاشم الأتاسي: رئيساً للبلاد ثلاث مرات

الرئيس السوري السابق هاشم الأتاسي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، هاشم الأتاسي رئيس سوريا ثلاث مرات

تسلّم الأتاسي رئاسة سوريا ثلاث مرات.

وكان يلقب بـ “أبو الدستور” و”أبو الجمهورية” لأنه وضع الدستور السوري الأول.

كانت ولايته الأولى في عهد الانتداب الفرنسي، واستمرت من عام 1936 حتى عام 1939.

ثم تسلم الرئاسة مرة ثانية عام 1949 بعد الحناوي.

إلا أنه تمت الإطاحة بحكمه من قبل قائد الجيش آنذاك، أديب الشيشكلي عام 1951.

ثمّ عاد مجدداً إلى الرئاسة لمرة ثالثة، بعد إسقاط الشيشكلي عام 1954. واستمر في منصبه حتى عام 1955.

أديب الشيشكلي

أديب الشيشكلي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، شارك أديب الشيشكلي في أكثر من انقلاب عسكري قبل أن يصبح رئيساً لسوريا

شارك الشيشكلي الذي تدرج في الجيش السوري منذ تأسيسه عام 1945، في انقلابات عدة على رؤساء سوريا السابقين قبل أن يصبح رئيساً للدولة عام 1953.

إذ شارك الشيشكلي في الانقلاب الذي قاده حسني الزعيم ضد الرئيس شكري القوتلي في 29 مارس/آذار من عام 1949.

وانضم في وقت لاحق إلى صفوف الضباط المعارضين بقيادة سامي الحناوي، وقد نجحوا في الإطاحة بحسني الزعيم في 14 أغسطس/آب من عام 1949.

كما شارك في الانقلاب على حكم الأتاسي عام 1952، وعيّن فوزي سلو، رئيساً جديداً للبلاد، بعد يوم واحد من الانقلاب.

وفي عام 1953، رشح مجلس النواب الجديد الشيشكلي لرئاسة الجمهورية من دون منافس، بعد تعديل الدستور، ليحصل على 90 في المئة من الأصوات، ويتولى الرئاسة رسمياً في 11 يوليو/ تموز من عام 1953.

انتهى حكم الشيشكلي في فبراير/شباط 1954، بعد الانقلاب العسكري الذي أعاد هاشم الأتاسي إلى الحكم.

مأمون الكزبري: ترأس المرحلة الانتقالية مرتين

مأمون الكزبري

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، مأمون الكزبري الرئيس المؤقت أو رئيس المرحلة الانتقالية مرتين، في مرحلتين مختلفتين

كان مأمون الكزبري رئيساً مؤقتاً آخر تسلم الحكم بين 26 و28 فبراير/شباط من عام 1954، بعد إسقاط الشيشكلي، تمهيداً لعودة الأتاسي عن استقالته وتسلمه الرئاسة مرة ثانية.

بعد إسقاط الشيشكلي، وانتهاء رئاسة الكزبري المؤقتة والانتقالية، تسلّم الأتاسي رئاسة الجمهورية وبقي فيها حتى انتهاء ولايته ليعود شكري القوتلي إلى المشهد هذه المرة عبر انتخابات رئاسية شهدت تنافساً في التصوير تحت قبة البرلمان.

كانت هذه الانتخابات الرئاسية الأخيرة في سوريا قبل أن تدخل البلاد في عهد الوحدة ورئاسة عبد الناصر، لتشهد بعد سنوات انقلابات عسكرية جديدة.

ظهر الكزبري كرئيس مؤقت مرة ثانية أيضاً، بعد انقلاب عسكري أطاح بالوحدة بين سوريا ومصر، وتسلّم الحكم ثلاث أسابيع. كان ذلك من من 29 سبتمبر/أيلول 1961 وحتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه.

جمال عبد الناصر: وحدة مصر وسوريا

جمال عبد الناصر وشكري القوتلي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا تنازل القوتلي عن الرئاسة إلى جمال عبد الناصر

سطع نجم الرئيس المصري عبد الناصر وكسب شعبية واسعة في بلاد عربية بعد تأميم قناة السويس والعدوان الثلاثي على مصر. وأطلق ناصر شعارات القومية العربية والوحدة بين العرب.

في عام 1957، تزايدت الضغوط السياسية في سوريا نتيجة التنافس بين الأحزاب. وزاد التوتر بينها وبين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة بسبب الحلف مع عبد الناصر.

شكّل ضباط سوريون وفداً إلى مصر للمطالبة بالوحدة مع مصر. ساند طلبهم الرئيس القوتلي وفي 22 فبراير/شباط 1958، وقع الرئيسان المصري والسوري رسمياً على ميثاق الوحدة، فتشكلت بذلك “الجمهورية العربية المتحدة”.

أُجري استفتاء شعبي في البلدين أفضى إلى تنصيب عبد الناصر رئيساً للدولة الموحدة، وأصبحت القاهرة عاصمة الجمهورية العربية المتحدة.

انتهت مرحلة الوحدة العربية بعد ثلاث سنوات عام 1961 بانقلاب عسكري جديد، قاده قيادي في الجيش يدعى عبد الكريم النحلاوي.

تسلم رئيسان كرسي الرئاسة في المرحلة الانتقالية هما مأمون الكزبري وعزت النص على التوالي قبل إجراء انتخابات.

ناظم القدسي

ناظم القدسي

صدر الصورة، The Online Museum of Syrian History

بعد انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة في 28 أيلول/سبتمبر 1961، أُجريت انتخابات نيابية في كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه.

وفي 14 كانون الأول/ديسمبر 1961، انتخب مجلس النواب ناظم القدسي رئيساً للجمهورية العربية السورية، وتولى المنصب رسمياً في 15 كانون الأول/ديسمبر 1961.

في 8 آذار/مارس 1963، وقع انقلاب عسكري في سوريا، قاده ضباط من حزب البعث العربي الاشتراكي، عُرف بـ “ثورة الثامن من آذار”.

أطاح هذا الانقلاب بحكومة ناظم القدسي، واعتقل فترة قصيرة قبل الإفراج عنه والسماح له بمغادرة البلاد.

لؤي الأتاسي

شارك الأتاسي حين كان قائداً لشرطة حلب في عام 1954، في الانقلاب ضد الرئيس الشيشكلي.

وشارك مرة أخرى، وبدور أكبر، في انقلاب 8 آذار/مارس 1963، الذي قاده حزب البعث العربي الاشتراكي، وعُرف بـ “ثورة الثامن من آذار”.

بعد نجاح الانقلاب، عيّن المجلس الوطني لقيادة الثورة، الأتاسي رئيساً لهذا المجلس وقائداً عاماً للقوات المسلحة ومن ثمّ رئيساً للدولة في 23 آذار/مارس 1963.

قدّم الأتاسي استقالته من منصبه في 27 تموز/يوليو 1963 بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد حكمه قادها ضباط ناصريون، بهدف العودة إلى الوحدة مع مصر، وأُعدم على أثرها ضباط شاركوا في الانقلاب.

وكان الأتاسي قد اعترض على الحملة ضد الضباط الناصريين بعد فشل الانقلاب، فعزله وزير الداخلية أمين الحافظ وقبل استقالته.

أمين الحافظ

رئيس سوريا أمين الحافظ الأول من اليمين مع رئيس حكومته ووزير الداخلية

صدر الصورة، Getty Images

بعد انقلاب 8 مارس/آذار1963، الذي قاده حزب البعث العربي الاشتراكي، عُيّن أمين الحافظ وزيراً للداخلية وعضواً في مجلس قيادة الثورة.

وبعد عزل الرئيس الأتاسي في يوليو/تموز 1963، تسلّم الحافظ منصب الرئاسة وقيادة حزب البعث وقيادة الجيش حتى 23 شباط/فبراير 1966، حين أطاح انقلاب عسكري قاده صلاح جديد بعهده.

نور الدين الأتاسي: آخر رئيس قبل عائلة الأسد

نور الدين الأتاسي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، نورالدين الأتاسي آخر رئيس في سوريا قبل بدء عهد حافظ الأسد

في 23 فبراير/شباط 1966، قاد ضباط في حزب البعث انقلاباً عسكرياً جديداً.

أطاح هذا الانقلاب بالرئيس أمين الحافظ. وأصبح نور الدين الأتاسي رئيساً للدولة وأميناً عاماً لحزب البعث.

وانتقل أحد قادة الانقلاب، صلاح جديد من منصب رئيس أركان الجيش، إلى منصب الأمين العام المساعد للقيادة القطرية لحزب البعث، ونائب الرئيس.

نشب خلاف بين الأتاسي وصلاح جديد من جهة، ووزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد من جهة أخرى وتصاعدت التوترات إلى أن قام حافظ الأسد بانقلاب عسكري في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1970، عُرف بـ “الحركة التصحيحية”، أطاح فيه بكل من الأتاسي وجديد.

حافظ الأسد: من 1970 إلى 2000

حافظ الأسد

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، استمر عهد حافظ الأسد 29 عاماً وانتخب بعد وفاته نجله بشار الأسد رئيساً

في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1970، قاد حافظ الأسد انقلاباً عُرف بـ “الحركة التصحيحية”، أطاح من خلاله بالقيادة السابقة لحزب البعث.

انتُخب رئيساً للجمهورية في 22 فبراير/شباط 1971، وأعيد انتخابه في استفتاءات لاحقة أعوام 1978، 1985، 1991، و1999.

واستمر حافظ الأسد في الحكم 29 عاماً حتى وفاته في 10 يونيو/حزيران 2000 إثر نوبة قلبية.

بعد وفاته، خَلَفه ابنه بشار الأسد في رئاسة الجمهورية.

بشار الأسد

بشار الأسد

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، بعد سيطرة المعارضة في أيام على معظم مناطق النظام في سوريا، لجأ بشار الأسد إلى موسكو دون إلقاء أي كلمة أو خطاب تنحي.

بعد وفاة والده في يونيو/حزيران 2000، تم تعديل الدستور لتخفيض سن الترشح للرئاسة إلى 34 عاماً، ونال ترقية برتبة فريق، ما مكنّه من الترشح للانتخابات الرئاسية ويصبح رئيساً لسوريا.

عرف عهده أطول صراع عسكري داخلي عرفته البلاد واستمر 13 عاماً.

في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، انهار نظام بشار الأسد بعد هجوم واسع شنته قوات المعارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام.

وفرّ مع عائلته إلى موسكو، حيث حصل على اللجوء السياسي.

أحمد الشرع: أواخر 2024 حتى الآن

أحمد الشرع

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، أعلنت قيادة العمليات العسكرية تعيين الشرع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا

بعد 13 عاماً من النزاع المسلح في سوريا، قادت هيئة تحرير الشام في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وفصائل عسكرية أخرى معارضة، هجوماً واسعاً سيطرت خلاله في أيام قليلة على مناطق الجيش والنظام السابق في سوريا.

وصلت الفصائل المقاتلة إلى دمشق وانهار نظام حزب البعث.

شكّلت هيئة تحرير الشام إدارة جديدة تحت قيادة أحمد الشرع، الذي كان يعرف سابقاً باسم أبو محمد الجولاني، حين كان قائداً لجبهة النصرة ولهيئة تحرير الشام.

في 29 كانون يناير/الثاني 2025، أُعلن قائد العمليات العسكرية، تعيين أحمد الشرع رئيساً للبلاد خلال المرحلة الانتقالية، وتم حل الجيش والأجهزة الأمنية السابقة.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *