ذكرى هبة سبتمبر وتصاعد الحملة لوقف الحرب

تاج السر عثمان بابو

1

تهل في هذا الشهر الذكري الثانية عشرة لهبة سبتمبر 2013، والبلاد تمر بنفس الأوضاع بل أسوأ منها  التي أدت للهبة ‘كما في الحرب اللعينة الجارية التي تتصاعد الحملة العالمية والمحلية لوقفها’ التي شردت الملايين وأدت لمقتل وفقدان الآلاف’ إضافة للماسي الإنسانية كما يحدث في التجويع والأمراض الناتج عن حصار الفاشر ‘وكادوقلي والدلنج والابيض’ وكارثة الانزلاق بسبب الأمطار بجبل مرة ‘مما يتطلب اوسع حملة عالمية ومحلية لفتح المسارات الآمنة لوصول الأغاثات للمتضررين ‘وحماية بقية القرى المهددة’

إضافة للتفريط في أصول وأراضي البلاد كما في صفقات مصانع السكر وميناء بورتسودان لشركات سعودية ‘والتنازل عن حلايب وشلاتين وابو رماد لمصر ‘فضلا عن استمرار التدهور المعيشي والصحي والأمني’ وارتفاع الأسعار نتيجة للانخفاض المستمر في الجنية السوداني حيث  تجاوز  الدولار حاجز ٣٥٠٠ جنية سوداني ‘ فضلا عن الصرف الضخم على الحرب كما في صفقة الأسلحة التي قامت بها حكومة بورتسودان التي تقدر ب مليار ونصف  دولار’ علي حساب تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والصحية والأمنية وضمان عودة النازحين لمنازلهم وقراهم ومدنهم’ وخدمات التعليم والصحة والدواء والماء والكهرباء والانترنت. الخ.

إضافة لقيام الحكومتين غير الشرعيتين الذي يقود لإطالة أمد الحرب والتهديد بتقسيم البلاد. مما يخدم مصالح المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب بهدف تصفية الثورة ونهب ثروات وأراضي البلاد’

إضافة لاستمرار التدخل الخارجي لفرض التسوية بالشراكة مع العسكر والدعم السريع والمليشيات والافلات من العقاب’ بهدف تصفية الثورة ‘ مما يعيد إنتاج الأزمة والحرب مرة أخرى’ ولاستمرار نهب ثروات واراضي البلاد ، وإيجاد موطئ قدم علي ساحل البحر الأحمر.

2

كانت هبة سبتمبر نقطة تحول مهمة في مقاومة نظام الانقاذ برفض الزيادات في الأسعار التي فرضها النظام ، التي كان الهدف منها :

تمويل الصرف البذخي لنظام الطفيلية الإسلاموية.

تمويل الحروب التي أشعلها النظام في دارفور وجنوب وشمال كردفان وجنوب النيل الأزرق.

دعم ميزانية الأمن والدفاع التي تستحوذ علي 75 % من الميزانية العامة.

وتمويل سداد ديون الدول المانحة وصندوق النقد الدولي والتي تقدر ب 43 مليار دولار ( عام 2013) والتي تزداد ضغوطها واشتراطاتها علي النظام الحاكم.

كما رفضت الجماهير الأكاذيب حول دعم المحروقات، حيث أنه لا يوجد دعم..

* بعد إعلان الزيادات في الأسعار كانت هبة سبتمبر 2013م ، التي شملت أغلب مدن السودان وامتدت لتشمل طلبة الجامعات والثانويات ومرحلة الأساس، وطرحت شعارات واضحة ” الشعب يريد اسقاط النظام”.

واجهت السلطة المظاهرات بالعنف المفرط التي شارك في قمعها الدعم السريع ‘والذي أدي إلي استشهاد عدد كبير وما زال التحقيق جاريا في تلك المجزرة باعتبارها جريمة لا تسقط بالتقادم، ومئات الجرحى ، وبلغ عدد المعتقلين أكثر من ألف شخص، كما أحدثت الهبة هزة عميقة في السلطة الفاشية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم وشركائه في الحكم . وأصيبت السلطة بهلع شديد كما تجلي في العنف المفرط ، وإغلاق الانترنت والصحف والقنوات الفضائية مثل ” العربية ” و ” اسكاي نيوز”. الخ ، أصدرت كل الأحزاب والحركات والنقابات والتنظيمات الديمقراطية وسط المهنيين بياناتها التي استنكرت الزيادات والقمع المفرط، وطالبت بمحاسبة مرتكبي جرائم القتل. تم تشييع مهيب للشهداء ساهم في توسيع الحملة ضد النظام ، وحدثت وقفات احتجاجية قام بها الأطباء وأسر المعتقلين والصحفيين، وطلاب الطب بجامعة الخرطوم، وقوي المعارضة خارج السودان، ساهمت تلك الحملات في الضغط علي النظام من أجل اطلاق سراح المعتقلين وقف القمع المفرط للمظاهرات السلمية.

* بعد هبة سبتمبر استمرت جذوة الثورة متقدة بمختلف أشكال المقاومة والاحتجاجات كما في هبة يناير 2018 ضد ميزانية الفقر الدمار والزيادات في الخبز والدواء والسلع والخدمات ، استمر التراكم النضالي حتى اندلاع ثورة ديسمبر 2018 التي اسقطت البشير ، والتي قطع انقلاب اللجنة الأمنية الطريق أمامها في 11 ابريل 2019 ، وانقلاب مجزرة فض الاعتصام ‘والذي تم استكماله بانقلاب 25 اكتوبر 2021 الذي اعاد التمكين واسترداد الأموال المنهوبة للفاسدين. وقاد للحرب الجارية حاليا.

3

في ذكرى هبة سبتمبر ‘ هناك ضرورة لاوسع نهوض جماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة وإسقاط الحكومتين غير الشرعيتين’ وقيام الحكم المدني  الديمقراطي، وتحسين الأوضاع المعيشية ‘وتحقيق دولي مستقل في جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية ‘وعدم الإفلات من العقاب’ وحماية السيادة الوطنية ووحدة البلاد شعبا وارضا.

المجد والخلود للشهداء، وعاجل الشفاء للجرحي، وعودا حميدا للمفقودين، والحرية لكل المعتقلين السياسيين’في سجون طرفي الحرب.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.