اخبار السودان

ديسمبر ٢٠٢٣م ٢ ديسمبر ٢٠٢٤م : اين وعدك يا برهان اعتقال السجناء الفارين من كوبر؟!!

بكري الصائغ

 

مقدمة : كان محقا عبدالحي يوسف عندما هاجم البرهان ووصفه “لا دين له” و”شخصية غير محترمة”. وعبر عن عدم ثقته في قائد الجيش البرهان ، كل هذا الهجوم لم يأتي من فراغ ، بل واقع تصرفات البرهان المتذبذبة وسلوكياته المشينة ، وتقلباته التي ما هدأت ولا توقفت عند مبدأ او رأي واضح منذ استلامة هدية السلطة عام ٢٠١٩م ، ومما زاد من تعاسة حال البرهان المزرية أن قراراته وتوجيهاته السياسية والعسكرية ما وجدت الرضا والقبول عند المسؤولين معه في السلطة الحاكمة ، ولا نفذت توجيهاته الي ارض الواقع.

 

ولكي لا يتهمني احد من القراء بالتجني ظلما علي البرهان ، ارجع بكم الي توجيه سبق أن اصدره البرهان في يوم السبت ٢/ ديسمبر العام الماضي ونشرته الصحف والمواقع الاجنبية وجاء فيه :

(… أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان يوم الجمعة قراراً بتشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية ، للقبض على منسوبي النظام البائد الفارين من السجون ، والضالعين في إشعال حرب الخامس عشر من أبريل ، تنفيذاً لإجراءات بناء الثقة ، الموقعة في السابع من نوفمبر الماضي، بمدينة جدة السعودية. وقال مصدر شرطي رفيع لـ(راينو) أن اللجنة تضم أعضاء من وحدات السجون ، والشرطة الأمنية ، والمباحث المركزية. وأنها حددت أماكن تواجد رموز نظام الإنقاذ في كل من بورتسودان وعطبرة وكسلا والقضارف ، وبعض القرى والمدن بالولاية الشمالية. وقال المصدر:(من المتوقع أن تبدأ إجراءات القبض عليهم في أي لحظة بعد أن باشرت اللجنة أعمالها) إنتهي

 

قرار البرهان صدر قبل عام مضي ، وحتى الأن رغم مرور (٣٦٥) يوم لم ينفذ القرار الصادر من أكبر رأس في الدولة!! ، والشيء الغريب في الامر ، خبر الصحيفة كان قد أكد علي أن اللجنة المكلفة بتنفيذ قرار اعادة السياسيين الفارين من سجن كوبر قد بدأت في إجراءات القبض علي الفارين في أي لحظة ولكن لم نسمع منها شيء بخصوص عملها!! .

 

عدم تنفيذ القرار يعني أربعة اشياء واضحة لا غموض فيها ولا دس :

اولا : إنه وبحسب وجهة نظر غالبية كبار المسؤولين في السلطة الحاكمة ، أن قرارات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن/ عبدالفتاح البرهان مهما كانت أهميتها فهي غير واجبة التنفيذ إذا كانت القرارات تتعارض مع مصالحهم الشخصية والسياسية.

 

ثانيا : أن البرهان اصلا لم يرسل القرار لوزير الداخلية ، وأن ما نشر في الصحف حول ضرورة إعتقال منسوبي النظام البائد الفارين من السجون مجرد خبر بهدف ذر الرماد في عيون الشعب لإثبات أنه (البرهان) لا ينتمي للحركة الاسلامية ، وإنه غاضب منهم ويعمل علي اعتقالهم!! .

 

ثالثا : الجهة التي أوقفت قرار البرهان باعتقال كل منسوبي النظام البائد الفارين من السجون ، هي جهة مقربة جدا من البرهان وتعرف الكثير المثير عنه وعن شخصيته الضعيفة وفقدانه الهيبة والكبرياء ، وأن هذه الجهة الاسلامية النشطة في بورتسودان تعرف ما خفي عن تصرفات البرهان المتذبذبة ، وتصريحاته وقراراته التي لا تجد الاحترام ولا التنفيذ ، ولهذه الاسباب فأن هذه الجهة الإسلامية مقتنعة تماما وعلي ثقة كبيرة أن البرهان سينسي قرار السبت ٢/ ديسمبر ولن يعود إليه مرة أخرى بسبب (العيون الحمراء) التي تراقبه مراقبة القط للفار ، لذا فهو لا يقوي علي مواجهة الاسلاميين الفارين من السجون والمدعومين من ضباط في القوات المسلحة ياسر العطا مثالا؟!! .

 

رابعا : (أ) تصرفت وزارة الداخلية في العاصمة الجديدة بلا مبالاه وكان أمر القرار لا يعنيها لا من قريب أو بعيد!! ، وانها اجهزة (بوليسية) غير مختصة علي الاطلاق القيام باعتقالات السجناء الفارين من السجون ، وإنما ينصب جل اعمالها اعتقال المواطنين الأبرياء ، وملاحقة شباب العمل التطوعي والصحفيين والنشطاء السياسيين ، وما عداها من مهام أخري فلا يدخل في صميم أعمالها!!، ولهذا صرفت وزارة الداخلية النظر تماما عن قرار البرهان “الفشنك”؟!! .

(ب) الغريب في الامر ، انه ورغم عدم اهتمام وزير الداخلية الحالي اللواء/ خليل باشا سايرين تنفيذ قرار البرهان ، الا أن وزير الداخلية السابق مدير عام الشرطة الفريق/ خالد حسان ، كان قد صرح في يوم ٥/ سبتمبر ٢٠٢٣م ، وقال :

“أنه“ يتحتم إعادة رموز النظام السابق(عمر البشير) الذين غادروا السجون ، لتأخذ العدالة مجراها”. كما شدد على أن “سجلات المجرمين الهاربين من السجون موجودة لدى الشرطة التي ستعيد إلقاء القبض عليهم”. وأوضح أن بعض المجرمين الذين تم إطلاق سراحهم من قبل الدعم السريع شاركوا معهم في القتال ، مؤكداً أن لديه شواهد على كلامه هذا.”. المصدر موقع “العربية” 05 سبتمبر , 2023م انتهي

 

اسوأ ما في تناقضات وسلوكيات البرهان إنه دائما ما يقول شيء ويعمل ضده ، فهو قد أصدر (نظريا!!) قرار باعتقال السجناء السياسيين الفارين من سجن كوبر ، ولكن (عمليا) وعلى أرض الواقع فهو قد أمن لهم الحماية الكاملة والأمن والأمان ، ومنحهم حصانة تحميهم من الاعتقالات والمساءلة ، البرهان هو شخصيا وبتوجيهات منه أبعدهم تماما عن كل ما يضرهم ويعكر صفو اقامتهم ، بل هو من سمح للدكتور/ علي الحاج المطلوب اعتقاله وهرب من كوبر بالسفر الي جوبا ومقابلة الرئيس الجنوبي/ سلفاكير، وبعدها سافر علي الحاج الي ألمانيا وهو الان مقيم فيها وهو أحد المطلوبين القبض عليه!! .

 

السؤال المطروح بقوة، هل الفريق أول ركن/ شمس الدين كباشي ، هو من رفض تنفيذ قرار البرهان باعتقال السجناء السياسيين الفارين من السجون ، بحكم إنه قد أصبح المشرف والقائم علي أمر وزارة الداخلية بحسب القرار الذي صدر من البرهان في اليوم الأول من شهر أكتوبر ٢٠٢٣م ، بتكليف أربعة من أعضاء مجلس السيادة بالإشراف على الوزارات ، وأسند إلى شمس الدين كباشي ، الإشراف على وزارات شؤون مجلس الوزراء ، والخارجية والداخلية والحكم الاتحادي والمعادن والعدل والري والموارد المائية.؟!!، هل رفض كباشي تنفيذ قرار إعتقال علي كرتي في تحدي واضح ضد قرار البرهان علي اعتبار أن كرتي من الاسلاميين الذين يؤيدون استمرار  الحرب؟!!.

 

خبر جديد نشر في يوم الخميس ١٠/ أكتوبر ٢٠٢٤م في صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية تحت عنوان (رغم وجود صراع ثلاثي داخلي .. مخاوف في السودان جراء الظهور العلني المتكرر لرموز من حزب «المؤتمر الوطني»).، جاء فيه:

(… عبّر ناشطون سياسيون في السودان عن قلقهم المتزايد إزاء الظهور المتكرر لرموز حزب “المؤتمر الوطني”، الذي كان يحكم البلاد خلال فترة الرئيس السابق عمر البشير من عام 1989م حتى 2019م . يتزامن هذا القلق مع مرحلة حساسة تمر بها البلاد ، حيث يسعى المواطنون لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي بعد سنوات من الاضطرابات).

في حدث بارز ، ظهر إبراهيم محمود ، أحد المرشحين لرئاسة الحزب ، في مطار بورتسودان يوم الثلاثاء بعد غياب استمر حوالي عامين في تركيا. وقد ألقى محمود خطابًا موجهًا للشعب السوداني ، مما أثار تساؤلات حول نوايا الحزب في العودة إلى الساحة السياسية بعد فترة من التهميش. كما شهدت منطقة جبل موية ظهور أحمد عباس ، الوالي السابق لولاية سنار ، وهو يرتدي الزي العسكري ، برفقة نائب القائد العام للجيش شمس الدين الكباشي. يأتي هذا الظهور بعد استعادة الجيش للمنطقة قبل أيام ، مما يزيد من المخاوف بشأن عودة رموز النظام السابق إلى المشهد السياسي وتأثير ذلك على مستقبل البلاد. قال شهاب إبراهيم ، القيادي في “تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية” (تقدم)، لـ”الشرق الأوسط” إن “الظهور العلني لقادة (المؤتمر الوطني) يمثل بداية مرحلة جديدة من النزاع ، ويقودها نحو اتجاهات أسوأ”.). انتهي

 

اسأل البرهان وجنرالات مجلس السيادة ، والقادة العسكريين في القوات المسلحة والاستخبارات العسكرية ، وفي جهاز الأمن الوطني ، ووزير الداخلية والمسؤولين الكبار في وزارته :

هل ستقفون موقف المتفرجين بلا مبالاة علي عودة هؤلاء المساجين السياسيين الخطرين علي الدولة والشعب والمطلوبين للعدالة ، وقد اصبح ظهورهم يستفز الشعب بصورة وقحة؟!!.. ام تبادرون بحسب قرار البرهان الصادر في يوم السبت ٢/ ديسمبر الماضي القيام باعتقالهم قبل وقوع الكارثة … والتي فعلا بدأت في الظهور؟!! .

 

ماذا كتبت الأقلام ، ونشرت الصحف والمواقع السودانية والاجنبية ، وما بث في المحطات الفضائية العالمية ، وفي موقع “youtube” عن سلبيات البرهان :

١ ظهور نافع علي نافع في تركيا يثير الشكوك حول نزاهة القضاء السوداني

*******************

المصدر “السودانية نيوز” 13 أغسطس ، 2024م

(… أثار ظهور فيديو وصور للقيادي في المؤتمر الوطني نافع علي نافع عن هروبه الي تركيا ، ردود أفعال على الشارع السوداني. رغم حسم مدير عام السجون في السودان الجدل المستمر حول الجهة التي أطلقت سراح عناصر نظام المؤتمر الوطني من سجن كوبر بعد أيام من اندلاع الحرب في السودان لكنها لم يكشف عن الغموض الذي يحيط بمكان تواجدهم. حيث تفاجأ الشعب السوداني بظهور القيادي الهارب نافع علي نافع الي تركيا رفقة ابنه محمد حسب الصور المتداولة. وقال القيادي بالحرية والتغيير ، عروة الصادق ، عبر منصة “اكس”(بوصول ظهور نافع علي نافع أعتى زبانية الإخوان وسدنة المخلوع إلى ‎تركيا تأكد أن الذي يدير أمر البلاد بعد انقلاب أكتوبر ٢٠٢١م ، ما هو إلا تحالف الفاسدين في القضاء والنيابة العامة ووزارتي الداخلية والخارجية ‎السودانية). أنتهي

 

٢ يري المحلل السياسي والإعلامي القيادي بالحرية والتغيير، عروة الصادق، عبر منصة “اكس” : (الجدير بالذكر أن الدكتور نافع علي نافع هارب من سجن كوبر بواسطة الفلول البلابسة مشعلي الحرب وضارمي نارها. من ضمن أهدافها المعلنة نهاراً جهارا، من الفلول إطلاق سراح المتهمين الموقوفين على ذمة قضايا جنائية (جريمة انقلاب يونيو 89). ونافع علي نافع هو أحد المتهمين فيها وقضايا أمام نظر المحكمه ، وتحت طائلة البلاغات والاتهامات والقانون. إتهامات تصل عقوبتها للإعدام أو السجن المؤبد. ولا يجوز فيها إطلاق السراح بالضمانة قانوناً).

 

٣ «أفريكا إنتليجنس» :

«علي كرتي» متخف في الخرطوم بمنزل صهره مدير مكتب «البرهان»…

(… حذر موقع “أفريكا إنتليجنس” من دخول الجهاديين الإسلاميين إلى السودان ، في ظل استعانة قادة الانقلاب بفلول النظام المباد لتشكيل واقع سياسي جديد. وقال الموقع في تقرير حديث : “بعد ستة أشهر من استيلاء العسكر على السلطة مرة أخرى ، بدأ واقع جديد يتبلور بعد الاستعانة بالإسلاميين بمن فيهم فلول المؤتمر الوطني سواء كان ذلك كهدف استراتيجي او تكتيكي”، مشيراً إلى إطلاق سراح الفلول وإعادة امتيازاتهم وتوظيف عدد منهم في مناصب حكومية مهمة. وأشار التقرير الى أن “هناك وجهة نظر ترى أن إعادة الإسلاميين إلى السلطة هو خيار أملته الضرورة لأن الانقلابيين لم يتفقوا فيما بينهم على مرشح مدني لرئاسة الوزراء ، فيما تتزايد المخاوف من أن هذا الباب قد يسمح للجهاديين بالدخول”. ولفت التقرير إلى أن “هذه الخطوة لا تعني بالضرورة استعادة فلول المؤتمر الوطني للسلطة ، لأن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان يأمل في تمكين للجيش بالسلطة من خلال توسيع الطيف السياسي ، والادعاء بأن العسكر لا يسعون للحكم ولكن الضرورة أملت عليهم وجودهم في السلطة بسبب الانقسامات بين القوى المدنية”. ونوّه التقرير إلى الخيارات التي جربها البرهان بعد انقلاب 25 أكتوبر وباءت بالفشل ، حيث حاول تعيين رئيس وزراء مدني لكنه لم يستطع الحصول على إجماع ، كما حاول بناء ظهير سياسي ، فصرف الكثير من الوقت والمال بدعم مصري على الإتحادي الديمقراطي ، والفصائل المنشقة منه ، لكنه فشل. وتابع: “القرار الصادر مطلع ابريل بإطلاق سراح عشرات الشخصيات الإسلامية ، بينهم وزير الخارجية الأسبق ورئيس الحزب المحلول إبراهيم غندور ، مثل خطوة مهمة.. لقد تم إسقاط جميع التهم الموجهة إليه وضد إسلاميين آخرين ، مما يوضح سيطرة الإسلاميين على النيابة العامة ومكتب النائب العام ، عبد العزيز فتحي الرحمن وخليفة أحمد خليفة الذين تم تعيينهم على التوالي”. وأكد التقرير أن الإسلاميين يستغلون نظام العدالة للإفراج عن مؤيديهم واستعادة ممتلكاتهم وترهيب المعارضين ، خاصة أعضاء “لجان إزالة التمكين” التي كانت تستهدف الفاسدين من كوادر إسلامية وحزب المؤتمر الوطني. وزاد : “هذا التأثير على عملية العدالة ، أسفر عن إعادة 102 دبلوماسيًا ، منهم 48 سفيراً ، و 35 من صغار الدبلوماسيين و 19 موظفا إداريا ، كانوا جميعًا أعضاء في حزب المؤتمر الوطني أو تم تعيينهم من خلال المؤتمر الوطني عبر المحسوبية بغض النظر عن مؤهلاتهم”. تعيين متشددين .

وأكد التقرير أن قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان ، قام بتعيين المقدم مدثر عثمان كسكرتير لمكتبه في مقر الجيش ، وهو أحد الإسلاميين المتشددين وصهر الزعيم الإسلامي الهارب علي كرتي ، وشغل مدثر عثمان منصب مدير مكتب وزير الدفاع الأخير ونائب الرئيس عوض بن عوف خلال عهد البشير. وزاد : “يعتقد الكثيرون أن علي كرتي لا يزال في الخرطوم ، وليس في اسطنبول مثل معظم القادة الإسلاميين ، وانه يحظى بعلاقات جيدة مع السلطات الأمنية مما يحول دون توقيفه ، خاصة أن البرهان أراد إبقاء جميع الأبواب مفتوحة. ويعتقد على نطاق واسع أن عثمان يؤوي كرتي في منزله ويحميه من الاعتقال منذ الثورة ، والمرجح أن عثمان هو حلقة التنسيق الرئيسية بين قادة الانقلاب والإسلاميين”.). إنتهي

 

واخيرا : رغم الخلاف في ما بيني وعبد الحي يوسف ولكنه كان محقا عندما هاجم البرهان ووصفه “لا دين له” و”شخصية غير محترمة” لا تستحق الاحترام ، فقد الهيبة والكبرياء وغدا ريسا معزول محليا ودوليا لا احد يعترف به وبانقلابه المشؤوم الذي جري الي حرب اهلية كلفت البلاد نحو (٣٧٧) ألف قتيل احصائية غير رسمية صدرت في احدي الصحف العربية.

البرهان لا يهمه بكثير او قليل حال السودان اليو الذي وصل الي مرحلة الدمار الشامل ، والتقسيم والتفتت ، ولا يهمه حتي موت الملايين ، المهم تحقيق حلم والده أن يصبح رئيسا علي البلد المنكوب.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *