اخبار السودان

ديسمبر الثورة والاستقلال ومؤامرات التصفية

أسماء محمد جمعة

أسماء محمد جمعة

 

منذ ان انطلقت ثورة ديسمبر في العام 2018م  لاسقاط نظام الحركة الاسلامية الفاشي ، سعى هو لتصفيتها مستخدما الجيش وكل الاجهزة الأمنية المؤدلجة والمسخرة لصالح الحركة منذ 30 سنة ، وكلكم شهود على ما ارتكبته تلك الاجهزة القمعية من قمع في حق الثوار برعاية الحركة ، ثم انقلبت على الحكومة الانتقالية في 25 اكتوبر 2012م كمحاولة اخيرة لتصفية الثورة وحين احست بأن الانقلاب لم يحقق الهدف اشعلت الحرب الحالية باستخدام مطيتها الجيش الذي تزرع بتمرد إبنه (الدعم السريع) واعتبره مليشيا يجب التخلص منه ، وهو الذي انجبه وانجب من قبله وبعده عشرات المليشيات التي كان الهدف منها تخويف الشعب وقهره حتى لا يثور ويطالب بحقوقه ، وفعلا الجيش استفاد من الدعم السريع لقمع الثورة وحين جاء الحديث عن جيش قومي واحد تحت قيادة مدنية ضحى به ، وما زالت الحركة الاسلامية تحاول جاهدة ان تدعم استمرار الحرب لاطول زمن حتى تقضي على اكبر عدد من الشباب وقود الثورة وذلك بتحويلهم لقود لحرب عبثية من خلال الاستغلال والتغييب واللعب بالمشاعر والترويج كذبا بأن الحرب حرب كرامة ضد مليشيا متمردة ، مليشيا انتجها الجيش نفسه وجمع فيها الكثير من شباب السودان المهمشين والعاطلين والأطفال وصرف عليها وارتزق منها سنين طويلة .

تعود الذكرى السادسة للديسمبر ومازال الشعب يعاني من مؤمرات (الحركة الا إسلامية) التي تصر على تصفية الثورة والثوار حتى لا يخرج الشعب من مستنقع الفقر والجهل والقهر والفتن ولا يتحرر من استعبادها ويمنعها من الفساد واستغلال الدولة وياتي بحكومة يحاسبها الشعب ، ولكن ثورة ديسمبر لن تموت بإذن الله لأن من قاموا بها شرفاء وانقياء واهل حق ومظلومين وهي ثورة اجيال رايتها لن تسقط أبدأ .

ثورة ديسمبر انطلقت في نفس اليوم الذي اعلن فيه إستقلال السودان المزعوم من داخل البرلمان ، وهو لم يكن إستقلالا بل انتقال من استعمار اجنبي الى استعمار عصابات سودانية متدثرة بثوب الوطنية والدين و ظلت عبئا على السودان وشعبه ، فالدول المستقلة لها سيادة على كامل اراضيها ومشروع سياسي وأهداف اجتماعية ، الدول المستقلة لها جيش واحد يحرس اراضيها وسيادتها ولا ينتج المليشيات ولا يمارس السياسة ولا والتجارة ولا يصارع الاحزاب من اجل السلطة ولا يقتل شعبه ولا يحاربه ، الدول المستقلة لها شرطة مهنية وقضاء عادل وجهاز أمن لايقوم بقهر المواطنين وتعذيبهم لمخالفتهم الحكومة ، الدول المستقلة توفر لشعبها الحياة الكريمة وتحترم حقوقه ولا تعمل على تجهيله وافقاره ، اين السودان من كل هذا وعمر الاستقلال المزعوم وصل السبعين سنة مع إنه هناك دول استغلت بعد عام 2000م وحالها اليوم افضل من السودان ألف مرة .

يحب أن يعلم الشعب السوداني ويعي ان بلده لم تنل استقلالها وظلت مستعمرة ، ولذلك ظل هو يناضل ويقاوم من اجل الاستقلال الحقيقي من خلال ثوراته المستمرة واخرها ديسمبر 2018م والتي ما زالت مستمرة ، ويجب أن تستمر حتى تحقق كل الشروط التي تجعل السودان دولة مستقلة فعلاً ، وستكون هي بإذن الله خاتمة الثورات تحقق كل ما عجزت عنه الثورات السابقة ونتج عنه انقلابات وحكومات عسكرية وطغاة يتكاثرون مثل النمل ، وستعيد العسكر الى الثكنات والاحزاب الى رشدها وستعيد للسودان سيادته وارادته المسلوبة.

لقد تحمل الشعب السوداني في ثورة ديسمبر مالم يتحمله في نضاله ضد الحكم البريطاني والتركي مجتمعين من أجل مستقبل يليق به ، مستقبل لا يحمل أي ملمح من ذلك الماضي وهذا الحاضر المظلم ، وليس من طريق الى هذا الحلم الا من خلال الوعي بأن الحرب الحالية ليست حرب كرامة وانما هي لتصفية الثورة فالجيش ليست له مشكلة مع ابنه الدعم السريع وسيعودون لبعضهم حين يتأكدون ان الحرب اوصلت الشعب لأخر مراحل الضعف والهوان الذي يمكن الكيزان من العودة للسلطة على ظهر نفس الجيش.

لا تصدقوا انها حرب كرامة ، فالكرامة الحقيقية في ان تنتهي الحرب و تنتصر الثورة وتحقق مطالبها الصادقة ، بتكوين جيش قومي موحد ومهني وحكومة مدنية تحقق للمواطن احلامه بالحرية والسلام والعدالة ، وليس في أن تستمر الحرب ليعود الطغاة والفاسدين لهزيمة الشعب ويتكرر نفس المشهد .

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *