دور لجان المقاومة السودانية في مرحلة ما بعد الحرب
لجان المقاومة السودانية قد أظهرت دوراً بارزاً ومهما وطليعيا إبان ثورة ديسمبر المجيدة، إذ كانت راس الرمح في عملية التغيير، وأضحت رقما يصعب تجاوزه في المرحلة الانتقالية الأولى والثانية ، وقامت كذلك بدور فاعل وموجه نحو خدمة المدنيين أثناء الحرب الجارية في البلاد، رغم الكثير من المخاطر الأمنية في ظل الحرب، قامت بادوار عظيمة في خدمة المجتمعات المتضررة من الحرب. وعلى الرغم من هذه المهام والتحديات الصعبة التي تحملتها لتخيف وطأة الحرب وآثارها السلبية على اكثر الفئات استضعافا في المجتمع، لم تسلم هذه اللجان من الاستهداف من طرفي الحرب في السودان اعتقالا وتعذيبا وقتلا. إذ كانت أكثر الجهات المدنية صلابة وتنظيما في مواجهة التحديات بجانب لجان أطباء الطوارئ ولجان المحاميين. ولا شك في أن لجان المقاومة السودانية يمكنها أن تلعب ادورا كبيرة ومؤثرة في مرحلة ما بعد الحرب في السودان
ويمكن تلخيص الأدوار الإيجابية التي قامت بها اثنا الحرب الجارية في البلاد في الاتي:
- تقديم المساعدات الإنسانية: لعبت دوراً مهماً في تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من الحروب والنزاعات. تشمل هذه المساعدات توزيع الغذاء والمأكل والمشروبات، وكذلك توفير الرعاية الطبية والإيواء للنازحين واللاجئين.
- تعزيز الحوار والتسامح: حيث سعت لتعزيز الحوار والتسامح بين مختلف الفئات السكانية في السودان. من خلال تنظيم فعاليات وورش عمل للتعريف بأهمية التعايش السلمي والتفاهم بين الأطراف المختلفة، تساهم هذه اللجان في بناء جسور التواصل.
- تعزيز العدالة وحقوق الإنسان: عملت على تعزيز مبادئ العدالة وحقوق الإنسان في المجتمع، والتصدي لأي انتهاكات تحدث بعد الحرب. يتضمن ذلك دعم المظلومين وتقديم الدعم اللازم للضحايا.
علاوة على أدوارها العظيمة تجاه المدنيين أثناء الحرب، يمكنها أن تلعب دورا عظيما في مرحلة ما بعد الحرب، ويمكن الإشارة إلى هذه الأدوار في النقاط التالية:
- إعادة الإعمار والتأهيل: يمكنها أن تساهم في جهود إعادة الإعمار والتأهيل بعد الحرب من خلال توفير المساعدات الإنسانية والتنموية للسكان المتضررين. يشمل ذلك إعادة بناء البنية التحتية المدمرة وتقديم الدعم للمجتمعات المحلية للتعافي والاستقرار.
- تعزيز الحوار والمصالحة: يمكنها أن تعمل على تعزيز الحوار والمصالحة بين الأطراف المتنازعة بعد الحرب. من خلال تنظيم جلسات توعية وورش عمل، تسعى هذه اللجان لبناء جسور التواصل وتعزيز التفاهم والتسامح بين الأفراد والمجتمعات.
- حماية حقوق الإنسان: تلعب دوراً مهماً في حماية حقوق الإنسان ومكافحة الانتهاكات التي يمكن أن تحدث في مرحلة ما بعد الحرب. تقوم هذه اللجان بمراقبة الوضع وتوثيق الانتهاكات والتدخل لحماية الضحايا وتحقيق العدالة.
- تعزيز السلام والاستقرار: عن طريق تعزيز العدالة والتسامح وتقديم الدعم اللازم للسكان، تساهم لجان المقاومة في بناء بيئة سلمية ومستقرة في مرحلة ما بعد الحرب. يعزز هذا الدور من فرص تحقيق السلام والاستقرار الدائم في السودان.
٥ تعزيز التوعية المدنية: من خلال رفع الوعي بالحقوق والواجبات والمشاركة الفاعلة في تنظيم الانتخابات، والمساهمة في عملية التوعية المدنية الشاملة بالحقوق المدنية والسياسية.
٦ المشاركة في القرار السياسي: يمكنها كذلك في تنظيم هياكلها لخوض الانتخابات كجسم مستقل أو الدخول في تحالفات مع الاجسام المدنية الاخرى. لما لها من تأثير على مستوى المجتمعات في السودان وتنوعها وشمولها وتنظيمها المرن والسلس وهي من أهم الميزات التي تتمتع بها عن غيرها من التنظيمات السياسية الأخرى.
يمكن القول إن لجان المقاومة السودانية تلعب دوراً حيوياً في مرحلة ما بعد الحرب من خلال تقديم الدعم اللازم للسكان المتضررين، تعزيز الحوار والتسامح، حماية حقوق الإنسان، وتعزيز السلام والاستقرار في البلاد.
المصدر: صحيفة الراكوبة