
ظهرت تفاصيل جديدة مروعة يوم الخميس في تقرير للأمم المتحدة يفصّل العنف الجنسي المستهدف وعمليات الإعدام بإجراءات موجزة في منطقة شمال دارفور بالسودان، والتي تُعزى إلى مقاتلين شبه عسكريين اجتاحوا مدينة الفاشر في أواخر أكتوبر.
جنيف: دانيال جونسون
يصف التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان كيف تعرض المدنيون بمن فيهم العديد من سكان الفاشر المحاصرين للتعذيب والاختطاف خلال هجوم استمر ثلاثة أيام شنته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم القريب للنازحين في أبريل من هذا العام.

وأشار فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إلى نتائج التقرير، قائلاً إن أكثر من 1000 مدني قتلوا في هجوم زمزم وحده، من بينهم 319 شخصاً واجهوا الإعدام بإجراءات موجزة في منازلهم، أو في السوق الرئيسي، أو في المدارس والمرافق الصحية والمساجد.
“إن القتل المتعمد للمدنيين أو الأشخاص أو المعزولين من القتال قد يشكل جريمة حرب تتمثل في القتل.. يجب ألا يقف العالم مكتوف الأيدي ويشاهد مثل هذه الوحشية تتجذر”، هذا ما أكده السيد تورك.
مخيم مليء بالناس المرعوبين
في وقت الهجوم شبه العسكري لقوات الدعم السريع، كان مخيم زمزم يستضيف ما يقدر بنحو 500 ألف شخص نزحوا بسبب حرب السودان، التي بدأت في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، في أعقاب انهيار عملية الانتقال إلى الحكم المدني.
بحسب تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان، استمر هجوم قوات الدعم السريع، المدعوم من ميليشيات عربية متحالفة، من 11 إلى 13 أبريل، وشمل قصفاً مدفعياً كثيفاً وتوغلاً برياً، ما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى والنازحين المدنيين. وكانت هجمات متواصلة سابقة قد استهدفت مخيم الفاشر والمخيمات المحيطة به منذ مايو 2024، ما دفع المفوض السامي ترك إلى إصدار تنبيه لسكان مخيمي أبو شوك وزمزم في سبتمبر 2024.
قال اتورك يوم الخميس في رسالة مصورة عبر الإنترنت: “تعرض ما لا يقل عن 104 أشخاص، بينهم 75 امرأة و26 فتاة وثلاثة فتيان، معظمهم من قبيلة الزغاوة، لعنف جنسي مروع، بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي”. وأضاف: “يبدو أن العنف الجنسي استُخدم عمداً لبث الرعب في المجتمع”.
شهادة مروعة
وتصف الشهادات التي سلط عليها الضوء في التقرير تفاصيل الإعدام بإجراءات موجزة للنازحين، وكيف استهدف مقاتلو قوات الدعم السريع المدنيين، بمن فيهم سبعة رجال مسنين في مسجد و16 آخرين في مدرسة دينية.
أفادت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في بيان لها: “روى أحد قادة المجتمع الناجين كيف أدخل مقاتلان من قوات الدعم السريع بنادقهما عبر ثقوب صغيرة في نافذة الغرفة التي كان يختبئ فيها مع عشرة رجال آخرين، وأطلقا النار عشوائياً، ما أسفر عن مقتل ثمانية منهم”.

وأضافت: “قالت امرأة عادت إلى المخيم في اليوم التالي للهجوم الدامي، بحثاً عن ابنها المفقود البالغ من العمر 15 عاماً: “كان المخيم خالياً. رأيت جثثاً متناثرة على الطرقات. لم يكن هناك سوى الدجاج والحمير والأغنام تتجول في المكان”. ولم تعثر على ابنها في ذلك اليوم”.
تستند نتائج التقرير إلى رصد الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بما في ذلك بعثة ميدانية إلى شرق تشاد في يوليو من هذا العام. كما أُجريت مقابلات مع 155 ضحية وشاهداً من بينهم 114 امرأة وثلاث فتيات وستة فتيان ممن فروا من مخيم زمزم أثناء وبعد الهجوم شبه العسكري لقوات الدعم السريع.
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، تورك، إلى إجراء “تحقيق نزيه وشامل وفعال في الهجوم” على مخيم زمزم؛ وأشار إلى أنه يجب معاقبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي في إطار إجراءات عادلة.
المصدر: صحيفة التغيير
