التقي البشير الماحي
بعض الناس، عندما تحدّثه عن ضرورة وقف الحرب أو عن شعار «لا للحرب»، يبادرك بسؤال وكيف يتم إيقافها؟
وهو سؤالٌ مفخّخ يُراد به استدعاء انتهاكات الدعم السريع السابقة وتلك التي ما زالت في الطريق.
يسأل البعض عن كيفية إيقاف الحرب بينما يرفعون شعار «نعم للحرب»، ولا يملكون حتى الإجابة عن سؤالٍ أبسط كيف تستمر الحرب دون إفرازاتها؟
قد تتّسق عبارة «لا للحرب» مع حال من ينطق بها سواء أكان راقدًا في بيته وهو معتزلها أو منهمكًا في عمله أو حتى منغمسا في ملذّاته.
لكن من يرفع شعار «نعم للحرب» عليه أن تتّسق حياته مع واقع الحرب والتشرّد وأن يتحمّل تبعاتها وإفرازاتها.
شعار «لا للحرب» ليس شعارًا طارئًا رُفع اليوم فحسب بل هو امتداد لشعاراتٍ رفعها الثوّار يوم نادوا بالسلمية وهم يتلقّون الرصاص مقبلين غير مدبرين.
رفعوا شعار «يا عسكر مافي حصانة يا المشنقة يا الزنزانة»، وكلا العقوبتين لا يمران إلا عبر طريقٍ واحد هو طريق الدولة وأدواتها في تحقيق العدالة.
كما رفعوا شعار “مائة وثلاثين المشتقة بس” والمائة والثلاثون لم تكن راجمة بل مادةً يُحاكَم بها المنتهِك بعد إجراءاتٍ تتولاها الدولة.
لقد حرّضت القوى المدنية الناس على السلمية رغم محاولات دفعهم دفعًا لحمل السلاح عبر الانتهاكات المتعمّدة ومحاولات جرّهم إلى طريق العنف.
ومن يسألك كيف تقف الحرب؟
اسأله أنت كيف تستمر الحرب دون الذي يحدث الآن؟
واسأله أيضًا كم ستستمر الحرب دون منتصر؟
ثم عالجه بسؤالٍ آخر هل تعلم ما هي إفرازات الحرب على حياة الناس في التعليم والصحة والمعيشة؟
هل يدرك ذلك الشخص أن البيئة التي صنعت الجنجويد هي ذاتها بيئة الحرب وإفرازاتها؟
إن الإجابة على سؤال “كيف تستمر الحرب؟ وما يتفرّع عنه من أسئلةٍ حول إيقاف التدخّل الخارجي ووقف نهب الموارد ومنع التدمير المتعمّد للبيئة تضعنا أمام حقيقةٍ واحدة
أن الحرب لا تُنتج إلا بيئةً تُغذّي ذاتها، وأن وقفها يبدأ بإدراك نتائجها الكارثية على الإنسان والوطن معًا وأن درب السلام للحول يظل هو الأقرب.
المصدر: صحيفة التغيير