دارفور: هجوم دموي لقوات الدعم السريع على سوق في الفاشر
قتل 18 شخصاً في سوق بمدينة الفاشر غربي السودان في هجوم لقوات الدعم السريع، حسبما أفاد مصدر طبي وكالة فرانس برس، الجمعة (27 أيلول/سبتمبر 2024).
وكانت الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش، وخصوصاً الوضع في الفاشر، من المواضيع التي طُرحت خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.
وقصفت قوات الدعم السريع سوقاً مساء الخميس في هذه المدينة الواقعة في منطقة دارفور الشاسعة، وفقاً للجنة المقاومة المحلية. وأفادت هذه المجموعة المؤيدة للديموقراطية التي تنظم المساعدة المتبادلة بين السكان، بسقوط عشرات الجرحى جراء هذا الهجوم.
وشنت قوات الدعم السريع التي تحاصر الفاشر منذ أشهر، هجوما نهاية الأسبوع الماضي على المدينة التي تضم حوالي مليوني نسمة.
وقال مصدر في مستشفى الفاشر الجامعي لوكالة فرانس برس طالباً عدم الكشف عن هويته “استقبلنا الليلة الماضية 18 جثة”. ويعد المستشفى أحد آخر المستشفيات التي ما زالت تستقبل مرضى في المدينة المتضررة جراء القصف. يقول العاملون في مجال الصحة وفي منظمات الإغاثة في الفاشر إن طرفي النزاع يهاجمان المستشفيات بشكل متكرر.
وأكدت لجنة المقاومة المحلية أن قوات الدعم السريع “قصفت بالمدفعية” صباح اليوم الجمعة على أحياء سكنية وعلى السوق.
وحذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الخميس من القتال العنيف للسيطرة على مدينة الفاشر السودانية، ومن أعمال عنف بدوافع عرقية إذا سقطت في أيدي قوات الدعم السريع التي تحاصرها. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء لقائد الجيش السوداني عن “قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان”، فيما ندد العاملون في المجال الإنساني بـ”الجحيم” الذي يعيشه المدنيون.
البرهان ودقلو يخاطبان الأمم المتحدة
وشهدت الخرطومالخميس غارات جوية وقصفا مدفعياً، حيث خاض الجيش “قتالاً شرساً” مع قوات الدعم السريع، حسبما أكد شهود ومصدر عسكري. وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش عبرت جسوراً في الخرطوم وبحري. بينما قالت قوات الدعم السريع لرويترز إنها أحبطت محاولة الجيش عبور جسرين إلى الخرطوم. ولم يتسن لرويترز التأكد من هذه الروايات بشكل مستقل.
واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان في وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات الدعم السريع الأكثر كفاءة على الأرض من مناطق أخرى من العاصمة.
وجاء هجوم القوات المسلحة، التي فقدت السيطرة على معظم أنحاء العاصمة في بداية الصراع، قبل كلمة ألقاها قائدها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقال البرهان إن أي جهود سلام تعتمد على إلقاء قوات الدعم السريع لسلاحها. وأضاف أن دولاً في المنطقة تقدم التمويل والأسلحة والمقاتلين لقوات الدعم السريع، دون تسمية أي منها. وأردف قائلا “إننا ماضون في هزيمة ودحر هؤلاء المعتدين مهما وجدوا من دعم ومساندة”.
وبث دقلو مساء الخميس مقطع فيديو يخاطب فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد ساعات قليلة من اتهام عبد الفتاح البرهان لقوات الدعم السريع بعرقلة جهود السلام. وأكد دقلو أنه “منفتح على كل المبادرات” الهادفة إلى إحلال السلام.
اندلعت المعارك في السودان منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضاً رئيس مجلس السيادة والحاكم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي. واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب من خلال استهداف المدنيين عمداً ومنع المساعدات الإنسانية.
خلّفت الحرب في السودان عشرات الآلاف من القتلى، وشردت أكثر من 10 ملايين شخص، وتسببت وفقا للأمم المتحدة بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
المصدر: صحيفة الراكوبة