صباح محمد الحسن

طيف أول: 

فماذا عساك أن تفعل حتى أوشم انسكاب الحزن في عينيك كلما غنّيت للسلام!!

وفي خطوة تاريخية لمواجهة الإرهاب العالمي، شرع أمس الكونغرس الأمريكي في التصويت على مشروع قانون يهدف إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين بالكامل وبكل فروعها على مستوى العالم «منظمة إرهابية». ويأتي مشروع القانون، بعد أيام قليلة من إعلان إدارة الرئيس دونالد ترامب تصنيف بعض فروع الجماعة «إرهابية»، الأمر الذي يعكس إرادة الولايات المتحدة في اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد شبكة الإخوان الإرهابية التي تتغلغل في دول عدة وتمتد أنشطتها لتشمل تهديد الأمن القومي الأمريكي وحلفائه.

كما يعتزم الكونغرس الأمريكي تقديم مشاريع قوانين في مجلسي الشيوخ والنواب، والتي تخضع حاليًا لمراجعات اللجان.

وفي حال تمرير التصنيف، سيؤدي ذلك إلى فرض عقوبات وقيود قانونية صارمة على الجماعة والفروع التابعة لها.

وفي تركيا، أغلقت السلطات قناة “بلقيس” المملوكة للناشطة اليمنية توكل كرمان، المنتمية لحزب الإصلاح فرع الإخوان المسلمين في اليمن، والتي كانت تحظى بدعم تركي وخليجي، لكنها توقفت بسبب توسع العقوبات التي تواجهها الجماعة في دول عدة.

وذكرت مصادر بالأمس أن رجل أعمال سوداني قام بسحب مبالغ مالية ضخمة من أحد البنوك كان يخصصها لمشروع استثماري في تركيا، إلا أن قيادات إسلامية نصحته بعدم استثمارها هناك نظرًا لعدم ثقة النظام الإخواني السوداني بالحكومة التركية مؤخرًا، سيما في الأيام القادمة. ولم يستبعد المصدر أن تتم في مقبل الأيام حركة سحب لأموال التنظيم في الداخل والخارج تفاديًا لعقوبات أمريكية متوقعة.

وتحركات الكونغرس لتصنيف الإخوان في جميع أنحاء العالم، بعد أيام قليلة من إعلان إدارة الرئيس ترامب خطوات لتصنيف بعض فروع الجماعة «إرهابية»، تعكس إرادة الولايات المتحدة في اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد شبكة الإخوان الإرهابية.

وهو تأييد صريح يلوم فيه الكونغرس ترامب على عدم تعميم التصنيف على الجماعة التي تتغلغل في دول عدة وتمتد أنشطتها لتشمل تهديد الأمن القومي الأمريكي وحلفائه.

أما جماعات الإخوان في لبنان فأشارت إلى أن قرار ترامب ستكون له تداعيات سلبية للغاية على الإخوان ومؤسساتهم، وقد يتبعه إغلاق عدد من المؤسسات التابعة لهم. وتساءلوا: في حال توقف الدعم التركي والقطري للجماعة، هل ستتدخل إيران لتقديم الدعم كما تقدمه لـ«حزب الله»، أم ستكتفي بلعب دور الوسيط بين الأتراك والقطريين لضمان استمرار تدفق الأموال إليها

وبالرغم من أن باحثين في شؤون الحركات الإسلامية قللوا من التأثير الضخم للقرار الأميركي، مشيرين إلى أن الأمر في الداخل يحتاج إلى توافق من الكونغرس لإحداث تبعات فاعلة حتى لا يتم نقضه من المحاكم الأميركية، إلا أن خطوة الكونغرس أمس أكدت أن هذه التوقعات لم تكن صحيحة. فالكونغرس، بدلًا من أن يصوت لتأييد ترامب على تصنيف الإخوان في بعض الدول فقط، سيطالب بضرورة تصنيفهم في جميع أنحاء العالم.

واكتمال مراحل التصنيف من البيت الأبيض ومن بعده الكونغرس ومجلس الشيوخ يعني أن الخناق يضيق على الجماعة في كل أنحاء العالم، وهو ضربة قاضية موجّهة إلى إخوان السودان.

وفي آخر تصريح أمريكي على لسان مسعد بولس، أكدت الولايات المتحدة أنها مصممة على إخراج الإخوان من الجيش والأجهزة الأمنية، وإقصاء عناصر النظام السابق والإسلاميين من العمل السياسي.

فالقرار الأميركي بالتصنيف لم يشمل إخوان السودان صراحةً، لمنحهم فرصة ترك القرار العسكري حرًا، لكنه أرسل رسالة بأن الجماعة تُنظر إليها كشبكة عابرة للحدود وليست مجرد تنظيم محلي. وهذا يضع فرع السودان تحت رقابة دولية أكبر، ويجعل أي تعامل رسمي معهم محفوفًا بالمخاطر.

فالتصنيف الأميركي يفتح الباب أمام تجميد الأصول أو التضييق على شبكات التمويل المرتبطة بالإخوان، ويضعف قدرة التنظيم على الاستفادة من الدعم الخارجي، ويجبره على الاعتماد فقط على شبكاته المحلية. فإذا كان هذا القرار جزئيًا، فكيف سيكون الحال عندما يصبح كليًا!!

طيف أخير:

وزير الخارجية ماركو روبيو قال إن ترامب يهتم بقضية السودان شخصيًا، ولا يرسل مندوبين لفعل هذا لأنه القائد الوحيد في العالم القادر على إنهاء الحرب، حسب تعبيره. وهو تعبير يلامس لسان الشعب السوداني الذي طال انتظاره.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.