خطف واغتصاب.. ناشطة سودانية تكشف للجزيرة مباشر انتهاكات قوات الدعم السريع بحق النساء
“كنت أنام وبجانبي آلة حادة أعلم أنها لن تحميني من الأسلحة الثقيلة، ولكنها كانت مجرد محاولة”. بهذه الكلمات بدأت الناشطة الحقوقية السودانية (مها بخيت) حديثها مع الجزيرة مباشر، لتروي ما تتعرض له نساء سودانيات من انتهاكات فادحة على يد قوات الدعم السريع.
وقالت مها بخيت “تعرضت كثير من النساء السودانيات للاغتصاب على يد قوات الدعم السريع، إذ تم استخدام المرأة إلى جانب السلاح المستخدم في القتل والتدمير”.
وأضافت “في بداية الحرب بدأت ظاهرة اختفاء النساء بشكل ملحوظ، إذ وجدنا أن البعض ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا لنساء مع معلومات عنها ويقول هذه اختفت، ما كان أحد يتصور أن تحدث كل هذه المشاكل”.
شهود عيان
وأوضحت الناشطة الحقوقية أنه بمرور الوقت وصلت الأنباء من شهود عيان بأن قوات الدعم السريع تستخدمهم لوظيفتين الأولى لتلبية الاحتياجات الجنسية، والثانية كخدم داخل البيوت، مشيرة إلى أنه مع بداية الحرب بدأ استخدام المواطنين بأشكال مختلفة كدروع بشرية.
وبحسب ما قالت مها بخيت، فقد تم استهداف مجموعة من النساء وبيعهن خصوصًا في مناطق دارفور، ما دفع النساء والعوائل إلى النزوح لمنطقة الجزيرة.
وقالت “حاليًا تعيش ولاية الجزيرة، نفس المشاكل التي عاشها الأهالي في الخرطوم بعد سقوطها مرة أخرى في يد ميليشيا الدعم السريع، من تهديد وخطف للنساء”، وأضافت “لا نعلم كل الجرائم التي تحدث هناك بسبب قطع الإنترنت”.
وأكدت أنه لا توجد حتى الآن إحصائية حقيقية واضحة لعدد النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب على يد قوات الدعم السريع، قائلة: “للأسف نحن مجتمع محافظ مثل أي مجتمع عربي، السيدة نادرًا ما تعترف بتعرضها للاغتصاب، لكن الآن بدأت بعض المنظمات بالحديث معهن لتوصيل صوتهن لإثبات تعرضهن للاغتصاب”.
وشددت مها بخيت على أن الحالات كلها التي تم توثيقها أكدن تعرضهن للاغتصاب على يد قوات الدعم السريع، وانتقدت إنكار الدعم السريع ومن قالت إنها “القوى الخارجية” لهذه الأفعال.
توثيق حالات اغتصاب
ووفق الناشطة الحقوقية نقلًا عن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة بالسودان، فقد تم توثيق حالات اغتصاب في منطقتي دارفور والجزيرة، من بينهن طفلتان تتراوح أعمارهن بين 11 و13 عامًا، مستنكرة ما يقوم به جنود قوات الدعم السريع من تصوير أنفسهم أثناء اغتصاب الفتيات، ومشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أكدت تعرض 3 سيدات للاغتصاب على مدار 25 يومًا، في إحدى المناطق لم ينزح أهلها بسبب عدم وجود مكان يذهبون إليه، وقالت “أم البنات طلبت مساعدة إحدى بناتها للتخلص من الجنين”.
وقالت “وصمة العار لن تكون للمليشيا التي اغتصبت الفتيات، بل ستظل مصاحبة للمرأة التي أجبرت على هذا الفعل، لأنها لم تجد طريقة للهروب من المكان الذي كانت فيه”.
وأشارت إلى وجود مئات الحالات اللاتي لم يتم توثيقها، ولا يعرف عنها شيء بسبب انقطاع الإنترنت أو الخجل من الفضيحة.
وطالبت بتقديم الرعاية النفسية للنساء اللاتي تعرضن لهذه التجربة المريرة، ولكل النساء اللاتي تأثرن بهذه الحرب “داعية إلى إنقاذ من تبقى من النساء السودانيات والحفاظ على حقوقهن وحمايتهن”.
وأشارت مها بخيت إلى تجنيد أطفال لم تتجاوز أعمارهم 13 عامًا من قبل قوات الدعم السريع للقتال بصفوفهن ضد الجيش، مطالبة المجتمع الدولي بحماية حقوق الأطفال والنساء في السودان.
“منتسبو النظام السابق”
وتواصلت الجزيرة مباشر، مع عمران عبد الله مستشار قائد الدعم السريع، للرد على الاتهامات الموجهة لقوات الدعم السريع بشأن الاتهامات المتعلقة بقيام منتسبي الدعم السريع بعمليات اغتصاب لنساء.
ونفى المستشار تمامًا هذه الاتهامات، وقال إن من روّج لهذه الإشاعات هم من سماهم “منتسبو النظام السابق” في إشارة إلى نظام عمر البشير، وقال إن مسألة اغتصاب النساء بالنسبة للشعب السوداني “خط أحمر”.
وأشار إلى أنه قد يكون هناك انتهاكات بسيطة هنا وهناك لوجود أكثر من مليون عسكري من منتسبي الدعم السريع، وقال “لكن هذا التفلت البسيط لا يشمل الاغتصاب” بحسب ما قال.
وأشار إلى أن مثل هذه الإشاعات تمثل إساءة كبيرة للمرأة السودانية، متسائلًا “لماذا لم تقدم أي من العائلات السودانية شكوى تفيد بتعرض بناتهم للاغتصاب؟”.
وأبدى عمران استعداد قوات الدعم السريع لاستقبال لجان تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في هذه الاتهامات، متعهدًا بمحاسبة الدعم السريع لأي من عناصرها الذي ستثبت عليه التهمة.
المصدر: صحيفة الراكوبة