اخبار السودان

خطاب القوي المدنية الديمقراطية للعالم الخارجي. ماذا ينقصه؟

د. الحسن النذير

الحسن النذير

انطلاقاً من عمق الشعارات الثلاثة لثورة ديسمبر المجيدة؛ الحرية والسلام والعدالة، كان من الضروري أن ترسل القوي المدنية المؤمنة بالتحول الديمقراطي، رسائل واضحة، تطمئن دول العالم حول التوجه المنشود للنظام الديمقراطي في السودان.

الرسالة الأولي الهامة للعالم الخارجي، مفادها أن لهذة الشعارات بعدها الخارجي. فالحرية والسلام والعدالة مبادئ لا مساومة فيها، ننشدها لنا ولغيرنا من شعوب العالم؛ فالسلام ضرورة لحياتنا ونمائها وحياة وازدهار كل الشعوب بلا استثناء ؛ وكذلك الحرية والعدالة حق من حقوق الإنسان في كل العالم، منصوص عليها في مختلف المواثيق الدولية، ونحن نحترمها ونسعي للعمل بها.

الرسالة الثانية التي يتوجب علي القوي المدنية الديمقراطية، إعلانها بوضوح وارسالها لكل دول العالم، هي اننا ننشد التعاون الإقتصادي والتبادل التجاري المبني علي تحقيق المصالح المشتركة، والمنفعة المتكافئة، وليس الانغلاق أو العزلة. وبما اننا نسعي للحاق بالدول التي حققت نجاحات مشهودة في مجال التنمية، نريد ان نعظم من القيمة المضافة لمنتجاتنا، وفي نفس الوقت، لا نريد بقائها خارج نطاق التبادل التجاري مع باقي الدول، خاصة التي تبادلنا المنافع بصورة مجزية ومتكافئة. يجب أن تعلن ذلك القوي المدنية المؤمنة بالتحول المدني الديمقراطي، لتزيل تخوف أو تحفظات العالم الخارجي، خاصة دول الجوار، من النظام الديمقراطي المستقبلي في السودان. يجب التوضيح وبكل صدق، بأننا ننشد تنمية العلاقات التجارية والاستثمار المشترك، والتعاون والتكامل الاقتصادي خاصةً مع جيراننا ومحيطنا الإفريقي والعربي، بشرط أن تكون المنافع متبادلة ومعظمة بيننا. ونتمني الحصول علي أعلي نسبة ممكنة من الإستثمار الأجنبي المباشر العادل، بما يساعدنا علي تحقيق أعلي درجات النمو، خاصة واننا بلد يذخر بموارد قلما تتوفر في قطر واحد.

الرسالة الثالثة، يجب توجيهها في المقام الأول، إلي مؤسسات التمويل الدولية، لتبين بأننا كأعضاء أصيلين فيها، نسعي إلي علاقات معها، تراعي ظروفنا الخاصة وتمنحنا فرص الاستفادة منها بيسر وواقعية بخلاف ما يعرف “بالعلاج بالصدمة”، في بلد مصدوم أصلاً، مثقل بالديون، جراء السياسات الخاطئة لأنظمة الحكم الدكتاتورية وغير الرشيدة، بلد فقير ومنهك بالنزاعات الطويلة، ومدمر بسبب الحرب الحالية التي لم تبق ولم تذر.

الرسالة الرابعة، أننا دولة نامية وتحتاج إلي علاقات بعيدة عن الإنحياز الي المحاور الدولية المختلفة، وستكون يدنا، خلال الديمقراطية التي نصبو لها، ممدودة لكل دول العالم، التي تحترم سيادتنا واستقلالنا، وتحترم المواثيق والقرارات الدولية.

نلاحظ غياب أو ضمور هذا التوجه المبين في هذة الرسائل، في خطاب القوي المدنية الديمقراطية بمختلف مكوناتها الموجه للعالم الخارجي. لذلك نرجو تطمين المجتمع الدولي، وبصفة خاصة دول الجوار والمحيط الأفريقي والعربي، بما نصبو إليه من تعاون في شتي المجالات مع مختلف دول العالم علي أساس شعارات ثورة الشغب السوداني بمضامينها العميقة والشاملة. ويجب التأكيد علي أننا مع الانفتاح الذي يؤمن لنا التنمية المتوازنة المستدامة، والمبني علي مبادئ حسن الجوار ودبلوماسية تضمن لنا علاقات تعاون مجزية واحترام متبادل مع كل دول العالم.

نتمني من الله أن يوفق قوانا المدنية الديمقراطية، في كل ما من شأنه أن ينزل شعارات ثورة ديسمبر المجيدة علي أرض الواقع داخلياً وخارجياً.

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *