“خرق البروتوكولات” يؤزم العلاقة بين واشنطن والجيش السوداني
وقال عضو المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير شريف عثمان إن الجيش السوداني أضاع فرصة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بعد الحشد الدولي والإقليمي للجبهة التفاوضية في جنيف، والتي تمت بعد اتصالات استمرت أسابيع بين كل من مصر والولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأفريقي، لافتا إلى أن أبعاد تعنت الجيش غير مفهومة بدقة، في ظل تصريحات متضاربة تصدر بين الحين والآخر.
وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن “تأكيد المبعوث الأميركي على أن الوفد الحكومي الذي جرى إرساله إلى جدة قبل أسبوعين لم يناقش مسألة وقف العدائيات وركز على الترتيبات السياسية يبرهن على أن الهدف إضاعة الوقت في ظل ضغوط عديدة تمارسها أطراف داخل الجيش لعرقلة مساعي تحقيق السلام، أملاً في إحداث تطور عسكري مفاجئ”.
وذكر أن تأثيرات فشل الاجتماع في القاهرة تتجاوز مستوى العلاقة بين الجيش السوداني والولايات المتحدة وستطال قوى إقليمية ومجاورة مثل مصر والسعودية بعد أن بذلتا جهودا لإنجاح التفاوض، خاصة أن قيادة الجيش قدمت تطمينات بشأن مشاركتها في مفاوضات جنيف، وسيكون من الصعب عقد مفاوضات جديدة قريبا، حال جرى إعلان فشل المحادثات في جنيف رسميا، فالوصول إلى نقطة التفاوض استغرق ما يقرب من ثمانية أشهر منذ آخر اجتماعات علنية في منبر جدة.
وبدأت أولويات التفاوض في جنيف تركز على الجوانب الإنسانية وكيفية حفظ حياة السودانيين، مع انهيار الوضع الصحي وانتشار المجاعة في مناطق متفرقة، ما يتطلب تضافر الجهود من جانب دول جوار السودان لحث السلطات في بورتسودان على إنجاح اتفاق تقديم المساعدات وإيجاد مناطق آمنة لا تمارس فيها الأعمال العدائية.
ورحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بعبور أول دفعة من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى السودان من خلال معبر أدري الحدودي مع دولة تشاد.
وأكدت بعثة الإمارات في الأمم المتحدة ضمن تغريدة على منصة إكس أن الإمدادات ضرورية للمعرضين لخطر المجاعة وهم في أمس الحاجة للمساعدة الحاسمة.
وأكد القيادي في حركة العدل والمساواة جمال حامد أن “ما يحدث في جنيف لا يمكن وصفه بالمفاوضات، هو مشاورات أفرزت تطورا مهما في الجوانب الإنسانية. وخطوة فتح المعابر تحظى بتأييد واسع من القوى السياسية السودانية، وثمة اقتناع بأن ما يدور في السودان لا ينفصل عن التطورات الجارية في المحيط الإقليمي، ما يصب في صالح توقع استمرار الضغوط على قيادة الجيش من أجل الانصياع لوقف الحرب، إذ أن استقرار السودان يخدم أطرافا مختلفة في هذا التوقيت”.
ولفت في تصريح لـ”العرب” إلى “وجود معلومات من مصادر مختلفة حول وجود منسق من الجيش في جنيف مهمته التنسيق بين الوفود وقيادة الجيش في بورتسودان، سوف يمنح مؤشرات على إمكانية حدوث تطور إيجابي في أي وقت، غير أن إلغاء اجتماعات القاهرة برهن على حاجة الجيش إلى شراء الوقت لإنقاذ وضعه الميداني”.
وكان الشركاء في مفاوضات سويسرا التقوا بوفد الدعم السريع لحثه على السماح بالوصول الآمن لشحنات المساعدات والعاملين في المجال الإنساني، فور بدء التحرك من معبر أدري باتجاه الأراضي السودانية، في ضوء إعلان حكومة السودان عن فتح المعبر لإدخال المساعدات إلى مختلف المناطق التي يوجد فيها المتضررون.
العرب
المصدر: صحيفة الراكوبة