اخبار السودان

خبراء: محادثات جنيف “المنفذ الأخير” لإنهاء حرب السودان

أكد محللون سودانيون، أن المحادثات، التي تستضيفها مدينة جنيف السويسرية من أجل وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى السودان، تُشكل “الفرصة أو المنفذ الأخير” لوقف الحرب في البلاد.

ورجَّحوا أن يشكل الوسطاء ضغطًا على أطراف الصراع خلال المحادثات، التي بدأت، أمس الأربعاء، ومن المقرر أن تستمر لـ10 أيام، وسط مشاركة قوات الدعم السريع وغياب الجيش السوداني، الطرف الرئيس في الصراع.

ورغم غياب الجيش السوداني عن المحادثات، إلا أن قائده الفريق عبدالفتاح البرهان، وجّه، اليوم الخميس، بفتح معبر “أدري” الحدودي مع الجارة الغربية تشاد، لإدخال المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور، ما اعتبره مراقبون تجاوبًا مع ما يجري في جنيف بشأن وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية.

وتوقعت مصادر سودانية التحاق وفد الجيش السوداني بمحادثات جنيف خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة وشركاء الوساطة يبدو أنهم عازمون هذه المرة على وضع حدٍ لمعاناة الشعب السوداني.

وأشارت المصادر، لـ”إرم نيوز”، إلى أن المحادثات تسعى إلى بلورة رؤية واضحة بشأن وقف إطلاق النار في السودان ووصول المساعدات الإنسانية للمتضررين.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أجرى، اليوم الخميس، اتصالًا هاتفيًا مع البرهان، دعاه فيه إلى الانضمام إلى “محادثات جنيف”، بشأن السودان.

وانتهى اليوم الأول من المحادثات، في ظلّ غياب الجيش السوداني، وعدم ظهور ممثلي قوات الدعم السريع في الجلسة، رغم تأكيد وصولهم إلى سويسرا.

نقطة تحول

أكد المحلل السياسي، علي الدالي، أن محادثات جنيف ستكون نقطة تحول كبير في الصراع السوداني، موضحًا أن أمريكا رمت بثقلها من أجل إنجاح المحادثات، ووقف الحرب في السودان.

وقال لـ”إرم نيوز”، إن محادثات جنيف حتى ولو لم تنجح في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لكن من المتوقع أن تمهد لمباحثات أخرى قد تكون الأخيرة بشأن الأزمة السودانية.

وأضاف الدالي أن “نتائج مباحثات جنيف ستضع أرضية ثابتة لحل الصراع في السودان، وستكون نقطة تحول كبيرة في الصراع لأنها تناقش قضايا أساسية مثل اتفاق إعلان جدة، ومدى التزام الطرفان بتنفيذه”.

وأشار إلى أن المحادثات متوقع أن تُفضي إلى وضع آليات لتنفيذ اتفاق جدة، وإجبار الطرفين على تنفيذ ما يليهما من التزامات واردة في الاتفاق، منوهًا إلى أن أمريكا بدت مصرة، بشكل كبير، على إنهاء الأزمة السودانية.

ورجح “الدالي” أن يلتحق الجيش السوداني في أي لحظة بالمحادثات، مؤكدًا أن قوات الدعم السريع وحدها لن تستطيع وقف الحرب، ما يجعل الوسطاء يضغطون لإحضار الطرف الآخر.

وذكر أن المحادثات إذا خرجت بإلزام قوات الدعم السريع بتنفيذ ما يليها من التزامات واردة في اتفاق جدة، ستتغير الأوضاع في السودان حتى ولو لم يلتحق الجيش السوداني بالمحادثات.

وحذَّر “الدالي” من سيناريوهات قاتمة تنتظر البلاد حال فشل محادثات جنيف في تقريب وجهات النظر بين طرفي الصراع.

ومضى قائلًا: إن العمليات العسكرية مرشحة للتصاعد بشكل كبير، ما قد يجر البلاد إلى حرب أهلية شاملة، مستدركًا: “لكن المجتمع الدولي لن يسمح بذلك، وسيضغط على الطرفين لإجبارهما على التوقف عن جر السودان إلى هذا المنزلق”.

الفصل السابع

من جهته يرى المحلل السياسي، النور حمد، أن أمريكا عازمة على إيقاف الحرب في السودان، وإيصال المعونات الإنسانية، سواء التحق الجيش بمحادثات جنيف أو لم يذهب.

وأشار في تصريح لـ”إرم نيوز” إلى أن الخطاب الأخير للفريق حميدتي يتضح منه أن قوات الدعم السريع ستوافق، مقدمًا، على ما ستذهب في وجهته الإدارة الأمريكية وما تنتهي إليه محادثات جنيف، متسائلًا عن كيفية وصول المعونات الإنسانية إلى المحتاجين في حالة إصرار الجيش على مقاطعة المحادثات.

وأضاف حمد أنه “من المعلوم أن قوات الدعم السريع تسيطر على غالبية الحدود السودانية، وهي الحدود مع تشاد، وأفريقيا الوسطى، وكذلك الجزء الغربي من الحدود مع دولة جنوب السودان، كما أنها تقترب من أن يكون لها تماس مع الحدود الإثيوبية، كذلك تسيطر على حوالي 70% من أراضي السودان، وهذا يتيح فرصة لإدخال المعونات الإنسانية إلى مناطق كثيرة، خاصة أن حدة المجاعة تتركز، حاليًا، في إقليم دارفور”.

وذكر “حمد” أن أمريكا تحت إدارة الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، التي أصبحت، الآن، المرشحة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي، تريد إحداث إنجاز قبل الانتخابات، المقررة في الـ5 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر المُقبل، لذلك ستُلقي بكل ثقلها لكي تُحدث اختراقًا في ملف السودان.

وبيّن أنه “ربما تتخذ أمريكا إجراءات إضافية ضاغطة، كفرض حظر جوي على طيران الجيش السوداني، وقد يقود ذلك إلى دعوة لإعادة البلاد إلى الفصل السابع، وهو ما قد يفتح الطريق إلى التدخل العسكري الخارجي المباشر عبر مجلس الأمن الدولي”.

إرم نيوز

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *