اخبار السودان

خبراء : توسيع المعارك في السودان .. استراتيجية الإسلاميين لإحباط جهود السلام

 

تزايدت حدة المعارك العسكرية في العاصمة السودانية يوم الخميس، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في عدة مناطق من الخرطوم وبحري، في ما يعتبره الخبراء “رسالة من مؤيدي الحرب إلى البرهان المتواجد حاليًا في نيويورك تهدف إلى إحباط أي محاولات للتوجه نحو المفاوضات”.

يأتي ذلك على الرغم من الجهود الدولية والإقليمية المستمرة لتشجيع الأطراف المتنازعة على التوجه نحو طاولة المفاوضات والاتفاق على إنهاء النزاع.

تجددت هذه الاشتباكات بعد فترة هدوء استمرت حوالي شهر في العاصمة الخرطوم.

ذكر شهود عيان لموقع “إرم نيوز” أن “اشتباكات عنيفة بدأت منذ فجر يوم الخميس في مدينة الخرطوم، حيث شملت مناطق المُقرن والقيادة العامة للقوات المسلحة، بالإضافة إلى سلاح المدرعات في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم، فضلاً عن منطقتي الكدرو والحلفايا شمال الخرطوم بحري”.

نشرت حسابات تدعم الجيش السوداني على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر تقدم الجنود عبر جسر النيل الأبيض الذي يربط بين مدينتي أمدرمان والخرطوم.

أظهرت مقاطع فيديو أخرى جنود الجيش السوداني يتحدثون عن تقدمهم عبر جسر الحلفايا نحو الخرطوم بحري.

في المقابل، أفادت حسابات مرتبطة بقوات الدعم السريع بأنها تمكنت من صد هجوم كبير شنّه الجيش السوداني، حيث حاول جنوده عبور جسر الحديد الذي يربط بين أمدرمان منطقة المهندسين والخرطوم.

وأوضحت أن قوات الدعم قامت بتنفيذ كمين أسفر عن تكبيد الجيش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، مشيرة إلى أنها دمرت وأحرقت 4 دبابات مجنزرة غرب جسر الفتيحاب كانت متجهة نحو الخرطوم، مما أدى إلى مقتل طاقمها وآخرين.

أكد المستشار في قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، على “مواجهة ثلاثة تحركات من الجيش في الخرطوم”.

ورغم شدة القتال، يتوقع المختصون أن تسهم التحركات الأمريكية الأخيرة في الأزمة في جمع طرفي النزاع قريبًا حول طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

شهدت الأيام الأخيرة تحركات نشطة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية مع الوسطاء والأطراف المعنية في النزاع العسكري في السودان، بهدف احتواء انتشار الحرب والسعي لوقفها من خلال إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

قطع طريق المفاوضات

اعتبر المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن الاشتباكات التي تصاعدت يوم الخميس هي “إشارة من مؤيدي الحرب إلى البرهان الموجود حاليًا في نيويورك، بهدف إحباط أي محاولات للتوجه نحو المفاوضات”.

قال جمعة لـ”إرم نيوز” إن “المسؤولين عن الدعوة إلى الحرب من الإسلاميين المتواجدين في الجيش هم من قادوا هذا الهجوم، بهدف توصيل رسالة إلى البرهان بأنهم قادرون على حسم المعركة عسكرياً”.

وأشار إلى أن “نتائج المعارك جاءت مخالفة لرغبات أنصار الحرب، إذ تبين أن قوات الدعم السريع تمكنت من صد محاولات الجيش، على الرغم من هجومه من ثلاثة محاور”.

يتواجد قائد الجيش السوداني حالياً في نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يلتقي بوزير الخارجية الأمريكي لمناقشة الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع من أجل إنهاء الحرب التي تعصف بالبلاد.

موقف تفاوضي

رأى المحلل السياسي علاء الدين بابكر أن “الزيادة في العمليات العسكرية تهدف إلى تقوية الوضع التفاوضي في أي محادثات قد تجرى مستقبلاً”.

وأوضح بابكر لـ”إرم نيوز” أن “أطراف النزاع في السودان تعمل على استعادة أراض جديدة لتعزيز مواقعها، مما يمكّن كل طرف من فرض رؤيته خلال مفاوضات السلام”.

وأوضح أن “ارتفاع وتيرة المعارك العسكرية في الآونة الأخيرة، يأتي كجزء من الجهود للسيطرة على أراض جديدة، خاصة بعد تعثر مفاوضات جنيف بسبب امتناع الجيش السوداني عن المشاركة فيها”.

أفاد بابكر بأن “الصراع نشأ جراء الصراع على السلطة، ولن يتوقف حتى يتم التوصل إلى اتفاق يضمن استمرارهما في الحكم.”

عقد الوسطاء الدوليون، برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، محادثات في سويسرا في أغسطس الماضي حول وقف إطلاق النار في السودان، لكن الجيش السوداني قاطع هذه المحادثات في حين شاركت فيها قوات الدعم السريع.

زاد الجيش السوداني من وتيرة غاراته الجوية اليومية على مواقع عدة في إقليم دارفور غرب البلاد، الذي تخضع فيه السيطرة لقوات الدعم السريع، مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين.

في مدينة الفاشر بشمالي دارفور، تستمر الأحياء الشمالية والشرقية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في التعرض يومياً لقصف جوي من الطائرات الحربية للجيش السوداني.

تعرضت مدينة الضعين الواقعة شرقي دارفور في الأيام الأخيرة لسلسلة من الهجمات الجوية، مما أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين، بالإضافة إلى تدمير جزء من مستشفى المدينة ومدرسة كانت تُستخدم كمركز لإيواء النازحين.

إرم نيوز

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *