اخبار السودان

خبراء: تمرد إخواني جديد في صفوف الجيش ورفض المبادرة التركية

بشكل غير متوقع، أعلن زعيم ميليشيا “البراء بن مالك” التابعة للحركة الإسلامية التي حكمت أثناء فترة الرئيس السابق عمر البشير، عن رفضه لمبادرة تركية لوقف النزاع في السودان. ويرجع محللون هذا القرار إلى “مخاوف المتشددين من فقدان نفوذهم في حال انتهاء الحرب”.

صرح القائد مصباح أبو زيد طلحة من ميليشيا “البراء” المرتبطة بالجيش السوداني على صفحته في “فيسبوك” بأنه لا يوجد أي تفاوض مع قوات الدعم السريع، وأكد على رفضه لأي محادثات.

كما أعلن طلحة أن القيادة قد اتخذت قرارها النهائي، مشيراً إلى أن الخيار المتاح الوحيد هو “الحسم العسكري”، مما يبرز موقفه الثابت من استمرار الحرب وعدم قبوله أي مبادرات تتعلق بالتفاوض أو إحلال السلام مع قوات الدعم السريع.

وكان وزير الخارجية التركي، برهان الدين بوران، قد زار مدينة بورتسودان يوم الأحد الماضي، حيث قدم قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان تفاصيل المبادرة التركية لوقف الحرب وإنهاء النزاع في السودان.

ورحب الوزير التركي لاحقاً بالاستجابة التي أبدها البرهان تجاه المبادرة، معتبراً إياها خطوة قد تساهم في تحقيق السلام في البلاد، وهو ما تم تأكيده من قبل وزير الخارجية السوداني علي يوسف.

في هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي عمر محمد النور أن تصريح قائد ميليشيا “البراء” يأتي في إطار حملة منظمة تهدف إلى عرقلة المبادرة التركية، مشيراً إلى أن هناك تياراً داخل معسكر الحرب يتكون من مجموعة من الإسلاميين المرتبطين بالنظام السابق، الذين يرفضون هذه المبادرة كتهديد لمشروعهم السياسي.

وأضاف النور أن “هؤلاء لا يرغبون في أي تدخلات دولية قد تؤثر على مصالحهم أو تهدد سلطتهم، موضحًا أن هذه المجموعة تسعى لاستمرار الحرب، لأنها تعتبرها الفرصة الوحيدة لتعزيز نفوذها والسيطرة على المشهد السوداني”.

وأشار النور إلى أن هذه المجموعة، ممثلة بقائد ميليشيا “البراء”، تسعى لاستبعاد قوات “الدعم السريع” من أي دور سياسي أو عسكري مستقبلي، وتتبنى خطابًا متطرفًا يعارض أي حل سياسي أو تفاوض، فيما تواصل سعيها لتحقيق “الحسم العسكري” على الأرض.

وأكد أن المبادرة التركية “تهدف إلى إنهاء هذا الصراع الدموي، من خلال جلسات تفاوضية تشمل جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك القوى السياسية المدنية”.

البرهان والمبادرة التركية بين الإسلاميين

من جهة أخرى، توقع المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن يستمر قائد الجيش السوداني، الفريق البرهان، في دعم المبادرة التركية رغم الضغوط المحتملة من قادة الميليشيات المتطرفة التي ترفض التفاوض.

وأوضح جمعة أن “هناك دلائل تشير إلى أن البرهان قد بدأ فعلاً في إبعاد هذه الميليشيات عن ساحات القتال، خاصة في ولاية الجزيرة، حيث تم استبدالها بميليشيات قبلية جديدة مثل الأورطة الشرقية ودرع البطانة”.

وأضاف جمعة أن “هذه التحركات تسببت في نشوب صراعات حادة بين قادة ميليشيات الإسلاميين وقيادات الميليشيات المدعومة من البرهان، مثل درع البطانة، مما يعكس وجود صراع داخلي حول السيطرة على القرار العسكري ورفض مبادرات السلام”.

كما أشار إلى أن “قرار البرهان بحل لجنة الاستنفار في ولاية القضارف يأتي في سياق جهوده لتقليص تأثير الإسلاميين على سير الحرب، وتقديم إشارات إيجابية بشأن سعيه لتحقيق السلام”.

ووفقًا لوكالة السودان للأنباء، فإن هذا القرار يأتي ضمن تنفيذ اللوائح المتعلقة بالاستنفار والمقاومة الشعبية لعام 2024، وتم توجيه الجهات المعنية لتنفيذ هذا القرار بشكل فوري.

وأكد جمعة “على الرغم من المواقف المتطرفة لبعض القوى السودانية، إلا أنها لا تزال تحتفظ بنفوذ قوي على بعض أنصار النظام السابق، مما يجعلها طرفًا رئيسيًا في دفع المبادرة التركية إلى الأمام”.

وأضاف أنه “من الواضح أن المجموعة المتطرفة بين الإسلاميين ستخسر هذه المرة، إذ لا يستطيع البرهان رفض السلام دون أن يخسر كل حلفائه”.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *