اخبار السودان

خبراء: الجيش السوداني يستغل “مرتزقة تيغراي” لتقوية صفوفه

وسط تصاعد التوترات في الحرب السودانية، تعددت التفسيرات حول مشاركة عناصر من “” في النزاع، حيث أثارت القضية جدلًا واسعًا بين المحللين والخبراء.

ويرى البعض أن هذه المشاركة تمثل امتدادًا لتاريخ من العلاقات المعقدة بين السودان وتيغراي، تخللته تحالفات عسكرية غير معلنة في مواجهة الحكومة الإثيوبية.

في المقابل، يعتبر آخرون أن يستغل هؤلاء المرتزقة لتعزيز مواقفه في مواجهة قوات الدعم السريع، متّهمين إياه بانتهاج سياسة طويلة الأمد من استخدام الميليشيات في حروبه الداخلية والإقليمية.

دور تيغراي

وبهذا الصدد، قال مستشار قائد قوات الدعم السريع، الدكتور يعقوب عبد الكريم نورين، إن مشاركة عناصر من “تيغراي” في الحرب السودانية ليست مستغربة، إذ إن الجيش السوداني سبق أن دعم هؤلاء المتمردين ضد الحكومة الإثيوبية.

وأوضح نورين، لـ”إرم نيوز”، أن الدعم شمل تسليحهم وتدريبهم وتجميعهم في مناطق: الفشقة الحدودية، والقضارف، والنيل الأبيض، لشن هجمات على إثيوبيا آنذاك.

وبحسب تعبيره، فإن بعض عناصر تيغراي الذين رفضوا التوقيع على اتفاق الحكومة الإثيوبية، وجدوا لهم مأوى في السودان، حيث أشرف العقيد عباد الطاهري الزين، من كتيبة الدفاع 46، على تجميعهم وتدريبهم وإشراكهم في المعارك.

وأكد نورين أن قوات الدعم السريع أسرت العديد من هذه العناصر في معارك النيل الأزرق وشرق الجزيرة، مشيرًا إلى أنهم يمثلون القوة الرئيسة التي يعتمد عليها الجيش، بجانب مرتزقة من إيران، ودول آسيا الوسطى، المتخصصين في تشغيل الطائرات دون طيار.

سجل من الانتهاكات

وأضاف نورين أن الجيش السوداني يضم أكثر من 20 مجموعة من المرتزقة، بما في ذلك قيادات من تنظيمي داعش والقاعدة، الذين ينشطون في بورتسودان، وعطبرة، وكرري، مشيرًا إلى اعترافات أحد الأسرى، المدعو محمد علي الجزولي، الذي أكد انتماءه لتنظيم القاعدة.

وأوضح أن الجيش يسعى إلى تعطيل تشكيل الحكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع، لأنها تُعد تهديدًا وجوديًا لمخططاته، وهو ما دفعه لاستمرار استخدام المرتزقة من جنسيات مختلفة.

وفي سياق متصل، أكد أمين الإعلام والناطق الرسمي لتحالف القوى المدنية المتحدة (قمم)، نجم الدين دريسة، أن الجيش السوداني يمثل أكبر ميليشيا في أفريقيا، حيث اعتمد على المرتزقة في جميع حروبه.

وقال دريسة، لـ”إرم نيوز”، إن تورط تيغراي في الانتهاكات بولاية الجزيرة، بما في ذلك مقتل الآلاف، يعكس تاريخاً طويلاً من الجرائم التي ارتكبها الجيش منذ العام 1955.

وأشار إلى أن ما حدث في ولاية الجزيرة يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان”، مطالباً بتصنيف الجيش كمنظمة إرهابية، لافتًا إلى وجود ميليشيات أخرى تابعة للحركة الإسلامية، بجانب تيغراي الذين يتراوح عددهم بين 6000 7000 مقاتل.

توقعات المستقبل

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، الطيب الزين، إن مشاركة تيغراي في الحرب السودانية تأتي في إطار استغلالهم كأداة في هذا الصراع، خاصة بعد فقدانهم النفوذ السياسي في إثيوبيا، عقب وفاة ملس زناوي، وصعود آبي أحمد.

وقال الزين، لـ”إرم نيوز”، إن عناصر تيغراي يعملون بتنسيق كامل مع فلول عبد الفتاح البرهان، مما سهّل مهمتهم في مناطق سيطرتهم السابقة.

وأكد أن هذا التدخل الأجنبي من شأنه أن يعمّق الأزمة السودانية، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع والشعب السوداني يستعدون للتعامل مع هذا الوضع.

ووفق الزين، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في مواجهة هذه التحديات، مع تصاعد الجهود لإخراج المرتزقة، والقضاء على تأثيرهم في الصراع.

وأكد أن تورط تيغراي وما يُعرف بدرع الشمال بقيادة أبو عاقلة كيكل يعكس استمرارية الجيش في استخدام العناصر المأجورة لتحقيق أهدافه.

واختتم الزين بأن الشعب السوداني وقوات الدعم السريع لن يدخروا جهدًا في التصدي لهذه التدخلات التي تضر في البلاد.

ارم نيوز

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *