خالد عمر يوسف

استمعت لتسجيل حديث د. نافع علي نافع في الندوة الاسفيرية التي نظمها المؤتمر الوطني المحلول، ويحمد للرجل حديثه الواضح الذي جاء كصفعة مدوية في وجه كل من يحاول اغماض العين عن طبيعة هذه الحرب، وأهدافها الحقيقية؟

شرح د. نافع موجهاً حديثه لرفاقه في التيار الإسلاموي نظرتهم حول الحرب التي قال انها ضمن سياق مؤامرة شاملة من الاستعمار الغربي الصهيوني الصليبي بهدف نهب الموارد، ومنع الجماعات الإسلامية من تولي السلطة عبر الجيوش أو الانتخابات!! ووصف حرب 15 أبريل بأنها انتفاضات شعبية أطاحت بمخططات “فولكر” والقوى المدنية لاستلام السلطة سلماً وتنفيذ مخططهم الذي ربطه بالمخطط الغربي الصهيوني الصليبي على حد قوله.

مضى د. نافع ليؤكد أنه لا يجب الاستجابة لدعوات السلام التي وصفها بالمحاولة للحفاظ على الدعم السريع وإعادة القوى المدنية جماعة حمدوك حسب وصفه للمشهد مرة أخرى، ولم ينسى أن يصف ثورة ديسمبر المجيدة بانها إنقلاب جاء ضمن المخطط الغربي الصهيوني الصليبي عبر استهداف أخلاق الشباب ودفعهم للانحلال الذي ظهر في الاعتصام وكولومبيا ومسيرات المثليين واستهداف عقيدة الشعب بتغيير المناهج وانتهاك حرمات المساجد. لم ينس د. نافع في حديثه أن “يعرض” بعصاة الجيش كدأب جماعتهم التي امتطت ظهره لعقود قائلاً بأنه لا ينبغي ان يخرج عن السياسة ويعهد له فقط مهمة حراسة الحدود والحكومات المدنية التي تخدم مخططات الخارج مثل حكومة حمدوك على حد تعبيره!!

ختم د. نافع حديثه بحمد الله على هزيمة “التمرد”، وتحدث عن مشروعهم لاستكمال التحرير ولإعادة بناء الأمة وتوحيدها، مؤكداً أنه لا فكر قادر على ذلك سوى الإسلام الذي يحتكرون هم التعبير عنه بطبيعة الحال مؤكداً انهم وحلفاءهم سيواصلون مهمة استنفار عضويتهم لبسط الأمن وإعادة الإعمار وقيادة الانتقال بعد الحرب.

بعد كل هذا الحديث هل لا زالت تعتري الأعين غشاوة حول فهم طبيعة هذه الحرب، ومن هي القوى التي أشعلتها؟ ولماذا تعمل على استمرارها؟ وما هو هدفها الرئيسي منها؟

هذه حرب المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية لتصفية ثورة ديسمبر المجيدة والانتقام من الشعب الذي ثار عليهم ولفظ حكمهم الفاشي الإرهابي. هذه الجماعة الإرهابية لا تبتغي حواراً ولن ترعوي عن السير في مخططها الإجرامي مهما كانت الكلفة. فعلوها من قبل حين قسموا السودان بعد أن قتلوا 2 مليون شخص في جنوبه ونفذوا إبادة جماعية وقع ضحيتها 300 ألف شخص في دارفور، وها هم يستكملون مخطط الإبادة بإشعال حرب شردت غالب أهل السودان ودمرته بصورة وحشية.

واجب قوى الثورة أن لا تدفن رؤوسها في الرمال وأن تواجه حقيقة هذه الحرب، وأن تعلم أن الطريق لإحلال السلام يمر عبر مواجهة أكبر عوائق بلوغه وهو المؤتمر الوطني وحركته الإسلامية الذين لن يدخروا أي مصدر قوة يمتلكوه لاستدامتها والتكسب منها. تمتلك القوى المدنية أدوات مواجهة وإضعاف هذه الجماعة شعبياً وسياسياً وإعلامياً ودبلوماسياً، متى ما وحدت صفوفها ونأت عن الانغماس في التباينات الثانوية ووجهت عناصر قوتها في الاتجاه الصحيح، حينها ستتمكن من تجريد النظام البائد من قدرته على إطالة أمد الحرب، وستزيح أكبر عائق أمام تحقيق السلام. حققت قوى الثورة ذلك من قبل في ديسمبر المجيدة، وهي قادرة على إعادة الكرة مرة أخرى في إنهاء هذه الحرب سلماً، واستكمال مسار الثورة التي لا يجب السماح بتصفيتها ودفنها تحت ركام هذه الحرب الإجرامية.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.