«خالد الطقيع».. قصة طالب عشق جامعة الخرطوم حد الاستشهاد والمواراة بمبانيها
ربما لم يخطر على بال خريج كلية الآداب جامعة الخرطوم خالد عبد المنعم المعروف بالطقيع، أن يدفن في جامعته التي أحبها وانتمى إليها وقضى نصف عمره بين ردهاتها شهيدا في الأحداث التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم.
التغيير: عبد الله برير
خالد عبد المنعم الذي فارق الحياة بطلق ناري في الصدر عصر الأحد، يتحدر من ولاية الجزيرة وسط السودان وتحديدا من قرية الطقيع بريف مدينة المناقل.
واقترن اسم الطقيع بقريته الحبيبة لدرجة أن الكثير من زملائه وأستاذته لا يعلمون اسمه الحقيقي ( خالد عبد المنعم ) وينادونه بالطقيع.
والأحد عثر على جثمان خالد مضرجا بالدماء أمام معهد اللغة الصينية (كونفوشيوس ) بكلية الآداب جامعة الخرطوم.
وفشلت محاولات الطلاب في نقل جثمان الطقيع للمشرحة في ظل الأوضاع التي تعيشها الخرطوم لا سيما وأن الجامعة تقع قرب القيادة العامة للجيش السوداني التي تشهد تبادلا لاطلاق النار بين القوات المسلحة والدعم السريع.
ولم يتسن لعربة الإسعاف نقل الجثمان وكذلك اعتذر الهلال الأحمر لصعوبة الوصول.
وبرز اقتراح بمواراة جثمانه بالميدان الغربي للجامعة بعد أخذ الإذن من أسرته وموافقة مدير الجامعة.
واستحق خالد الطقيع ان يكون اول شخص يدفن في جامعة الخرطوم كأن كلية الآداب رفضت أن يفارقها واحتفطت به كنزا في ثراها وهو الذي ظل مدافعا عن قيم الحق والخير والجمال.
عرف الطقيع بمنافحته للأنظمة الديكتاتورية ودفاعه عن الديمقراطية طيلة فترات انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم (كوسو) ضد القطاع الطالبي للموتمر الوطني المحلول المعروف بحركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين .
وشهدت له كلية الآداب جامعة الخرطوم بالعمل الإنساني والخيري ومشاركته في الاعمال الطوعية والانشطة الثقافية والاجتماعية .
يلقبه الصغار بـ(الخال) وهو الذي عرف هاشا باشا غارقا في بحور التصوف الذي انعكس على أخلاقه السمحة وأدبه الرفيع.
وبعد تعذر إخراج جثمانه، دفن الشهيد طالب جامعة الخرطوم (خالد الطقيع) بالجزء الشرقي من الميدان الغربي بجامعة الخرطوم، محاطا بدعوات الالاف من منتسبي الجامعة العريقة ومحفوفا بمحبة كل من عرفه.
المصدر: صحيفة التغيير