التقي البشير الماحي


التقي البشير الماحي

درج بعض المعلنين على إضافة عبارة “في ثوبها الجديد” لجذب الناس لكل ما هو قديم، ولكن في بورتسودان استكثروا على الناس حتى هذه العبارة. والجمع ينعقد في تجمع يشبه تجمعات النظام السابق، وهو ما تعارف عليه الناس بـ حوارات السلام روتانا في عهد النظام السابق.

وبعد انقلابهم في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر، والذي انتهى بمعركة ذات الكراسي، ان من تداعوا بالأمس في خفة يُحسدون عليها لم يتعلموا ولن يتعلموا. فقد تم جمعهم في مواضع كثيرة، وعندما ينتهي غرضهم يتم التخلص منهم. حدث ذلك لبعضهم بعد اعتصام الموز الشهير وفي أرض المعارض ببري.

إن محاولات الجنرالات ومن يستخدمهم مطية من الإسلاميين لن تُجدي، ومن جرّب المجرّب حاقت به الندامة. فطريق الدولة المدنية الديمقراطية واحد، والوصفات التي قد تنجح في دول أخرى لن تنجح في غيرها.

لقد أصبح إدمان اللعب وصناعة الأجسام الوهمية صناعة غير مرغوب فيها، ومن السهولة جدًا اكتشافها. ولم يعد الشعب ينتظر تصريحًا من شيخ يخبرنا أنه قال له “اذهب للقصر رئيسًا وأنا سوف أذهب للسجن حبيسًا”

فما عاد القصر هو ذلك القصر، ولا السجن هو ذلك السجن، فقد أصبح لدينا سجنَان أحدهما في بورتسودان والآخر في نيالا، سيق إليهما كل السودان.

وأصبحت عاصمتنا تنادي كالذميمة التي يعافها الخطّاب، وهي التي فيها تعانق وامتزج نيلان كما مُزج الصهباء نشوان، أو كما قال إدريس جماع.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.