حمدوك ينسج خيوط المحادثات السرية.. هل بات الحل قريب في السودان؟
وسط الصراع المحتدم في السودان بين الجيش تحت قيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة للفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تتوالى المعلومات حول مسودات مصيرية تشكّل ملامح الغد السوداني خلف الستار.
أصداء تسريبات تكشف عن مواجهات دبلوماسية وتفاهمات بين الأحزاب السياسية السودانية ودول مؤثرة، قد تخلط الأوراق وتعيد ترتيب الأدوار على الساحة القيادية.
محادثات سرية
قالت صحيفة غارديان إن وزارة الخارجية البريطانية تجري محادثات سرية مع قوات “الدعم السريع” السوداني، وأفادت الصحيفة البريطانية بأن مسؤولين بوزارة الخارجية البريطانية، لم تحدد مستواهم، يقودون تلك المحادثات مع قوات الدعم السريع، في حين دانت جماعات حقوقية تلك المحادثات مع القوات المتهمة بالتطهير العرقي وجرائم الحرب.
وفي ظل التسريبات، أفادت تقارير إعلامية أخرى إلى لقاءات وُصمت بالسرية جمعت عبد الله حمدوك، رأس حركة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، بمسؤولين رفيعي المستوى من الجانب الأمريكي، وكذا مولي في، مساعد وزير الخارجية الأمريكي المعني بالشؤون الأفريقية، على أرض إثيوبيا في 13 فبراير. يأتي هذا بالتزامن مع استعدادات باريس لاستضافة المؤتمر الدولي بشأن السودان، حيث كان تمثيل حركة “تقدم” هو الأبرز.
يُشاع أن هذه المساعي وُضعت لتعبيد طريق حكومة مدنية تحت لواء حمدوك. وتتردد عبارات حول تشكيل قوة عالمية لحفظ السلام بالسودان، تحت إشراف حمدوك كرئيس وزراء، هذا المنحى يهدف لضمان استقرار البلاد وبلوغ انتقالها نحو الديمقراطية، وهذه القوة من المتوقع أن تُسحب بمجرد إجراء الانتخابات.
وتطالب تنسيقية تقدم العسكر بالعودة إلى الثكنات، بينما يتكفل المدنيون بتجهيز البلاد إلى انتخابات حرة ونزيهة.
منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر حسن البشير في أبريل 2019، إثر انقلاب عسكري وثورة شعبية، استمرت المطالب الشعبية بحكم مدني ديمقراطي بعيد عن حكم العسكر وخاصة بعد تسلم المجلس العسكري للسلطة في البلاد بقيادة عبدالفتاح البرهان.
عكست هذه المطالب صراع النفوذ المحتدم، وحالة التوتر المكتوم بين المكونين المدني والعسكري، ما جعل الأطراف الدولية الداعمة للديمقراطية تقف بجانب المدنيين في حين أظهرت أطراف أخرى تعاطفها مع العسكريين.
المصدر: صحيفة الراكوبة