قال رئيس الوزراء السابق، عبدالله حمدوك، إن تحركات الجيش السوداني لتشكيل حكومة جديدة بأنها “زائفة”. مقللًا في الوقت ذاته من الانتصارات الأخيرة ضد قوات الدعم السريع، قائلًا إنها “لن تنهي الحرب”.

حمدوك الذي تحدث إلى الأسوشيتد برس في تصريحاته الأخيرة، كان يقود الحكومة الانتقالية التي أطاح بها انقلاب 2021، وهو الآن يرأس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود”، الذي يعارض الحرب، وسط اتهامات من القوات المسلحة والحكومة السودانية بوقوفه مع قوات الدعم السريع.

عبدالله حمدوك: لا يمكن لأي نصر عسكري، سواء في الخرطوم أو في أي مكان آخر، أن يُنهي الحرب

وقال عبد الله حمدوك إنه لا يمكن لأي نصر عسكري، سواء في الخرطوم أو في أي مكان آخر، أن يُنهي الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين. التصريحات تأتي على خلفية استعادة القوات المسلحة السودانية السيطرة على كامل تراب العاصمة القومية، الخرطوم، ضمن سلسلة انتصارات ابتدرها الجيش منذ أيلول/سبتمبر 2024.

وأكد رئيس الوزراء المستقيل في حديثه للأسوشيتد برس على عدم وجود حل عسكري للصراع في السودان، مشددًا: “لن يتمكن أي طرف من تحقيق نصر حاسم”.

كما قلل من خطوة تعيين رئيس وزراء جديد في السودان عقب فراغ المنصب لعدة أعوام منذ استقالته، إذ عين مجلس السيادة الانتقالي كامل إدريس ليقود جهود إعادة الإعمار عقب استعادة العاصمة، ضمن عدد من المهام، من بينها إعادة البلاد إلى الاتحاد الأفريقي، ومواجهة الأزمات التي خلفتها الحرب.

وقال حمدوك إن فكرة أن تبدأ إعادة الإعمار في الخرطوم بينما يستعر القتال في أماكن أخرى “سخيفة تمامًا”، بحسب ما نقلت الوكالة الأميركية. وشدد: “أي محاولة لتشكيل حكومة في السودان اليوم هي محاولة زائفة. إنها غير ذات صلة”. مشيرًا إلى أن السودان بحاجة إلى مواجهة “أوجه عدم المساواة العميقة”، بما في ذلك التنمية غير المتكافئة، والقضايا بين مختلف الجماعات الهوياتية، والتساؤلات حول دور الدين في الحكومة.

ورفض حمدوك أسئلة وكالة أسوشيتد برس حول الأسلحة القادمة من الإمارات. وقال إن أولئك الذين خصوا الدولة الخليجية باللوم بينما تجاهلوا جهات أخرى متهمة بدعم الجيش، بما في ذلك إيران، “يروجون لرواية خاطئة”. وأضاف: “ما نود أن نراه هو أن يتوقف أي طرف يزود أي جهة بالأسلحة”.

تتهم تقارير أممية وتحقيقات صحفية دولة الإمارات العربية المتحدة بتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح تحت ستار الإغاثة، وهو الأمر الذي تؤكده الحكومة السودانية التي رفعت دعوى ضد الدولة الخليجية أمام محكمة العدل الدولية، قبل أن تُشطب لعدم الاختصاص، جراء التحفظ الإماراتي على المادة التاسعة في ميثاق منع الإبادة الجماعية، التي تتعلق بالتقاضي أمام المحكمة.

عامر صالح ألترا سودان

المصدر: صحيفة الراكوبة

شاركها.