سيف الدولة حمدنا الله


 

حمدوك الإنقلاب !!

سيف الدولة حمدناالله

 

من حظ الدكتور كامل إدريس أن الذي جاء به إلى رئاسة الوزارة بعد أن ضربه اليأس من تحقيق هذا الحلم برغم محاولاته المتكررة، الذي فعل ذلك أن الذين قاموا بتعيينه رأوا فيه ما يمكن أن يجعلوا منه “حمدوك” جديد، فيحصدون به التأييد الشعبي الذي وجده حمدوك الأول، ويجنوا من ورائه ما وجده حمدوك الأصلي من قبول دولي جعله يتنقل بين العواصم ويلتقي بزعماء دول عظمى ويحصل على تأييدهم ودعمهم.

 

رأى قائد الانقلاب في إدريس أنه قرين لحمدوك ويمتلك كل خصائصه ومميزاته سطراً بسطر، إن لم يكن يتفوق عليه، فإذا كان حمدوك موظف بدرجة عليا بوكالة أممية، فإدريس كان الرأس الكبيرة والمدير العام على وكالة أممية في نفس المؤسسة، وإذا كان حمدوك مجرد دكتور، فإدريس يزيد عليه بالبروفسيرية التي يطلقها عليه أحبابه ومريديه، برغم أن لا أحد يعرف لهذه الدرجة العلمية من مصدر.

 

كان قائد الإنقلاب يعتقد أن إدريس، بمرجعية هذا الإختيار، لن يمكث غير أسبوع أو إسبوعين، كما فعل حمدوك الأول، ثم يشرع في جولة إلى أمريكا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من دول الغرب، ثم يتبعها بأخرى إلى السعودية ودول الخليج، وثالثة إلى دول أفريقيا والجوار، يحصد من خلالها أكثر مما جلبه حمدوك الأول من منافع وأموال ومساعدات، تكون نتائجها الحصول على مساعدات مالية وعينية ضخمة لإعادة بناء وتعمير البلاد بعد دمار الحرب ورفع تعليق عضوية السودان بالإتحاد الأفريقي، وعودة البلاد لحضن المجتمع الدولي، ورفع حظر وتعليق سفر حملة الجنسية السودانية لكثير من البلدان التي تمنع قدومهم إليها …. إلخ.

 

مضى على تعيين كامل إدريس شهران وخمسة أيام، وهو لا يزال يتجول فيما بين المقاهي والشوارع ويصدر في “التوجيهات” على الهواء فيأخذها الهواء معه، ويجري في تعيينات على أسس بخلاف التي وعد بها في خطابه الأول، والذي قال فيه أنه لا تعيين لشخص ينتمي لحزب سياسي أو حاملاً لجواز أجنبي أو بغير “مؤهل علمي” في قطاع الوظيفة. كما مضت على تعيينه هذه المدة دون زيارة خارجية حتى للجيران.

 

لقد إشترى قائد الإنقلاب البطيخة التي ارشده عليها من سبقه بشراء مثلها ثم وجدها “قرعة”.

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.