اخبار السودان

حماية العقول: توعية المثقفين ضد الترويج للأكاذيب السياسية

طه هارون حامد

في عصر تتزايد فيه وسائل الاتصال والإعلام بشكل لم يسبق له مثيل، وفي ظل انتشار واسع لوسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، أصبحت الحقيقة والحقائق ضحية للتلاعب والتشويه بشكل أكبر من أي وقت مضى. وما يجعل الأمر أكثر خطورة هو استهداف المثقفين والنخب الفكرية بهدف الترويج للأكاذيب السياسية وتغيير الحقائق على غير مضمونها.

المثقفين، الذين يمتلكون القدرة على التفكير النقدي والتحليل العميق، يعتبرون هدفاً سهلاً للتلاعب والتضليل من قِبل القوى السياسية والإعلامية. فهم غالباً ما يتمتعون بنفوذ وتأثير في المجتمع، ولذلك فإن استخدامهم في نشر الأكاذيب والترويج للسياسات الخاطئة يمكن أن يكون له تأثير كبير على الرأي العام واتخاذ القرار غير صائب وربما يكون مجحف.

تتمثل أهمية التوعية لدى المثقفين في التمييز بين الحقيقة والباطل، وفي فهم دورهم الفعّال في حماية المجتمع من التلاعب والتضليل. إليهم يجب أن نتوجه بالدعوة لليقظة الفكرية والانتباه إلى المصادر الموثوقة والمعتمدة وعدم الانسياق وراء الأخبار المغلوطة والإشاعات التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي دون التأكد من صحتها.

يجب على المثقفين أن يكونوا على استعداد لمواجهة الخطاب المكروه والترويج للأفكار الخاطئة بشكل فعّال، سواء عبر كتابة مقالات توعوية أو عبر المشاركة في النقاشات العامة وتبادل الآراء بشكل موضوعي ومبني على الحقائق.

حماية العقول وتوعية المثقفين ليست مسؤولية فردية فحسب، بل هي مسؤولية جماعية يجب على كل فرد في المجتمع المساهمة فيها. فقط من خلال التعاون والتضامن يمكننا بناء مجتمع يعتمد على الحقيقة والعدالة، ويحمي نفسه من التلاعب والتضليل السياسي بفكرة انه نصر ولكن دايما معلوب أن الكذب الممنهج منهي عنه في السنة المحمدية

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *