حماس تؤكد أنه لا صفقة لتبادل الرهائن والسجناء مع إسرائيل بدون وقف الحرب، وواشنطن تستخدم “الفيتو” بشأن غزة
حماس تؤكد أنه لا صفقة لتبادل الرهائن والسجناء مع إسرائيل بدون وقف الحرب، وواشنطن تستخدم “الفيتو” بشأن غزة
أكد خليل الحية، القائم بأعمال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، أنه لن تكون هناك صفقة لتبادل الرهائن والسجناء مع إسرائيل، ما لم تنته الحرب في القطاع الفلسطيني.
جاء ذلك في مقابلة مع قناة الأقصى بثت الأربعاء، قال فيها إن صفقة كانت وشيكة في يوليو/تموز الماضي، قبل أن تضاف “ورقة إسرائيلية” أدت إلى “عرقلة كل شيء”.
واتهم الحية نتنياهو بأنه “لا يريد الوصول إلى اتفاق”، مشيراً إلى ما قاله في الكنيست مؤخراً عن أن “حماس تريد وقف الحرب ونحن لا نريد وقف الحرب، نحن نريد استعادة الرهائن”.
وقال إن “المعيق الأساسي للمفاوضات هو الحكومة الإسرائيلية ونتنياهو، الذي يعيق أي تقدم لأسباب سياسية”.
واستخدمت الولايات المتحدة الأربعاء حق النقض “الفيتو” ضد قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار في حرب إسرائيل في غزة، متهمة أعضاء المجلس برفض محاولات التوصل إلى حل وسط.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
قصص مقترحة نهاية
وصوت المجلس المكون من 15 عضواً على قرار تقدم به أعضاؤه العشرة غير الدائمين في اجتماع دعا إلى “وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم” وطالب بشكل منفصل بالإفراج عن الرهائن.
وأوضح نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة موقف بلاده مؤكداً أنها “لا تستطيع أن تدعم وقف إطلاق نار غير مشروط، يفشل في إطلاق سراح الرهائن”، مشدداً على “الارتباط الوثيق” بين المسألتين، و أن أي “نهاية دائمة للحرب لابد وأن تأتي مع إطلاق سراح الرهائن”.
تخطى يستحق الانتباه وواصل القراءة
يستحق الانتباه
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك
الحلقات
يستحق الانتباه نهاية
وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر على “الفيتو” الأمريكي قائلاً إن القرار لم ينص صراحة على ربط إطلاق سراح الرهائن بالهدنة.
وقال ميلر للصحفيين “إن القرار يدعو إلى إطلاق سراح الرهائن، لكن ما لا يفعله هو ربط إطلاق سراح الرهائن بوقف إطلاق النار الفوري غير المشروط”، مشدداً على أن واشنطن لا يمكن أن تدعم قراراً “يفصل” بين المسألتين.
وأضاف أن سبعة مواطنين أميركيين لا يزالون محتجزين كرهائن في غزة، مؤكداً أن بلادهم “لن تتخلى عنهم”.
ولم تصوت دولة ضد القرار سوى الولايات المتحدة، مستخدمة حق النقض بصفتها عضواً دائماً في المجلس.
وفي كلمته أمام المجلس، أدان السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الخطوة الأمريكية، التي وصفها بـ”الاستخفاف”.
وقال نيبينزيا: “لقد كان بوسعنا أن نطالب اليوم بوقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، فضلاً عن الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن. ومن غير المعقول أن تقف الولايات المتحدة بكل استخفاف في طريق المطالبة بمثل هذا الإجراء لإنقاذ الأرواح في أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.
وأدانت حركة حماس بأشد العبارات استعمال الولايات المتحدة حق النقض، مطالبة واشنطن بالكف عن هذه السياسة التي وصفتها بـ”العدائية الخرقاء، إن كانت حقا تسعى لإنهاء الحروب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وقالت حماس في بيان لها” مجدداً تثبت الولايات المتحدة الأمريكية أنها شريك مباشر في العدوان على شعبنا، وأنها مجرمة وتقتل الأطفال والنساء وتدمر الحياة المدنية في غزة، وأنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن حرب الإبادة والتطهير العرقي كالاحتلال تماما “.
وطالبت حماس المجتمع الدولي “بوضع حد لهذا التغول الأمريكي على الإرادة الدولية والذي لم ينجز إلا الحروب والموت والدمار والفوضى في المنطقة وخارجها”.
في المقابل، انتقد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون دعم القرار، مشيداً بالولايات المتحدة لعرقلتها له باستخدام حق “الفيتو”.
واتهم دانون أعضاء مجلس الأمن الذين صوتوا لصالح القرار بأنهم “خانوا مبادءهم الخاصة، ومسؤولياتهم تجاه الأبرياء، وواجبهم في دعم العدالة”.
ووصف السفير الإسرائيلي القرار “الظالم” بأنه “خارطة طريق لمزيد من الإرهاب، والمزيد من المعاناة والمزيد من إراقة الدماء”.
“خطط مرفوضة وغير مقبولة بتاتاً”
من ناحية أخرى، أعربت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها للمقترحات التي تداولها الإعلام الإسرائيلي بشأن إنشاء منطقة عازلة في شمال قطاع غزة وجباليا لتوزيع المساعدات في القطاع عبر شركة خاصة أمريكية وبتمويل أجنبي.
قال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية إن تلك الخطط “مرفوضة وغير مقبولة بتاتاً”، وأنها تخالف جميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، الذي يعتبر قطاع غزة جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفق تعبيره.
وأضاف أبو ردينة في بيان له، أن أي خطط تتعلق بمستقبل قطاع غزة، أو توزيع المساعدات فيه، تكون فقط من خلال السلطة الفلسطينية، وعبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” والمنظمات الدولية الأخرى ذات الاختصاص.
وأشار أبو ردينة، إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أكد مراراً، وجوب تطبيق القرار الأممي رقم 2735 بشكل فوري، الذي يدعو إلى “وقف العدوان على قطاع غزة بشكل فوري، وإدخال المساعدات بشكل عاجل إلى كامل القطاع، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها كاملة، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة”.
وأكد أن أي خطط مؤقتة “لن تعالج جذور الصراع”، الذي ينبغي أن يحل عبر تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية “بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية”.
على الصعيد الميداني، قال مسعفون في غزة إن غارة جوية إسرائيلية قتلت سبعة فلسطينيين غرب خان يونس في جنوب قطاع غزة.
ونقلت وكالة رويترز عن المسعفين أن الغارة أصابت مجموعة من الأشخاص في المواصي، وهي منطقة مخصصة للمساعدات الإنسانية، مضيفين أن القتلى بينهم فتاة على الأقل.
وقتل وأصيب فيه العشرات من الفلسطينيين في مختلف أنحاء قطاع غزة، جراء عمليات القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي المستمر على مناطق متفرقة من قطاع غزة، بينهم 10 على الأقل من عائلة واحدة في بلدة جباليا شمال غزة.
وقُتِلَ أحد عناصر الدفاع المدني وأصيب عدد من زملائه أثناء محاولتهم إنقاذ جرحى أصيبوا إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في مدينة غزة، حيث عاودت طائرات إسرائيلية قصف المكان مرة أخرى أثناء عمل طواقم الإنقاذ.
وفي شمالي القطاع، واصل الطيران الإسرائيلي وسلاح المدفعية قصف مناطق في بلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا، حيث قتل اثنان، من بينهم طفلة، وأصيب 15 آخرون إثر استهداف طائرة “كواد كابتر” مدرسة أبو تمام في البلدة.
وتمكن الأهالي من انتشال خمس جثث من منزل الدكتور هاني بدران في مشروع بيت لاهيا الذي استهدفه الجيش الاسرائيلي بالأمس.
كما قتل اثنان وأصيب آخرون إثر استهداف شقة سكنية في حي الصبرة جنوبي غزة.
وفي مدينة غزة، قصفت المدفعية الإسرائيلية عدة مناطق جنوبي حي الصبرة والزيتون وتل الهوى، بالتزامن مع إطلاق نار من آليات عسكرية وطائرات مروحية، وقصفت الطائرات أيضاً عدة منازل فارغة شرق حي الزيتون وجنوبه وفقاً لشهود عيان.
وفي وسط القطاع، قُتِلَ ثلاثةٌ وأصيب آخرون بعد استهداف منزل في مخيم البريج، كما قُتِلَ اثنان آخران في قصف استهدف مجموعة من المواطنين بالقرب من بئر أبو صقر غربي النصيرات.
وفي سياق متصل، أعلن جهاز الدفاع المدني عن توقف عمل معظم مركباته في “محافظة غزة” لعدم توافر الوقود اللازم لتشغيلها، مؤكداً أنهم يعملون الآن فقط بقدرات مركبة صهريج واحدة للتزود بالمياه ومركبة إنقاذ واحدة.
وأضاف في بيان له أن طواقمه باتت غير قادرة على الاستجابة لكثير من نداءات المواطنين والوصول إلى أماكن الحوادث والاستهدافات الإسرائيلية، منذ منتصف الشهر الجاري.
القناة 12 الإسرائيلية: مسؤولون في الجيش يقولون إن العملية في جباليا “استنفدت أهدافها”
من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء مقتل جندي في معارك في شمالي قطاع غزة، لترتفع حصيلة قتلاه إلى 799 منذ بداية الحرب و376 منذ بداية العملية العسكرية البرية على القطاع.
كما أصيب ضابط بجروح خطيرة في معارك شمالي غزة، ليرتفع عدد الإصابات في صفوف الجيش إلى 5381 بينهم 786 وُصِفت جراحهم بالخطيرة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الضابط الذي أصيب في شمالي القطاع يحمل رتبة مقدّم وقائد الكتيبة 90.
وقال الجيش الإسرائيلي، وفق ما نقلت تايمز أوف إسرائيل، “إن الجندي والضابط أصيبا خلال تبادل لإطلاق النار مع مسلحين في منطقة بيت لاهيا”.
وأفادت القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين في الجيش، بأن العملية العسكرية في جباليا شمال قطاع غزة “استنفدت أهدافها”.
وأضافت أن الجيش أبلغ المستوى السياسي بأن استمرار العملية العسكرية يعرض حياة الرهائن للخطر.
يُذكر أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار، أجروا أمس جولة ميدانية في منطقة محور “نيتساريم” الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.
وقال نتنياهو إن إسرائيل حققت “نتائج عظيمة” نحو الهدف الرئيسي مشيراً إلى أن حماس لن تسيطر على غزة، وفق تعبيره.
حصار مشدد لمستشفى كمال عدوان
وقالت مصادر طبية لوكالة الأنباء الفلسطينية وفا، إن مستشفى الشهيد كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، لا يزال تحت حصار مشدد، ولا يُسمح بإدخال الدواء أو الطعام، أو طواقم طبية، وإسعاف، وأي خدمات يتطلبها المستشفى.
وأضافت الوكالة أن هناك 85 طفلاً وامرأة مصابين في المستشفى، ويتلقون خدمة صحية في الحد الأدنى، نتيجة شح الأدوية والمستلزمات الطبية، كما أن هناك 6 حالات حرجة جداً في العناية المكثفة.
ولفتت، إلى أن هناك ارتفاعاً في حالات الإصابة بسوء التغذية، إذ تمكن يوم أمس 17 طفلاً من الوصول إلى قسم الطوارئ تظهر عليهم علامات سوء التغذية، كما توفي رجل مسن بسبب الجفاف الحاد.
وأشارت المصادر، إلى أنه لا يوجد أي حراك أو وعود دولية بفتح ممر إنساني لإدخال المستلزمات الطبية والوفود الطبية الجراحية وطعام وحليب للأطفال، والحليب العلاجي حتى تتمكن الطواقم الطبية من علاج حالات سوء التغذية.
الجيش الإسرائيلي يواصل اقتحامه مدينة جنين ومخيمها
أما في الضفة الغربية، فقد قُتل خمسة فلسطينيين، بينهم أربعة مسلحين، في حادثين منفصلين الثلاثاء خلال “العملية العسكرية” الإسرائيلية المستمرة في مدينة جنين.
ويواصل الجيش الإسرائيلي اقتحامه مدينة جنين ومخيمها لليوم الثاني على التوالي، وسط اشتباكات في عدة محاور، وتدمير كبير في الشوارع والبنى التحتية والممتلكات العامة، والذي تسبب في انقطاع الكهرباء والماء عن عدة أحياء.
وقالت مصادر محلية إن الجيش أحرق عدة منازل داخل مخيم جنين، وجرّف ساحة نادي المخيم، ودمّر ملعب كرة القدم التابع لبلدية جنين.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع تسع إصابات الثلاثاء ، من بينهم ثلاثة إصابات بشظايا قنبلة أطلقتها طائرة مسيرة إسرائيلية.
من ناحيتها، قالت “كتيبة جنين” التابعة لحركة الجهاد الإسلامي أن مقاتليها يخوضون اشتباكات في عدة محاور، واستهدفوا القوات الإسرائيلية بالأسلحة والعبوات الناسفة.
وفي بلدة المزرعة الغربية شمالي مدينة رام الله، أحرق مستوطنون مركبات تعود ملكيتها لسكان فلسطينيين خلال الليل.
وقالت مصادر محلية إن المستوطنين تسللوا إلى البلدة خلال الليل وأضرموا النيران في عدد من المركبات ولاذوا بالفرار.
المصدر: صحيفة الراكوبة