اتهم الحزب الشيوعي السوداني كلًّا من حكومة بورتسودان وحكومة الدعم السريع بـ”عدم الشرعية”، محذرًا من أن وجود حكومتين متوازيتين يقود لانهيار الدولة ويكرّس خطر التقسيم على غرار تجربة انفصال الجنوب..
الخرطوم: التغيير
قال الحزب الشيوعي السوداني إن إعلان قوات الدعم السريع تشكيل حكومة موازية برئاسة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يشكل خطرًا بالغًا على وحدة البلاد، ويمثل امتدادًا لانقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي قاد إلى الحرب الحالية.
ووصف الحزب في بيان صادر عن مكتبه السياسي، الثلاثاء، الحكومة الموازية بأنها “غير شرعية” مثلها مثل حكومة بورتسودان، محذرًا من أن وجود حكومتين متنازعتين “يهدد بانهيار الدولة”، ويعيد سيناريو انفصال جنوب السودان، لا سيما في ظل الحديث عن “حق تقرير المصير” الوارد ضمن وثائق تحالف “تأسيس”.
والسبت الماضي أعلن تحالف السودان التأسيسي المعروف اختصاراً بـ”تأسيس”، تشكيل مجلس رئاسي لحكومة انتقالية برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وقرر التحالف خلال اجتماع في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور اختيار محمد التعايشي رئيساً للحكومة الانتقالية. كما تم تعيين عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية، نائباً لرئيس المجلس الرئاسي.
وفي مايو الماضي، أصدر القائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، مرسومًا دستوريًا بتعيين كمال الطيب إدريس رئيسًا للوزراء، ليكون أول رئيس وزراء منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021.
وجاء التعيين في خضم تصاعد الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، في محاولة من المؤسسة العسكرية لتقديم صورة “مدنية” للسلطة الحاكمة، بهدف كسر العزلة الدولية واستعادة الشرعية الإقليمية.
وقال البيان إن تشكيل الحكومتين جاء في سياق صراع المحاور الإقليمية والدولية على السودان ونهب موارده، وحذّر من أن هذه التطورات تأتي استباقًا لاجتماع الرباعية المقرر في 29 يوليو، ما يشير إلى سعي طرفي الحرب لتكريس واقع سياسي قبيل التفاوض.
واتهم الحزب الطرفين بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك الإبادة الجماعية والعنف الجنسي والتطهير العرقي، مشددًا على ضرورة إنهاء الإفلات من العقاب، والعمل على استعادة الدولة المدنية الديمقراطية.
تفتيت البلاد
وحذّر بيان الحزب الشيوعي السوداني، من أن طرح خيار الانفصال أو تقرير المصير ليس حلًا للأزمة السودانية، بل مدخلًا لتفتيت البلاد، مشيرًا إلى أن تجربة جنوب السودان نموذج على فشل الانفصال كخيار سياسي.
كما دعا الحزب إلى أوسع تحالف جماهيري لإسقاط الحكومتين العسكريتين، واستعادة الثورة، وإخراج الجيش والدعم السريع والمليشيات من المشهد السياسي، وإنشاء جيش قومي موحد تحت سلطة مدنية، رافضًا أي تسوية تُعيد إنتاج الأزمة أو تُطيل أمد الحرب.
وقال البيان إن “ما يجري لا يمكن فصله عن مخطط الشرق الأوسط الكبير، وخطط الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، والصراع على البحر الأحمر، ونهب ثروات أفريقيا، وسط أزمات الرأسمالية العالمية والحرب الروسية الأوكرانية”.
ودعا الحزب الشيوعي السوداني، إلى التمسك بأهداف ثورة ديسمبر، وإنجاز مهام الفترة الانتقالية على أسس ديمقراطية وعادلة.
ومنذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، دخل السودان في حالة من الانهيار السياسي والاقتصادي والأمني، وسط انقسام حاد في مراكز السلطة، ونزوح جماعي، وانهيار البنية التحتية في أغلب المدن.
المصدر: صحيفة التغيير