حكومة جنوب السودان تحذر خطاب الكراهية والتحريض على العنف في دولتي السودان
جمهورية جنوب السودان
هيئة الإعلام
#بيان صحفي
تحذير بشأن خطاب الكراهية والتحريض على العنف في السودان وجنوب السودان
في عصر يمكن فيه لأصواتنا أن تتجاوز الحدود بضغطة زر، نجد أنفسنا أمام مفترق طرق بين التأثير والمسؤولية. وفي ظل النزاعات الأخيرة وزيادة التفاعل الرقمي، من الضروري معالجة قضية خطاب الكراهية والتحريض على العنف في كل من السودان وجنوب السودان.
لقد تركت الأحداث المأساوية الأخيرة في ود مدني، السودان، ليس فقط جروحاً جسدية، بل أيضاً ندوباً عاطفية في قلوب الناس. هذه الفظائع المزعومة التي ارتكبتها القوات المتقاتلة أثارت توترات تهدد بالانتقال إلى فضاءاتنا الرقمية. في لحظة حساسة كهذه، لا يمكن إنكار قوة كلماتنا، ومن واجبنا استخدام هذه القوة بحذر.
تعبر هيئة الإعلام عن قلقها العميق إزاء تزايد حالات خطاب الكراهية والتحريض على العنف عبر المنصات الرقمية. ونحث مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في السودان وجنوب السودان، بما في ذلك أولئك في الشتات، على الامتناع عن التصرفات التي قد تحرض على العنف أو تروج للكراهية. فهذه السلوكيات تضر بالسلام والأمن في كلا البلدين. يجب أن يكون التفاعل الرقمي مسؤولاً ويعكس الحس الإنساني.
لقد أصبح المشهد الرقمي في السودان وجنوب السودان سلاحاً ذا حدين. فهو يسهل التواصل ونشر الوعي، ولكنه في الوقت نفسه يعزز المعلومات المضللة وخطاب الكراهية. نذكّر مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن الترويج لخطاب الكراهية ومشاركة المحتوى واللقطات العنيفة بهدف التحريض على العنف يترتب عليه عواقب قانونية. يجب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمسؤولية لتعزيز القيم الإنسانية والسلام.
إن الكراهية والعنف ليسا في مصلحة شعوبنا، بل يهددان بتفكيك الروابط التي توحدنا. دعونا نتحلى بالمسؤولية والإنسانية في تفاعلاتنا الرقمية. ويجب أن يدرك من يروجون لخطاب الكراهية وينشرون الصور العنيفة بهدف التحريض على العنف العواقب القانونية لأفعالهم.
تؤكد هيئة الإعلام التزامها بمناصحة حكوماتنا لضمان نشر المعلومات الموثوقة في الوقت المناسب بشأن الإجراءات المتخذة لمعالجة أحداث ود مدني. سيساهم ذلك في منع انتشار المعلومات المضللة وتقليل التوترات.
تلعب وسائل الإعلام في جنوب السودان دوراً حيوياً في التغطية الحساسة للنزاعات. ويعتبر دوركم ضرورياً في تشكيل الرأي العام ومنع انتشار المعلومات الخاطئة. يجب أن تكون التقارير مبنية على النزاهة والتزام عميق بمبادئ الصحافة.
تدعو هيئة الإعلام جميع الأفراد والمؤسسات إلى تبني دورهم في تعزيز الحوار والتفاهم والسلام. من خلال الحد من خطاب الكراهية وتعزيز التواصل المسؤول، نمهّد الطريق للتعايش المتناغم بين السودان وجنوب السودان.
لنتذكر أن السلام ليس مجرد غياب النزاع؛ بل هو وجود العدالة والاحترام والتفاهم. كل واحد منا لديه دور في خلق بيئة خالية من الكراهية والعنف. إنها مسؤوليتنا الجماعية أن نضمن أن تساهم أصواتنا في تحقيق الانسجام، وليس العداء.
تظل هيئة الإعلام ثابتة في التزامها بتعزيز حرية التعبير واستقلالية الإعلام، كما هو منصوص عليه في دستورنا. هذه ليست مجرد حق، بل مسؤولية مشتركة بيننا جميعاً.
شكراً لكم على اهتمامكم والتزامكم بهذه القضية.
إيليا ألير كواي
المدير العام،
هيئة الإعلام في جمهورية جنوب السودان
المصدر: صحيفة الراكوبة