حكومة المقاومة الشعبية..!! السودانية , اخبار السودان
أشرف عبدالعزيز
في تصعيد لافت للأحداث التي تتوالى عاصفة وجه عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام للجيش ياسر العطا ، بأن تنتخب لجان المقاومة الشعبية برلمانات على المستوى الولائي والقومي تتولى مسؤولية تعيين رئيس الوزراء وولاة الولايات.
وبلاشك تصريحات العطا تأتي في إطار الدعوات الرافضة لأي سلام مع قوات الدعم السريع وتطالب بحسمها عسكرياً، في حين يطالب أنصار الجيش بتكوين حكومة انتقالية تدير شؤون البلاد تحت إشراف الجيش إلى حين تنظيم انتخابات عامة في البلاد..ووجهة النظر هذه تمثل الحركة الإسلامية بإمتياز.
وإذا كانت لجان المقاومة الشعبية المؤيدة للجيش والمكونة في غالبها من عضوية الحركة الإسلامية التي يتولى قادتها في الولايات الاستنفار، إذا كانت هذه هي اللجان هي الموكل إليها انتخاب ممثلين لها على مستوى الاحياء يختارون بدورهم ممثليهم على مستوى المحلية، وان تنتخب الاخيرة ممثلين لها في برلمان الولاية الذين بدورهم يختارون نوابا لهم في البرلمان الشعبي الاتحادي الانتقالي، بل بحسب ياسر العطا أن لجان المقاومة الشعبية ستجلس بعد ذلك وتقول هذا هو رئيس الوزراء عينه لنا وهؤلاء هم الوزراء إذا كان ذلك كذلك ماهو تصنيف هذه الحكومة؟.
العطا مضى إلى أكثر من ذلك عندما قال: إن البرلمان الولائي يختار الوالي ويقدمه للرئيس ثم يقوم الوالي بالمشورة مع برلمان الولاية بتعيين حكومة الولاية. وأردف (أليس هؤلاء مدنيين وانتخابات وديمقراطية؟ أين تكمن المشكلة)؟.
وبعد ذلك وجه العطا خطابه لقوى الحرية والتغيير قائلاً إنه حال رفضهم لهذه العملية، فإن القوى الخارجية من مصر وعملية جدة او المنامة او الايقاد او الاتحاد الافريقي مجلس الامن او الامم المتحدة لن تجد لهم حلاً آخر (تخيل).
تصريحات العطا كشفت بجلاء من وراء الخطوة التي قام بها ولاة الولايات بحل لجان الخدمات والوقوف على حملات استقطاب وتحشيد واسعة وتسليح للمدنيين باسم المقاومة الشعبية دعما للجيش في مواجهة قوات الدعم السريع.
دعونا من الحرية والتغيير وإسطوانة (القحاتة) ومزاعم القوى الموالية للدعم السريع، فقد أشارت منظمة الهجرة، في تحديث جديد إلى نزوح أكثر من 6.5 مليون شخص يعيشون في 6.9 موقعاً في جميع ولايات السودان الـ 18، منذ اندلاع الصراع، وأشارت إلى أن أغلب النازحين فروا من العاصمة الخرطوم التي نزح منها 3.5 مليون شخص، بنسبة تصل إلى 55% من مجموع النازحين الكلي.
ومن جانب آخر إتهمت لجان مقاومة أفراد من الجيش بنهب ممتلكات المواطنين من أمدرمان القديمة ولم ينف الجيش حتى الآن ذلك، في وقت أيضاً يجأر فيه وزير المالية د. جبريل إبراهيم من نقص الإيرادات وفقدانها وتراجع الميزان التجاري والناتج المحلي الإجمالي وغيرها .. فيما بدت فيه الولايات المتحدة قلقة من تزايد النفوذ الإيراني في السودان ..و(الغريب) أن ياسر العطا هو نفسه آخر أعضاء المجلس السيادي اللذين أقاموا إفطاراً رمضانياً في العام الماضي وقدم الدعوى لقيادات الحرية والتغيير وقبل أن يخاطب الإفطار قرأ شعراً ثورياً في إشارة الى تأييده للثورة والإتفاق الإطاري وهو ايضاً من ظل يكثر الثناء والإشادة بأبطال لجان المقاومة اللذين يقاتلون في صف الجيش فما الذي تغير بالنسبة للعطا؟.
إذا كان الجنرال يعتقد أن الإسلاميين اللذين يتبنون شعار (الحل في البل) يتفقون مع رؤيته في حسم التمرد يجب أن يدرك أنهم فقط يريدون (بل) الشعب السوداني ولن يسمعوا للموتى وهم يطلقون الزفرات الأخيرة أو النازحون وهم يتضورون جوعاً بحثاً عن الغذاء أو الأطفال الذين فقدوا حقهم في التعليم أو الخراب الذي حاق بكل مؤسسات الدولة ..من الواضح أن الذي (سيُبل) نتيجة الحلول التي يطرحها العطا ليس هو (تقدم) أو (الحرية والتغيير) وإنما الشعب السوداني.
نقلاً عن صحيفة الجريدة
المصدر: صحيفة التغيير