حكاية زوج خائن
كانت نوال تجهل زوجها، وتجهل نفسها أيضاً، فزوجها الذي لا تكاد تعرفه، لا يأنس إليها، ويتحدث معها ويطيل الحديث، إلا حينما يود أن يضللها، ويصرفها عن علاقته الآثمة بجاراتها الثلاث، فما يروعه ويشفق منه، أن تحس هي شيئاً تجاه علاقته المشبوهة بجاراتها، فقد دأب يزعم في غلو وشطط، أنه لا يعرف من أمرهن شيئاً، كلما حدثته هي عنهن، و نوال لا تدري أن “الأشجار الضخام الطوال” جاراتها، هن سبب دعة منير ورضاه، فهو لا يأتي إلى بيتها إلا بعد أن يكون قد طاف بهن جميعاً، وتهالك عليهن جميعا، وأشفى حاجته من جمالهن جميعاً.
كانت نوال تحتار في أمر جارتها”نجوى” التي استحال بيتها فجأة من الطين إلى الرخام، رغم أن زوج نجوى ما زال يعمل في نفس الوظيفة التي يعمل فيها، ويتقاضي نفس الراتب الذي لا يكاد يسد رمقهم إلا في جهاد وعنف، نوال تجهل أن”نجوى” هذه يحبها زوجها إلى أبعد آماد الحب، وأنه ينتظر في شوق، وترقب، ولهفة، خروج زوج نجوي إلى النادي الذي لا يعود منه إلا عندما ينتصف الليل، واعتاد منير أن ينتهز هذه الفرص، ويستغل هذا الوقت الذي يمضيه زوج نجوى في النادي رفقة أصحابه، فما أن يبسط الليل أستاره الكثيفة على الكون، حتى يتسلل منير في خفة ورشاقة إلى بيتها، ويمضي إلى غرفتها في “إخلاص وتفان”، فنجوى خليقة فعلاً أن يمنحها من الوقت أكثر من رفيقاتها، لأنها بخلاف اللذة تمنحة ألواناً من الغناء، وضروباً من الموسيقى، وتبعث في نفسه اللاغبة المنهكة فنوناً من الجمال، لأجل ذلك يحبها ويكلف بها، ويود أن ينتزعها من زوجها منصور انتزاعا.
إذاً نوال تنكر هذا التغيير الذي طرأ على حياة جارتها ” نجوى” الفاتنة الحسناء، فهي تجد شيئاً من السعادة عندما تتحدث عن ثراها الفاحش، وعن سبائك الذهب التي لا سابق عهد لها بمعصمها الريان، تتحدث نوال في هذا الحديث وتطنب فيه، ويسرف منير بالمقابل في عدم الاكتراث به، و الزهد فيه، ظل منير لا يظهر شيئاً، ولا يقول شيئاً، وهو يرمق وجه زوجته الدقيق الملامح، وفمها الذي يهضب بالحديث في سرعة وانفعال، كان كل شيء فيها يوحي بأنها مضطربة مذعورة، وكأن هذا التحول الذي طاف بحياة نجوى قد أضناها، وفي الحق أن نوال تجهل فعلاً زوجها منير، فهو كغيره من الذئاب التي تثير في نفسك الهلع، وتبعث في قلبك الخوف، إذا عرفتها على حقيقتها، فمنير الذي ينكر معرفته ودرايته بجارات زوجته المسكينة، هو في الحق ملم بأدق تفاصيل حياتهن، وهو السبب في هذا الغنى والثراء الذي لحق بهن مؤخرا، لقد أيقن منير أنه قد أحاط بخصائص الراحة والانسجام، وأن “نجوى”، و”منى”، و”سلوى” جديرات بهذا الترف الذي أضافه إليهن، فقد ذاق منهن ألوانا من نعيم الدنيا لم يذقها قط مع زوجته نوال.
سعت نوال أن تستثمر هذه العودة المبكرة لزوجها، ففي العادة يبطئ منير في عودته للمنزل، فالرجل يدير عدداً من الشركات دون أن يظفر بمدير لها، فهو سيء الظن بالناس، ولا يثق في أحد، ولا يطمئن إلى أحد، و قد قاده حظه العاثر اليوم، أن يعود مبكراً إلى منزله، فما عالج باب الدار حتى فتحه، وتقدم حتى انتهى إلى صالة فسيحة الأركان، أبصر فيها نوال التي يزدريها، ويمقتها رغم جمالها الخلاب، لأنها ساذجة موغلة في السذاجة، ولأنها نحيفة، ممعنة في النحف، ومنير لا يشتد سخطه إلا على المرأة النحيفة، ولا يعتد بأن النحافة مقياساً لسحر المرأة وجاذبيتها، وعبثاً سعى أن يطلق زوجته نوال ليستأنف حياته مع أخرى “خدبجة رقراقة”، ولكن والده كان يمنعه في حسم، لأنها بنت أخيه، ولأنها قد أنجنبت له أحفاداً لا يجد والده متعته وراحته إلا في مشاهدتهم، وفي الحديث معهم، كان “الزين” والد منير، لا يرى نحافة نوال وضعفها، وهزالها، عقبة في سبيل السعادة الزوجية لابنه، فبنت أخيه جميلة ممشوقة القوام، قد ضمر بطنها، ودق خصرها، وطال جيدها ودعجت عيناها.
وجد منير زوجته نوال منهمكة كعادتها في حديث عذب ماتع مع “ماجد ومجدي وأمجد” أبنائها الذين يدرسون في جامعات عدة من جامعات الولايات المتحدة، وقد لاح خاطر في ذهن منير، ومضى فيه عازماً حازماً، لقد اقترح الشقي على زوجته أن تسافر هي إلى الولايات المتحدة، وتقضي عطلة الجامعة بمعية أولادها، بدل أن يأتوا هم إليها، أراد منير أن يغتنم خلو منزله من زوجته الثرثارة، وخادمتها الجميلة” سكينة” تلك المرأة التي تدس أنفها في كل شيء، والتي سعى كثيراً أن يقيلها ويمنعها عن بيته، ولكن والده كان يمنعه و يصده عن هذه الرغبة أيضاً، كانت سكينة تستمع لهذا الحوار الهادئ الرزين الذي يدور بين منير ونوال، وهي تبتسم في فتور، وتبدو على قسمات وجهها الجميل، أنها غير غير حافلة لما تسمع، ولا مكترثة لما ترى، وعندما طلبت منها نوال أن تستعد للسفر معها اعتذرت بحجة أنها تود أن تزور أمها المريضة، وأن تقضي هذه المدة معها، وخضعت نوال لرغبتها، وتركتها وشأنها، وما هي أيام حتى بدأت رغائب منير تمضي، تمضي، في اتساعها، وظلت حاجته إلى نجوى لا تتعدى نطاقها، بعد أن سافرت مع زوجها إلى القاهرة، ظل منير لأكثر من شهر يمضي وقته في غبطة، وبهجة، ونعيم، وظلت “منى” شبه مقيمة معه في منزله، لأن زوجها يعمل في أحد حقول البترول التي يعمل فيها شهر ويغيب عنها شهر آخر، و”منى” هذه كما يقول أحد أدباء العربية، كل شيء فيها خامد هامد، وكل شيء جامد راكد، عدا فمها، الذي لا يسئم من غث الحديث وسقيمه، ومنير يعشقها ويكلف بها، لأنها لا تتضجر من أن تمكث معه ساعة أو ساعات، و”شيمة صبرها” هذه خليقة عند منير بالشكر والثناء، ومنى في هذه الخصلة على النقيض من سلوى التي تكثر من البكاء والشكاة، من الحاح منير الذي ينثر عليها أحاديثه العذبة، وسلوى غير شغوفة بالعبث، فما أن تصيب حاجتها منه، حتى تنتزع نفسها من أكتاف منير، وتمضي مغادرة غير مبالية بتوسلاته، واستعطافه لها بأن يستأنف أحاديثه معها، حديثه اللذيذ الماجن، كانت سلوى تأنف منه، وسلوى الغضة البضة، كانت كثيراً ما تعصم نفسها عن منير، وتزوّر عنه، واعتاد منير أن تطاوله سلوى وتماطله، فلا تأتي إليه إلا بعد أن يسرف في استعطافها، ويجزل من نواله، إذن مسار منير مع سلوى يحتاج إلى تصحيح، ولكن منير غير قادر على اقامة هذا التصحيح، لأن سحر سلوى أقوى منه، ولأن شخصيتة الضعيفة الفاترة، تتخاذل أمام شخصية سلوى الطاغية، و”نجوى” التي مضت متثاقلة مع زوجها إلى مصر من أجل الترويح، هي وحدها التي تؤثر منير بالعاطفة والحب، وهي وحدها التي أنفقت كل ما يعطيه منير لها من مال إلى زوجها منصور، حتى تصرفه شؤون التجارة عنها، فتقضي ساعات في مضجعه مع منير وهي وادعة مطمئنة، ولكن حظها العاثر هو ما جعل منصور يطلب، ويلح في الطلب، بأن تذهب معه حتى ترضي حبه، وترضي شوقه، ويظهر لها امتنانه وتقديره، فلولا “تحويشة العمر” التي منحته اياها، لكانت حياته معها عادية تقليدية مسرفة في التقليد.
و”منى” التي نعيبها، ونغض منها، هي التي بقيت مع منير، وهي التي صار أحبّ شيئاً إليه أن يعود إلى مضجعه فيجدها قد سبقته إليه، لقد امتزجت حياة منير بهذه الغثاء التي خضع له وأفنى نفسه فيه، ومثل هذه الحياة الناضبة التي نزدريها فيما بيننا وبين أنفسنا أشد الازدراء، لا يطفئ جذوتها إلا استقامة تخرجها عن الزيغ والضلال، أو عاقبة وخيمة يتردى فيها صاحب هذه العواطف الحادة الثائرة، والشهوات المضطربة الهادرة، ومنير مضى في رحلته الماجنة الداعرة حتى انتهى بها إلى محطتها الأخيرة، مضت حياة منير على ذلك المنوال، الأيام تتلوها الأيام، والليالي تتبعها الليالي، إلى أن عاد “عادل” زوج منى من موقع عمله، ولم يمضي شهره كاملاً كما جرت العادة، عاد هو وطائفة من الناس بسبب الحروب والنزاعات التي اندلعت في تلك المنطقة، وما أن وصل وبحث عن زوجته داخل منزله، فلم يجدها، دار في خلده أنها مع أحد جاراتها، فطرق أبوابهن كلها سائلاً مستفسراً، إلى أن انتهى إلى بيت فتحت بابه امرأة “طاعنة في السن”، والنساء “الهرمات” لا تعوزهن الصراحة والوضوح كما نعلم، لقد أخبرته الحاجة “ست الجيل” في سفور وجلاء إنها منعت بنتها من مصاحبة تلك المرأة لأنها زانية متهتكة، لا ترعى لزوجها إلاً ولا ذمة، فغر عادل فمه من الدهشة، وبحث عن صوته فلم يجده إلا بعد مشقة وعسر، فسألها في ضراعة مع من تخونه؟ فقالت له وما يعنيك أنت، كان الله في عون زوجها الذي يكدح من أجلها ويرمي بنفسه في غياهب الفناء، حتى يوجد لها الحياة التي تتمناها كل امرأة، أيقن عادل أن الحاجة “ست الجيل” لم تتعرف عليه بسبب نظرها الكليل، أخذ عادل يغالب دموعه، ويلوح بيديه في الهواء، ولا يكف عن ترديد “يا بنت الكلب” هكذا تجلب البنات الساقطات الاهانة لأبائهن، جلس عادل في قارعة الطريق بعد أن عجزت قدميه على حمل جسده الضئيل، وأخذ يحاور نفسه ويداورها، مع من تخونه منى؟، ولم يدعه المارة الذين يكثرون من تأدية السلام لأن يخلو إلى نفسه، ويفرغ لخواطره، التي أخبرته في جموح وإيغال، أن يغسل عاره الذي ورطته فيه “منى” بقتلها، واستراح عادل لهذه الخواطر التي منحته قوةً وأيداً، وبعد أن ارتقى مع تلك الخواطر إلى أبعد ما يمكن أن يرتقي، ذهب إلى منزله في سرعة وعجل، وقصد خزانة ملابسه، فطافت بها يديه في عصبية واضطراب، ولم تهدأ حركتهما إلا بعد أن وجد ضالته الصغيرة، فدساها في جيب بنطاله، بعد أن وضع فيها كمية من البارود يكفي لحصد أرواح عائلة بأكملها، كانت أول وجهة لعادل هو” شوقي” صاحب المتجر الحافل بكل شيء في حارتهم، والذي لا تخفى عليه خافية في منطقتهم، سأل عادل شوقي بصوته الهادئ العذب، بعد أن ألقى عليه تحية مخدجة غير كاملة، مع من تخونني زوجتي؟، لم يأبه عادل للرجال ولا للنساء الذين جاءوا لشراء ما يحتاجونه، ولما طال صمت شوقي وانخزل عن الجواب، أخرج عادل مسدسه الصغير من جيبه في خفة، وألصقه بجبين شوقي وأعاد عليه سؤاله السابق بصوته الهادئ الرزين، وهدده أن سيضغط على الزناد إذا لم يتلقى اجابة شافية تشفي غليله، وهنا تكفل صبي أوشك أن يناهز الحلم بالجواب، وأخبر عادل بصوت حافل ندي، أن منى تخونه مع الملياردير منير، وأنها تمضي سائر يومها معه في بيته، ولا تأتي إلا على فترات متفاوته، وما أن سمع عادل شهادة الصبي حتى أطلق ساقيه إلى الريح، وبلغ منزل منير في ثوان، وتسلق شجرة سامقة وارفة الظلال، دلف منها إلى بيت عشيق زوجته، وفي خطوات خافتة سريعة عبر حديقة المنزل، ثم وجد باب الصالة مفتوحا على مصرعيه، فسار بجسده النحيل السلم الرخامي المرصع بالنجوم والتواشيح، فأقله هذا السلم إلى غرف واسعة فسيحة، بحث فيها كلها فلم يجد غريمه اللدود، وهنا تناهى إلى سمعه صوت ضحكات مجلجلة في الطابق العلوي، ضحكات يعرفها جيداً، لطالما كان يأنس لسماع هذه الضحكات، ويهيم بمن كانت تطلقها في غنج ودلال، ضحكات زوجته منى، هي في الحق آخر ضحكات تطلقها في فضاء هذا الكون، فلن يسعفها القدر أن تضحك أو تسرف في هذا الضحك مرة أخرى، صعد عادل إلى الطابق العلوي، ووجد زوجته ترتدي ملابس رقيقة شفافة تظهر جميع مفاتنها، وهي تشرب من أقداح كأس مصطخب تكاد أمواجه العاتية تصل إلى سقف البيت، فعلاجها بطلقة استقرت في قلبها، وأخرى أصاب بها رأس منير، لقد أنهى عادل بهذه الطلقة الرشيقة، شهوة جامحة كانت تدفع صاحبها دوماً إلى النزق والطيش، وبعد أن تأكد عادل من رحيلهم عن هذه الدنيا وأن أرواحهم النتنة تصعد الآن إلى عنان السماء، فتح ثلاجة منير التي كان معبأة بكل أنواع الخمور الغالية الثمن، وأخذ عادل الذي لا يعاقر إلا الخمور البلدية الرديئة، يشرب في نهم وهدوء وصمت، لقد فعل عادل ما أراد، أو ما استطاع أن يفعل، هو كان يريد أن يدفع بهم إلى أهوال لا يحبونها، أهوال يفضلون الموت على أن يظلوا يعانون من مضها وايلامها، وطفق عادل يشرب ويشرب حتى سمع أصوات هذه الكائنات التي تستقصى كل شيء، وتريد أن تلم بخبيئة كل شيء، “أهل الفضول” تعالت أصواتهم تحذر عادل أن الشرطة في طريقها إليه، فعليه أن يسرع في الخروج من منزل هذا الرجل الثري، بعد أن أرداه قتيلا، ويتجنب أن يقضي ما تبقى من عمره في أنين وشكاة، ولكن تغافل عادل عن هذه الأصوات، وألقاها دبر أذنه، ومضى يتهالك على أفاويق “الخندريس والسلاف”، حتى حضرت الشرطة ووضعت الأغلال في يديه.
وبعد أيام خفت الصوت، وتتضاءل ذكر هذه القصة، وحضر الزين والد منير، مع سكينة الباذخة الجميلة، وهي تضع يدها المكتنزة فوق معصم الزين، وتطلب منه في خفوت أن يبيع هذا القصر الرائع الذي حتماً سيصيبهم منه مكروه إن هم بقوا فيه، ورضخ الزين لرغبتها، فباع القصر وطلب من نوال زوجة ولده الراحل أن تبقى مع أولادها في الولايات المتحدة، وتزوج من سكينة تلك المرأة اليقظة الحافلة بالجمال، عجز الزمان أن يخضع ملامحها للابتذال، ولقد التفت الزين إليها وهي خليقة بالالتفات، منذ أن حضرت إلى منزل زوجته “ماجدة” قبل عشرات السنين، وبدأت في خدمتها، سكينة هي المرأة التي أضعفت فؤاد الزين وشبابه عن الوفاء لزوجته “ماجدة” والدة ابنه الوحيد منير، الذي التأمت عليه الأرض وطوته الغبراء قبل أيام قلائل، وظل طوال هذه السنين يتهالك عليها، ويعشقها عشقاً لا حد له، وكان أكثر ما يأسره فيها طيبتها، وبساطتها، وجمالها الطبيعي، واخلاصها له، فهي لم تتزوج مطلقاً،أو تتخذ غيره خدنا لها، وأبقت على علاقتها الآثمة به، واحتملت أعبائها الثقال، علاقة فيها أعظم نصيب من الحرام والباطل، وأدنى مرتبة من الحق والحلال، ولكنها اعتزمت رغم كرور الأيام، أن تقوم من اعوجاج هذه العلاقة، خاصة بعد أن انتفت كل الأسباب، فرضخ الزين المتدله الولهان في حبها، وآلت إليها كل الأصول والأملاك، وعادت يوماً، فإذا الأسرة كلها مجتمعة، فقد أرسلت إلى نوال تدعوها أن تحضر هي وأبنائها، فهم لم يلتقوا منذ سنوات، واحتفت هي وزوجها الزين بمقدمهم، وبعد أيام أخذت تُبْصّر كل فرد منهم بحقه في الميراث، وتبث في دواخله الثقة والطمأنينة، وتعده بأنها لن تكون السبب في شقائه، وقد صدقت سكينة في وعدها، لصدق مشاعرها تجاه أبناء منير، فقد كبروا تحت كنفها ورعايتها، لأجل ذلك هي تحمل لهم هذا الفيض من المشاعر الذي يشابه لحد كبير مشاعر الأم تجاه أولادها، لقد أحبّ أبناء منير سكينة ولم يكرهوها، لأنها كانت تخلي بينهم وبين ما يحبون، ولأنها تغدق عليهم من المال ما جعل تصرفاتهم تخرج عن الرصانة والرزانة، لقد انتهج الأبناء نهج منير أباهم، وصاروا رهباناً في معابد اللذة والمجون، لقد أظهرت جينات والدهم طبيعتهم ومزاجهم كأوضح ما تكون الطبيعة والمزاج.
د. الطيب النقر
المصدر: صحيفة الراكوبة