خالد فضل
روان تاج السر ؛ أصالة عن نفسها ونيابة عن نحو 20 ألف سوداني/ة كان الحظ قد حالفهم في الفوز بالهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر البرنامج المعروف باللوتتري للعام 2025م , عبّرت عن إحباطهم من قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضية بوقف منح التأشيرات لمواطني عدد من الدول من ضمنها السودان , وناشدت في كلمة لها نشرت قبل فترة في بعض المواقع الإعلامية السودانية , سعادة رئيس الوزراء د. كامل إدريس بالتفاهم مع الإدارة الأمريكية لتذليل الصعاب التي تواجه أملهم المنشود . ولم تنس روان حشر جملة إعتراضية في مناشدتها تشير إلى إتجاه البلاد نحو الديمقراطية والسلطة المدنية بتعيين السيد كامل. أحد المعلقين الظرفاء كتب يقول للأستاذة روان : طيّب إذا البلد ماشة كويس نحو الديمقراطية والمدنية ما تقعدوا معانا تستمتعوا بالديمقراطية والمدنية ماشين ليه منها .
في الواقع , ظنت الاستاذة المكلومة بفقدان فرصة العمر أنّ مثل تلك العبارات مما يروق للدكتور كامل سماعه , ربما حظيت (ببخرة) ممن يعرفون السيد الرئيس لذلك حشرتها حشرا لا يتسق مع السياق ابدا , فهي تبدي حسرتها وأسفها على الفرج القريب الجا وما وصل ؛ كما في تعبير الرائع الراحل حميّد , وتعرف أنّ قرارات الإدارة الأمريكية وإجراءات مؤسساتها تقابلها إدارات ومؤسسات دولة محترمة , فهل تراءى لتلك الأستاذة شبح دولة ومؤسسات فيما بين يدي السيد كامل . أم ظنت الأمر مثل مطالب أهلنا في الريف عندما يزورهم مسؤول كبير , يهيجو الخلا بالكفوف .. كما في حداء الجميل الدوش , ثم يهتفون دايرلنا بوصطة ومدرسة وصطى والأفندي يبتسم بأقصى درجات إفترار الشفتين , يردد حاضر تصدقت البوصطة والمدرسة الوصطى , ويتفرق الجمع البرئ يحلم بالجوابات واصلة والوليدات قارية لحد ما يدهمهم الذي لا راد له من عقابيل الإستهتار , فإذا بالبلد كلها مليشيات .. قال بوصطة ومدرسة وصطى !!
لا نغادر أمل روان قبل أن أطلب بصفتي الشخصية أنا الزول الهوين ده من سعادة الرئيس ترامب أن ينظر إلى مناشدة روان وصحبها المحظوظين مع وقف الحظ , بعين الصفقات الرابحة , لقد علّق ابني الكبير الشاب الجامهي عقب خسارته الفوز باللوتري الموقوف , في منشور على حسابه بالفيسبوك (يا ترامب والله خسرت ليك زول كويس خلاس) , بالفعل خسر ترامب (أزوال كويسين خلاس) يهتفون بل بس وجغم بس تبع تبع , لكن ما يسعدهم حقا هو الظفر باللوتري الأمريكي ليبدأوا حياة ما ذاقوا لها طعما حتى بلغوا سن التقديم , فيا سعادة ترامبنا لا نكلفك عناء المجئ إلينا , نحن شعب في دولة قريبة من غينيا بيساو وما بعيدة من موريتانيا , وكمان نتحدث الإنجليزية نص نص , بصراحة ما زي رئيس ليبيريا . لكن ممكن رئيس الوزراء الجديد بتاعنا يعمل لينا المعاينات نيابة عننا لأنه يجيد ثلاثة لغات . وأهو يكون حقق آمالنا وكل مهاجر عقبالو .. تيررر .. رررا .
خبر آخر مما يسعد السودانيين ويخفف قليلا من إحباط روان وصحبها الميامين , هو إلغاء الغرامات المترتبة على مخالفة شروط الإقامة في دولة الإمارات العربية المتحدة , آآآيي زاتا . آلاف السوادنة فرحوا فرحا قدر الدنيا عندما ذهبوا لنقطة التاشير .. وجنبلق جنبلق دخلوا الجوازات فإذا هي مؤشرة تسعد السودانيين . مش كده كمان بعضهم أخذ مساعدة الكوارث مئات الدراهم , تساوي كم بجنيه سيدنا جبرين ؟؟ ومعاها كرتونة مواد غذائية من نبع زائد الخير .. هكذا قرأت في تقرير منشور ..
أما السعادة الكبرى للسودانيين فهي أخبار تعيين التكنوقراطيين في تشكيلة أمل وبدر .. حين كتب ود إدريس تكنوقراط تكنوقراط .. قرأت أمل .. درف درف .. جبرين جبرين .. جنرالين للحكم المحلي وشؤون الدين .. وجنرالين بس للدفاع والداخلية .. ومهندسة للصناعة , وطبيب شاعر يداوي المشاعر المجروحة والأنفس المكلومة بتاعت ناس روان وولدي . يا سلام كما تردد هدى عربي بفرحها الطفولي ذاك !! بمناسبة درف , يمكن نسأل الاستاذ عبدالعزيز عشر إنْ كان الرجل من شلة (الحديدة) إياها , فقد ران على السودان جيل من التكنوقراط في النيابة والقضاء والمحاماة شرط التوظيف التنظيم وشرط التنظيم (أن يكون الطالب في كلية القانون على الحديدة) وحدث ما حدث من تمكين , ليرحم الله استاذنا شيخي كمال الجزولي فقد كتب , ليس فيهم موسى كلهم فرعون..
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة