حضور رغم الغياب !!
أطياف
صباح محمد الحسن
الوقت كلما عبرت من خلاله المؤامرة
جمع لها كل ادوات السقوط وكشف عن أن آخر مراحل العزلة.. قد تكون الاستسلام
ولم يستطع رئيس الوفد الحكومي محمد بشير أبو نمو أن يكون صادقا وشفافا في إفادته بعد عودة وفد الحكومة السودانية من جدة ، عندما قال إن المشاورات مع الجانب الأمريكي، إنتهت دون إتفاق على مشاركة الوفد في مفاوضات جنيف، ولم يذكر الوزير الأسباب التي جعلت مشاركة الوفد غير مقبولة
ولم يقل إن العقبة كانت رغبة امريكا في حضور شخصيات تمثل القوات المسلحة وليست الحكومة الكيزانية ولا الحركات المسلحة
وعودة الوفد الي السودان كشفت لحكومة الكيزان ماكانت تخشاه ليس انها غير مرحب بها على طاولة التفاوض ان كانت في جنيف او جدة ، ولكن ليس مسموح لها ان تمارس الخدعة السياسية ايضا وان زمن التلاعب الذي درجت عليه الفلول في السابق انتهى أوانه كما أن عدم الإعتراف بها بعد ان كان قولا ، اصبح فعلا يجعل وفودها تحل وترحل دون ان تترك أثرا
ولأن الحكومة كما ذكرنا ارسلت وفدها لمعرفة ماتحتويه ورقة جنيف لا اكثر قالت الخارجية أمس بعد عودة وزير المعادن الي بورتسودان إن الجانب الأميركي لم يقدم خلال اجتماعات جدة ما يبرر إنشاء منبر جديد للمفاوضات!!
وكأن هذا السؤال يعني الشعب المكلوم في شي
والوفد اكد أن مهمته الضحلة انحصرت في معرفة اسباب الدعوة لمباحثات جنيف وهذا يعني أن جنيف تشكل ( بعبعا) جعل هم الوفد كله ان يعرف ماذا هناك!!
وغريب أن تسأل الحكومة عن مبررات لقيام مباحثات جنيف
وهي التي تعلم أن عدم استجابتها للدعوات المتتالية للتفاوض بجدة ، لايمنحها الحق في عقد حاجب الدهشة لقيام منبر آخر ، لأن هروبها المتكرر كان سببا في قيام اكثر من منبر بغية أن يتم إقناعها بأن التفاوض هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السودانية ووقف الحرب
ولو ذهبت الحكومة من قبل الي جدة لما كانت الوساطة بحاجة الي وسيلة ضغط اخرى في سويسرا حتى تثنيها عن مواقفها المتعنته التي تسببت في إطالة امد الحرب وفي قتل المئات من الشعب السوداني اما بالنار او بالجوع
وامريكا يبدو.. انه لايعنيها ماصرح به الوفد بل ولايعنيها ايضا ان رفضت الحكومة المشاركة في المباحاث او قبلت لأن الحكومة نفسها غير معنية بالدعوة
والدليل انها ماضيه في ما دعت اليه حتى أن
المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو اعلن بالأمس عن وصوله إلى جنيف لإجراء محادثات بشأن الأزمة السودانية ويأمل “بنتائح إيجابية” جاء هذا التصريح بعد عودة الوفد الحكومي الي السودان وعقب إعلان الحكومة عدم توصلها الي إتفاق يمكنها من المشاركة في مباحثات سويسرا اي أن امريكا توكد حضورها رغم الغياب
إذن أن بيرييلو حاول ان يبعث برسالة فحواها أن المباحثات قائمة في موعدها بالرغم من إعتذار طرف أساسي واصيل فيها !!
إعلان لايصب في قالب التفسير إلا لسببين لاثالث لهما اولهما اما أن البرهان اعطى كلمة وموعدا للوساطة اكد بها مشاركة القوات المسلحة بعيدا عن رغبة الحكومة، لاسيما ان الأوساط تهمس بزيارة سرية قام بها الجنرال الي السعودية سبقت ذهاب الوفد اليها بيوم ، وإن حدث ذلك يطرأ الإستفاهم عن ماذا قدم الجنرال من تعهدات وإلتزامات للوساطة ، جعلت امريكا لاتبالي من انسحاب وفد الحكومة وان ( آخر همها) ان توافق او تعتذر فهل عقد الجنرال صفقة سرية بعيدا عن فلول النظام البائد!! هل يفاجئ القائد الشعب ويعلن انحيازه الي خياراته ورغبته الملحة في وقف هذا العبث!!
ام أن السبب الآخر اصبح يفرضه فقه الضرورة الذي ربما يحعل امريكا تضرب خيام مباحثاتها في موعدها المعلن بحضور طرف واحد لتقدم مسوغا واضحا ومباشرا يجعلها تكشف عن نيتها الانتقال الي الخطة ( ب) !!
فهل تضع الوساطة الأزمة السودانية بتفاصيلها الإنسانية الكارثية امامها وتعلن عن قرار يجعلها صاحبة الفصل والحسم لفوضى الميدان لوضع حد لنهاية المأساة ، الانتقال الي المربع الثاني الذي إن تم وحدث تكون ايضا الفلول سببا فيه كما تسببت في الحرب لطالما انها تعمل لإضاعة فرصة السلام بسلام ، وتتحمل تبعات الخطوة ومايترتب عليها من آثار !!
لهذا فإن الإحتمالين ان كانت أمريكا تعتمد مليا على واحد منهما يكون حرصها وتمسكها بقيام المباحثات ( على أي حال) امرا طبيعيا وواردا. !!
طيف أخير :
#لا_ للحرب
في هذه الحرب دفع هذا الشعب كل مايملك لشراء الأمان واليوم يدفع روحه ثمنا
لشراء السلام
الجريدة
المصدر: صحيفة الراكوبة