اخبار السودان

حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا يمكن أن تساعد في إبطاء التقدم الروسي

حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا يمكن أن تساعد في إبطاء التقدم الروسي

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، أعرب زيلينسكي عن امتنانه لمجلس النواب الأمريكي بعد الموافقة على حزمة مساعدات عسكرية جديدة لبلاده
  • Author, جيمس ووترهاوس
  • Role, مراسل بي بي سي كييف

أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن امتنانه لمجلس النواب الأمريكي لموافقته على حزمة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا بعد أشهر من التأخير. وأكد زيلينسكي أن هذه المساعدات قد تنقذ حياة الآلاف.

ورغم أنه ليس من الغريب أن يقرر السياسيون مصير أي بلد، يبدو من غير المألوف إلى حد كبير أن يتوقف وجود دولة ما على نتيجة تصويت يُجرى على بعد 5000 ميل كما حدث في هذه الحالة.

وبالنسبة لأوكرانيا، كان الانتظار لستة أشهر للحصول على هذه الحزمة من المساعدات العسكرية مكلفاً بقدر ما كان محبطاً.

فقد كلف نقص الذخائر أوكرانيا الكثير من الأرواح.

وفي هذه الفترة من التعزيزات الاستثنائية التي تتلقاها كييف، كانت الموافقة على دفعة جديدة من الدعم العسكري الأمريكي بالغة الأهمية بالنسبة لأوكرانيا. فوصول الأسلحة الأمريكية سوف يمكن قواتها المحاصرة من القيام بما هو أكثر من مجرد الصمود. رغم ذلك، لن تكون هذه الحزمة حل سحريا يهب النصر لأوكرانيا.

ما هي حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا؟

غالباً ما ستحتوي هذه الحزمة على أنظمة دفاع جوي، وصواريخ متوسطة إلى بعيدة المدى وقذائف مدفعية.

وقد أدى نقص هذه الأسلحة لدى الجانب الأوكراني في الفترة الأخيرة إلى سيطرة القوات الروسية على مئات الكيلومترات الإضافية من الأراضي.

وبعد وصول المساعدات، من المحتمل أن تتمكن أوكرانيا من التصدي للتفوق الجوي الروسي وإحباط خطوط الإمدادات الروسية وإبطاء تقدم القوات الروسية على الأرض.

بالنسبة لفيتالي، وهو جندي أوكراني في الخدمة التقينا به في وسط كييف، من المهم في المرحلة الحالية التركيز على الإيجابيات. وأكد لنا أن “كل سنت مهم. هناك حاجة ماسة لذلك. نحن بحاجة إلى كل شيء. كل عبوة طلقات، كل سنت، كل فكرة إيجابية. نحن بحاجة إلى كل ذلك”.

وعندما كنت في منطقة دونيتسك الشهر الماضي، قال الجنود إن معظم قذائف المدفعية كانت قادمة من الجانب الروسي. وكانت مدن مثل كوستيانتينيفكا وكراماتورسك تستعد لما قد يحدث. هذه المساعدات قد تنقذ تلك المدن.

ولن يمنح الدعم العسكري الجديد أوكرانيا الوسائل الفورية للبدء في تحرير الأراضي وإجبار روسيا على العودة، لكنه يتوقع أن يهيئ لها الفرصة للقيام بذلك في المستقبل.

لكن هناك ثمة إجماع في كييف وواشنطن على أنه بدون هذه المساعدات الأمريكية فإن أوكرانيا سوف تخسر.

قوات أوكرانية

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، كلف نقص الذخائر أوكرانيا الكثير من الأرواح في الفترة الأخيرة

“أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا”

في صباح يوم أحد بائس حيث يتفوق دفء مترو كييف دائماً على الشوارع الرطبة أعلاه، التقينا بمكسيم، الذي أعرب عن سعادته بالموافقة على المساعدات الأمريكية أخيراً.

وقال مكسيم: “أنا سعيد حقاً بذلك. أشعر بخيبة أمل بعض الشيء لأن الأمر استغرق وقتًا طويلاً. لكن على أي حال، أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً”.

مع ذلك، أخبرنا أنه يشعر بالإحباط بسبب الجدل المتزايد حول ما إذا كان ينبغي لأوكرانيا التفاوض على السلام مع روسيا على حساب الأرض.

وأوضح أن “روسيا لا تريد التفاوض. إنهم لا يريدون هذه الأرض الوسطى التي تعتقد أوروبا والولايات المتحدة أنها ستنهي هذه الحرب. إنهم يريدون كل شيء”.

التقينا أيضاً بامرأة تدعى فيتا، تمسك بيد ابنها وتسحبه من القطار، والتي تساءلت: “كيف يمكن لأوكرانيا أن تعيش بدونها (المساعدات)؟ لا يمكن ذلك. ليس لدينا مثل هذا الجيش والأسلحة”.

وأضافت بانفعال وهي تومئ برأسها نحو ابنها: “هذا مستحيل. نحن في حاجة ماسة إلى المساعدات حتى يتمكن أطفالنا من البقاء على قيد الحياة، لذلك ننتظر”.

ولم تكشف الأشهر الستة الماضية عن هيمنة روسيا على المشهد فحسب، بل كشفت أيضاً عن عجز أوروبا عن تقديم نفس المستوى من الدعم الذي توفره الولايات المتحدة.

وقال ميكولا بيليسكوف، زميل المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الإستراتيجية: “نحن بحاجة إلى التفكير في فرضية عدم تمرير هذه الحزمة من المساعدات الأمريكية”.

وأضاف: “لهذا السبب يرجع الأمر إلى المملكة المتحدة وأوروبا فيما يتعلق بزيادة إنتاج الأسلحة لتلبية متطلبات أوكرانيا”.

أما بالنسبة للهدف الواقعي لكييف هذا العام، فإن ميكولا يأمل أن تؤدي هذه المساعدات الأمريكية إلى تحقيق الاستقرار في الخطوط الأمامية.

محطات مترو الأنفاق

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة، مدنيون أوكرانيون يتخذون من محطات مترو الأنفاق ملاجئ

الديمقراطية تستغرق وقتاً

وعلى الرغم من عودة الوحدة الغربية لأوكرانيا، فإن الأهم بالنسبة لكييف دائماً هو الوقت الذي يستغرقه وصول المساعدات.

ومن المؤكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يواجه الكثير من العقبات السياسية عندما يتعلق الأمر بالإنفاق العسكري.

فالتأخير في اتخاذ القرار بسبب الإجراءات الديمقراطية لا يقتصر على الحلفاء في الخارج فقط فأوكرانيا لديها مشاكلها الخاصة فيما يتعلق بحشد عدد كاف من الرجال لجهودها الحربية. فعلى سبيل المثال، تم إقرار قانون التجنيد المثير للجدل بعد أشهر من المناقشات والتعديلات.

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *