حزب الأمة القومي والدعم السريع
بمناسبة الموضوع المنتشر في الميديا حول تنصيب الدعم السريع لإدارة مدنية لولاية الجزيرة، وحديث البعض عن انتماء رئيس هذه الإدارة لحزب الأمة القومي، وهو حديث قصد به البعض دعم فكرة كاذبة روجت لها ابواق الحرب واذيال النظام البائد، بان حزب الأمة القوي وبل قحت باجمعها هي الزراع السياسي للدعم السريع، وهي كذبة من السذاجة والبؤس ان الرد عليها نزولا عن العقل، وتخل عن المنطق.
لكن ماذا نفعل في وقت لم يعد العقل قيمة مطلوبة، ولا المنطق بضاعة مجزية، اذ صار السودان عبارة عن بركة تنق فيها ضفادع بلا عقول، وتصرخ فيها أفواه بلا منطق، وتهرطق فيها الحائمة والسائمة والقطيع.
الواقع الراهن على بؤسه، يستفزنا للرد على بعض الكذب، وبعض الضلال والفجور، فمن قال ان حزب الأمة القومي حليف للدعم السريع من المتكوزنين الجدد فهو يريد ان يغطي على حلفه الفاحش والظاهر مع الكيزان الذين اسقطتهم ثورة ديسمبر فأطلقوا هذه الحرب من أجل عودتهم للسلطة، وهاهم يستغلون هذه الأبواق ويمنون عليها بالمال والاعلام ويصدرونها للناس في ثوب قشيب من الخارج، ومن داخلها (بو) ينعق فيه بوم الخراب والانتهازية.
لو أراد الأمة القومي التحالف مع الدعم السريع أو غيره، فهو ليس جبانا ولا يخشى من اتخاذ الموقف الذي يراه صائبا، ولتحالف معه في وضح النهار، ولقال ذلك في وجه اي كوز او جياشي او متكوزن، حزب فقد رئيسه دفاعا عن السودان على يد الطاغية نميري، لا يوجد عنده كبير ولا لشيء ليدخره، ويقول للاعور اعورا في وجهه، ولكنه لا يؤمن بذلك، بل يؤمن بإيقاف هذه الحرب فورا.
الذين دعموا الدعم السريع في هذه الحرب طائفة واسعة من الناس ذوو انتماءات مختلفة طبيعي ان يكون من بينهم بعض أعضاء الأمة القومي، لأنه اكبر حزب في السودان، كما ان الذين دعموا الجيش في هذه الحرب طائفة واسعة من الناس ذوو انتماءات مختلفة وطبيعي ان يكون من بينهم بعض أعضاء حزب الأمة القومي. بينما مؤسسات حزب الأمة القومي موقفها ثابت وواضح وراسخ من هذه الحرب، انه ضدها ويدعو لايقافها ولا يدعم اي طرف فيها.
الذين خرجوا عن موقف حزب الأمة القومي المعلن من عضويته ودعموا الجيش او الدعم السريع، لا يمثلون الا انفسهم، ولا يمكن اطلاقا ان ينسب فعلهم باعتباره فعل الحزب بكامله، هل المندوب الدائم للسودان في الامم المتحدة الحارث ادريس الذي يدعم الجيش وينافح عنه في أعظم ردهات السياسة العالمية، وهو من أعضاء حزب الأمة القومي، هل يمثل موقفه الداعم للجيش موقف حزب الأمة القومي؟!!.
الذين يريدون ان يجردوا حزب الأمة القومي من موقفه الرافض للحرب، يعملون من أجل تحويل السودان الى فسطاطين فقط، فسطاط الجيش وفسطاط الدعم السريع، بينما حزب الأمة القومي يقف في فسطاط ثالث هو لا للحرب، وتقف معه كل القوى السياسية الثورية والوطنية المؤمنة بالحرية والعدالة والسلام، وهو الفسطاط الوحيد الأخلاقي الذي نجا من قتل السودانيين وتشريدهم ونهبهم وقصفهم بطائرات الموت والمسيرات، وهو الفسطاط الوحيد القادر على إعادة توحيد السودان، وإزالة اسباب الاحتقان والكراهية التي يبثها فسطاطي الحرب الذين تنازلوا عن كل الأخلاق وكل القيم السودانية ودمروا السودان وبعثرو وحدته ومزقوا نسيجه الاجتماعي، وان يوم قريب قادم، سيحاسبون على ما فعلوا واجرموا في حق هذا الشعب والوطن، يظنونه بعيدا ونراه أقرب من حبل الوريد.
يوسف السندي
المصدر: صحيفة الراكوبة