اخبار السودان

حرب السودان : تهافت المشايخ

محمد الصادق

 

بلا مقدمات او اسباب ظاهرة

اندلعت الحرب

التي فاجأت الجميع

وكان واضحا

أنها ستكون “مهلكة” للكل،

فالحرب اندلعت داخل الجيش ،

“منه فيه”

ومع ذلك نري بصورة واضحة

تهافت بعض رجال الدين

كل مع طرف ،

فشيوخ الجيش يرون الحق معهم

وكذلك شيوخ الدعم !!

هذا أدي الي تثبيت الصراع

فكل يعتبر نفسه علي حق،

وكلا الفصيلين

يحسب قتلاه شهداء !!

(قتلانا في الجنة

وقتلاكم في النار)

كل يوم ينعي الناعي

نفر من هنا ونفر من هناك

كان يفترض من الشيوخ

أن يبينوا منذ البداية

أن هذه الحرب

لا شرعية دينية لها

لأن المتقاتلين جميعهم مسلمون ،

وقد ظلوا لعشر سنوات

يخوضون الحروب كجيش واحد ،

لقد عرف عن الجندي السوداني

انه جندي منضبط

ومطيع لأوامر رؤسائه

وهو مدرب علي ذلك ،

والشيء الواضح

أن الجنود في الميدان

الممسكون بالبنادق

من كلا الطرفين

لا يدركون شيئا

عن الأسباب الحقيقة للحرب

ولا يعرفون بالضبط

لماذا هم يقاتلون اخوانهم،

وانما هم في الغالب

ينفذون الأوامر التي تأتيهم.

أنظر كيف أن أعداء الجيش

لعقود من الزمان

صاروا الآن معه

في خندق واحد

ومؤكد أن أعداء اليوم

سيكونون أحباء في الغد

وسيلعنون كل من كانوا

ينفخون في نار الحرب

ولقد آسفني جدا

حديث قائد كبير ،

ان احد المنتمين لقواته

اعتقل اخاه من الجانب الآخر،

فبئس الأخ

وبئست الأخوة!!

الانقسامات السياسية

موجودة في كل مكان

لكن انحياز اي مكوّن عسكري خاصة اذا كان هذا المكون قوة نظامية

تنتمي لجيش البلاد

فهذا امر غير مقبول

مهما كانت المبررات.

هنالك موّال متداول:

“من اطلق الرصاصة الأولي؟؟”

وهذا كلام فارغ ،

فاطلاق الرصاصة الأولي

لا يعني قيام الحرب ،

فحتي الدفاع عن النفس

له حدود وله ضوابط

ولا يعني قتالا مستمرا!!!

وقد تحدثنا من قبل

ان الدين الأسلامي

لا يجيز اطلاقا

قتال المسلم للمسلم،

وهناك حديث ما معناه:

(اذا التقي المسلم والمسلم بسيفهما

“فالجاغم والمجغوم”

في النار) ،

ولكن بعض الأئمة المضلين

يزينون لكلا الطرفين

ان الذين يقاتلونهم

هم الفئة الباغية ،

ففي القرآن

اشارة الي ذلك بالطبع

لكن قتال الفئة الباغية

يأتي بعد استنفاد فرص الاصلاح

بين المتقاتلين ،

والنص القرآني واضح :

{وَإِن طَاۤئفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ٱقۡتَتَلُوا۟

((فَأَصۡلِحُوا۟ بَیۡنَهُمَاۖ))}

وهذا ما كان يجب علي الشيوخ تبيينه ،

وكان عليهم أن يقوموا بالإصلاح

اتباعا لأمر القرآن

لكن معظم الشيوخ

وخاصة العلماء وأساتذة الجامعات

لاذوا بالصمت

وربما اكتفوا بدعاء مثل هذا :

“اللهم أصلح ذات بين السودانين وأجمع شملهم ووحد كلمتهم

ووحد صفوفهم

وأخرج الشيطان من بينهم واصرف عنهم كيد الأعداء

وابعد عنهم الفتن

ما ظهر منها وما بطن

اللهم ولّي من يصلح

وانصر الإسلام والمسلمين … الخ”

لكن العلماء بالخارج

كانت لهم مواقف معروفة،

مثل موقف الأمين العام

للاتحاد العالمي

لعلماء المسلمين :

“السودانُ لا بَواكِيَ له!

السودانُ اليوم

َ يُسَدِّدُ ثَمَنَ مَواقِفِه

المُنتَصِرَةِ للثَّوابِتِ والهِوِيَّةِ العَربيَّةِ والإسلاميَّةِ.

إنَّهُ يَستحِقُّ من العَربِ والمُسلِمينَ ،

قَبلَ غَيرِهم ،

الإسنادَ في وَقفِ هذهِ الحَربِ

أولًا ، ثمَّ مُعالجَةَ تَداعياتِها ثانيًا، وِفقَ التَّوجيهِ القُرآنيِّ الرَّبَّانيِّ: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ …َ﴾

[الحجرات: 910].

د. علي محمَّد الصَّلَّابي

الأمين العام

للاتحاد العالمي

لعلماء المسلمين”

وهناك موقف قديم

لحالة مشابهة

فمن فتاوى الامام العلامة

المحدث مقبل بن هادي الوادعي ،

في حرب 1994م

بين شمال وجنوب اليمن .

“يقول السائل….

فضيلة الشيخ ما حكم الحرب الدائرة في هذه الأيام بين الشمال والجنوب ؟

فاجاب الشيخ…

يا إخواننا: النبي يقول:

( إذا التقى المسلمان بسيفيهما

فالقاتل والمقتول في النار)،

فهذه الحرب محرمة بين المسلمين ،

والواجب يا إخواننا

أن تقوم الدول العربية والإسلامية

بوقف هذه الحرب الجائرة،

وأن تصلح بين إخواننا ،

ويقاتلوا الطائفة التي ترفض الامتثال إلى أمر الله ،

لقوله تعالى :

{وإن طائفتان …}”

يقول أحد المثقفين المصريين :

“مازال بعض أئمة المساجد

متعجرفين ومتعالين على الناس

وكأنهم أنبياء أو رسل

وأن كلامهم هو الصح

ومادونه هم الغلط

مع أن أكثرهم ساقط ثانويه ازهريه عدة سنوات

وخلص الجامعه

على سن ال35 سنه على الأقل!!

اليوم

وبعد إنتهاء حديث ما بعد صلاة العصر

فى أحد المساجد

دعا الشيخ بقوله

(اللهم انصر اخواننا فى السودان)!!

فذهبت إليه

ودار هذا الحديث بينى وبينه:

من هم إخواننا فى السودان يا مولانا ؟

فنظر إلي باستغراب واستهجان وقال : من هم على الحق!

ومن على الحق يا مولانا؟ والاثنين سودانيين؟

وربنا قال : {وإن وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا

فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا…}

فقال الله اعلم

طيب ليه تدعى ياشيخ

ما دمت تعلم أن الله يعلم..

ياريت يا شيخ

تدعيلهم بتآلف قلوبهم

ووقف الحرب بينهم..

تهافت المشايخ

أدي الي تمادي الطرفين

في التنكيل بالآخر ،

وخرق القواعد المتبعة في القتال ،

وظهور تصرفات غير معهودة

مثل النهب والإتلاف المتعمد ، واعاقة دفن الجثث ،

بل والتمثيل بها ،

وعدم مراعاة حقوق المدنيين ،

بل حتي ان الطرفين

اعاقا وصول الإغاثات والإعانات التي تم ارسالها

من الخارج.

 

□■□■□■□■

>>> تذكرة متكررة

 

نذكّر بالدعاء علي الظالمين

في كل الأوقات .. وفي الصلاة

وخاصة في القنوت

قبل الركوع الثاني

في الصبح

علي الذين سفكوا الدماء

واستحيوا النساء

((واخرجوا الناس من ديارهم

بغير حق))

واسترهبوا الناس

النساء والاطفال وكبار السن

وساموهم سوء العذاب

وعلي كل من أعان علي ذلك

بأدني فعل أو قول

(اللهم اجعل ثأرنا

علي من ظلمنا)

فالله .. لا يهمل

ادعوا عليهم ما حييتم

ولا تيأسوا ..

فالله (قادر)

والله (غالب)

ودعاء المظلوم مستجاب

ما في ذلك شك :

{قُلۡ مَا یَعۡبَؤُا۟ بِكُمۡ رَبِّی

لَوۡلَا دُعَاۤؤُكُم}.

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *