اخبار السودان

حرب السودان.. أعداد القتلى العسكريين محجوبة والصراع يدخل مرحلة جديدة

خاص: التغيير

يجري تعتيم إعلامي كبير من طرفي حرب السودان حول أعداد القتلى في صفوفهم. فيما من جانبها تنشر الشرطة السودانية صوراً لمنسوبيها الذي قتلوا في المعارك بحسب بيانات النعي، كما تفعل كتيبة البراء المشاركة في القتال إلى جانب الجيش صور بعض منسوبيها الذين قتلوا في المعارك وأطلقت اسم أحد قتلاها على سلاح مدفعي “حمزة اسطنبول”!

ودافع الخبير العسكري اللواء أمين إسماعيل، عن عدم ذكر الخسائر البشرية، مشدداً على ضرورتها لحفظ الروح المعنوية أثناء المعركة.

وقال في مقابلة مع (التغيير)، إن حسابات الخسائر البشرية واللوجستية يتم عبر لجان الحصر والتقييم لكل القوى المكونة للجيوش (البرية، الجوية، البحرية) بجانب أفرع وإدارات القوات المسلحة والمعسكرات والأسلحة والمعدات.

اللواء أمين إسماعيل: يتم حجب أعداد القتلى العسكريين حفاظاً على الروح المعنوية

وأضاف إسماعيل إنه يتم تقدير القيمة المالية التي تشمل مكافآت تدفع لأسر الشهداء، ويتم حساب تكاليف علاج الجرحى، ومن الجانب اللوجستي يتم حساب تكاليف الأجهزة والمعدات والمباني.

وأشار الخبير العسكري إلى أن القوات المسلحة تقوم بوضع خطة للاستعواض لكافة الخسائر؛ البشرية يتم التجنيد لتغطيتها، أما الأسلحة والذخائر توضع في قوائم للشراء والمباني تتم إعادة تشييدها.

لكن أحد القادة العسكريين يتبع للحركات المسلحة قال إنه يجزم بأن القتلى في صفوف قوات الدعم السريع أكثر بكثير من القتلى في صفوف الجيش، عازياً الأمر إلى أن الدعم السريع يقوم بالهجوم والتحرك فيما تقوم القوات المسلحة بالدفاع الأمر الذي يعرض الأولى لخسائر بشرية أكبر.

وأكد القائد العسكري الذي فضل حجب اسمه لـ(التغيير) سقوط مئات القتلى من الدعم السريع في مدينة نيالا وحدها، مشيراً إلى أن بعض منسوبي الحركات كانوا يقومون بدفن جثامينهم.

وقال ضابط رفيع في الجيش السوداني في مقابلة مع (التغيير)، إن طريقة الحصر التي تعتمدها القيادة العسكرية تتم من الوحدات الصغرى إلى الكبرى بحيث تقوم كل وحدة بحصر خسائرها وخسائر العدو وتقوم بإرسالها في تقارير راتبة للقيادة العامة.

الأسرى

منذ اندلاع الحرب درج الطرفان على نشر فيديوهات لأسراهم ولكن لا توجد إحصاءات دقيقة لعدد الأسرى العسكريين مفصلة بالرتب العسكرية.

وقال الناطق الرسمي باسم الصليب الأحمر، عدنان حزام لـ(التغيير)، إنهم سهلوا خلال العام الماضي عملية الإفراج عن 565 محتجز يتبعون للجهتين.

من جانبه، يقول المحلل السياسي محمد لطيف إن هناك 500 ضابط يتبعون للقوات المسلحة أسرى لدى الدعم السريع، فيما أشار مصدر من الدعم السريع لوجود عدد كبير من الأسرى بين الجنود والضباط محتجزين لديهم وموزعين في مناطق سيطرتهم. وأكد عدم قدرته على تقديم رقم محدد.

بينما قال مصدر يتبع للحركات المسلحة، إن أسرى الجيش وصلوا لأعداد كبيرة، وأكد أنهم في دارفور وحدها وصلوا لأكثر من ألف أسير!

خسائر المعدات العسكرية

الفيديوهات المنشورة من ساحات القتال تكشف عن دمار هائل للمباني والبنية التحتية التي شملت تفجير جسر شمبات الذي يربط بين مدينتي بحري وأم درمان والحرائق الهائلة في مصفاة الجيلي للنفط.

أما الخسائر العسكرية للطرفين فيقوم كل طرف باستعراض ما تم تدميره من سيارات ومعدات قتالية ودبابات وطائرات ما ينبئ بخسائر كبيرة في المقدرات العسكرية.

وقال مصدر مطلع من الجيش، إن قوات الدعم السريع فقدت عدداً هائلاً من سياراتها، مشيراً إلى أنهم يستخدمون المواتر في الهجوم على قرى الجزيرة!

مصدر في الدعم السريع: أسقطنا أكثر من 76 طائرة عسكرية ودمرنا أكثر من 500 دبابة

من جانبها، تدعي قوات الدعم السريع إسقاط أكثر من 76 طائرة (ميج، سوخوي، انتنوف) إضافة إلى عدد كبير جداً من الطائرات المسيرة وفق ما قاله مصدر فضل حجب اسمه لـ(التغيير).

وأضاف أن قوات الدعم السريع دمرت في مكان واحد 87 دبابة في معسكر الباقير اللواء الأول إضافة إلى أعداد كبيرة من الدبابات في مقرات رئاسات الفرق. وتابع: “أي فرقة بها وحدة مدرعات وعادة الوحدة فيها أكثر من 50 دبابة إضافة إلى الدبابات في رئاسات الألوية فوق 15 دبابة في كل لواء لذلك يمكن أن نقول إننا دمرنا أكثر من 500 دبابة”.

وقال المصدر الذي ينتمي للدعم السريع إنهم استلموا عدداً كبيراً جداً من الدبابات بحالة جيدة، ونبه إلى أن أعداد السيارات لا تحصى!

وقلل المصدر المنتمي للدعم السريع من الخسائر التي تعرضت لها قواتهم وقال إنهم يستطيعون تعويض جميع خسائرهم عبر ما يتم الحصول عليه في الفرق العسكرية التابعة للجيش.

استنزاف طويل الأمد

ووصف المستشار العسكري السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي العقيد عادل عبد الكافي، خسائر الحرب العسكرية في السودان بـ”الفادحة” على صعيد العنصر البشري الذي يتم القتال به وعلى مستوى المعدات العسكرية “الأسلحة البرية والطيران”.

وقال عبد الكافي لـ(التغيير)، إن استمرار الصراع يعتبر استنزافاً لجميع مقدرات الدولة السودانية سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي، مشدداً على أن المشكلة الأكبر هي عدم استقرار السودان وربما تفكيكه.

“هذه الأسلحة يفترض أن تحمي أجواء السودان وحدوده”.

المستشار العسكري السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي: استمرار الصراع  يستنزف جميع مقدرات الدولة السودانية عسكرياً واقتصادياً

واتهم المستشار العسكري السابق للقائد الأعلى للجيش الليبي، روسيا بأنها تقوم بتزويد أحد طرفي الصراع بالسلاح والوقود الذي أكد انطلاقه من الأراضي الليبية من أجل تغذية الصراع، مشيراً إلى رغبتهم في الاستحواذ على مناجم الذهب.

وأكد عبد الكافي حصول الطرفين على دعم خارجي، منوهاً إلى أنه السبب وراء إطالة أمد الصراع فيما وصفه بحالة من الاستنزاف طويل الأمد، معرباً عن أمله في أن يجلس الطرفان المتحاربان على طاولة لإنهاء هذا الصراع ولم شتات البلد.

وأضاف: “ما يحزننا نزوح السودانيبن إلى دول الجوار ومنها ليبيا”. مشدداً على أن الأطراف المتحاربة يجب أن تعي حجم المأساة والكارثة الإنسانية.

مراحل جديدة للصراع

سقوط مسيرة تم وصفها بـ”الانتحارية” على تجمع رمضاني ضم أفرادا من كتيبة البراء بن مالك الجهادية التي تقاتل إلى جانب الجيش في مدينة عطبرة نقل الصراع إلى مرحلة جديدة تعني انتشار الحرب إلى الولايات الآمنة عبر سلاح الجو!

وعدم إصدار الجيش لبيان يوضح ملابسات الحادث فتح باب التكهنات على مصراعيها وسمح بنشر الشائعات التي تقول إن خلافاً داخل الجيش نفسه حول مشاركة الكتائب الإسلامية برايات وقيادات منفصلة هو ما أدى إلى قصف الجيش لتجمع الكتيبة. لكن مصدراً عسكرياً نفى إمكانية تطور الخلافات لدرجة شن هجوم عسكري، متهماً خلايا تابعة لقوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم.

سقوط ثلاث مسيرات أخرى في مدينة القضارف بتاريخ 9 أبريل استهدف مباني المخابرات بالولاية أثار فزعاً هائلاً خاصةً وأن المصادر أكدت سقوط مسيرتين في الليلة السابقة لهجوم القضارف بمنطقة الفاو في حدود ولاية القضارف.

من جهته، كشف مصدر عسكري تابع للجيش، عن هجوم عبر مسيرة حدث في منطقة المدينة عرب بولاية الجزيرة قبل حادثة القضارف، مرجحاً تبعيتها لقوات الدعم السريع.

وقال مصدر مطلع لـ(التغيير)، إن صور المسيرات تشير إلى أنها نسخة صينية عن المسيرات الانتحارية الإيرانية، مشيراً إلى وجود مصانع تجارية تسمح بشراء هذه المسيرات بدون قيود، كاشفاً عن رخص أسعارها.

المنافسة في التسليح الجوي دون شك ستوسع دائرة الحرب لتشمل الولايات الشمالية والشرقية التي كانت في مأمن طوال العام الأول من الحرب، وستختلف حتماً خريطة السيطرة والنفوذ في مطلع العام الثاني للحرب!

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *