حذر رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي، ياسر عرمان، من تصاعد النفوذ العسكري على حساب المدنيين في السودان.
الخرطوم _ التغيير
و اعتبر عرمان أن الجيش وقوات الدعم السريع يخوضان صراعاً من أجل السلطة والموارد، وليس من أجل وحدة البلاد أو مصالح شعبها.
وفي ورقة قدمها خلال مؤتمر السلام العالمي الخامس في فنلندا ، انتقد عرمان الخطابات المتناقضة للطرفين، حيث يصف الجيش الحرب بـ«حرب الكرامة»، بينما تعتبرها قوات الدعم السريع «حرب هدم دولة 1956»، مشدداً على أن كلا المشروعين يقودان إلى الديكتاتورية والتسلط.
وأشار إلى أن ما يمكن أن يوحد السودانيين هو خطاب ثورة ديسمبر والمطالب التاريخية للثورات الشعبية منذ عام 1924، مؤكداً أن حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية السودانية لعبا دوراً محورياً في إشعال الحرب، بعد أن أطاحت بهما ثورة سلمية فتحت الباب لمرحلة انتقالية ديمقراطية.
وأوضح أن السودان شهد خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تحولات إيجابية، منها رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، واستئناف التعاون مع المؤسسات المالية الدولية، قبل أن يدفع التيار الإسلامي داخل الأجهزة الأمنية نحو انقلاب 15 أبريل لاستعادة السيطرة على الدولة.
ودعا عرمان المجتمعين الإقليمي والدولي إلى تصنيف المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية كمنظمات إرهابية، واصفاً الأخيرة بأنها جماعة فاشية بنت نظاماً قمعياً وتمييزياً، ولا تزال تشكل عقبة أمام السلام والديمقراطية رغم سقوطها بثورة شعبية.
وفي تحول لافت، أعلن عرمان تخليه عن الكفاح المسلح، مؤكداً التزامه بالنضال السلمي الجماهيري لتحقيق الأهداف السياسية، ضمن تحالف القوى الثورية الديمقراطية «صمود».
وشدد على ضرورة وقف إنساني طويل لإطلاق النار، يفتح الممرات الإنسانية ويحمي المدنيين، ويضع بعثة سلام لمراقبة الالتزام، مشيراً إلى أن هذا الوقف يجب أن يكون جزءاً من خطة شاملة لحل الكارثة الإنسانية والسياسية.
واختتم بالتحذير من تشرذم القطاع الأمني ووجود عشرات الميليشيات والجيوش الموازية، التي تنتهك حقوق المواطنين وتنهب موارد البلاد، مؤكداً أن السلام والاستقرار والديمقراطية لا يمكن تحقيقها دون بناء جيش وطني مهني موحد.
المصدر: صحيفة التغيير