اخبار السودان

حرب الأخوة الأعداء، وهل الحل فى البل والجغم كما يردد، أم فى وقف الحرب، وماهى الأسباب الحقيقية التى أوصلت إخوة الدين والوطن الواحد لهذه الخصومة 

بقلم المهندس / سلمان إسماعيل بخيت على الرباطابى

فى البدء أود أن أهنىء القوات المسلحة السودانية على التقدم الذى حققته فى ميدان حرب مدينة أم درمان على قوات البغي والعدوان مليشيا الدعم السريع الأرهابية المتمردة ، وأسميه تقدم ولا أسميه إنتصار لأن الإنتصار لا يتجزأ وسوف لن نعلن الإنتصار إلا بعد دحر قوى الشر المتمردة جميعها خارج السودان ووقوف جنودنا الأشاوش على حدودنا الغربية مع تشاد وافريقيا الوسطى    …

أقول لمواطنى بلادي ممن يؤيدون إستمرار القتال وويعارضون وقفها حتى خروج أخر متمرد من بيوت المواطنين ، واقول لهم عليكم بالصبر وأود أن أؤكد لكم أننا سنظل صابرين صامدين ننتظر يوم الفرح الكبير ولكن نخشى أن يعلن تحرير ولاية الخرطوم ويندفع سكانها المبعثرين فى مدن وقرى السودان ومدن دول الجوار نحو ولايتي الخرطوم والجزيرة  قبل أن تنجز الدولة تطهير ونظافة الجرح من كل صديد علق به حتى لا يعود الإلتهاب ويتسبب فى بتر هذا الجسم ، وبالصديد هنا أود أن أنبه الى أن بعض وليس كل من بقى داخل ولاية الخرطوم ولم يغادر منزله ليس نتيجة لعجز وعدم القدرة على تكاليف الخروج ولكن بعضهم وليس كلهم لديهم مآرب أخرى شاهدناهم يدخلوا بيوت المواطنين وينهبون ما تركه الجنجويد ، فالجنجويد من سودانين وأجانب يركزون على سرقة العربات خاصة ذات الدفع الرباعي مع الأجهزة الألكترونية والكهربائية وما ، وقد لاحظتم أن الجنجويد يدخلون عنوة لبيوت المواطنين وينهبون كل ما غلاء ثمنه وخفه حمله ليأتى من بعدهم لصوص المنازل ويحملون ماتبقى ولايتركون أى شىء حتى البنابر والجرادل والأباريق سرقوها ، واخرون يعملون كمرشدين للسارقين من الجنسين ووجود أمثال هؤلاء وسط سكان ولاية الخرطوم والجزيرة سيعود بنا لما حدث بعد 15 أبريل 2023م …

بعد أن تنجز الأجهزة الأمنية المكلفة بالتحرير مهامها يترك أمر نظافة ولايتي الخرطوم والجزيرة لمعالى وزير الداخلية وولاة الولايات المسئولين عن ادارة الشرطة بولايتى الخرطوم والجزيرة لفحص ملف كل اسرة وتمنح كل أسرة ما يثبت انها لا تعيش فى وضع قانونى بمنزل مملوك لها أو بمنزل مسـتأجر لها بموجب عقد ايجار موثق ومعتمد من مكتب عقارى ومسجل لدى منصة إيجار فمازال السودان يعيش فى العصر الحجرى ، أخيك يعمل بالسعودية وأنت كنت تعمل بقطر يمكن أن تأخذ اسرتك وتسكن فى منزل شقيقك دون ما يثبت العلاقة بينكما ، لذا أن تكون هذه الحرب بداية لحياة جديدة متحضرة متمدنة بمستندات موثقة ومثبته على منصات إلكترونية ، عليه نطالب وهذا من مسئولية ولاة الولايات نحو مواطنيهم أن يؤسسوا لمنصات إلكترونية تبين المستندات التى تبيح لها البقاء كمستوطن بولاية الخرطوم والجزيرة والولايات الأخرى يمكن أن تصدر كبطاقات خضراء وصفراء وحمراء كل حسب الوضع القانونى لكل أسرة ويمكن أن تستبدل البطاقة الصفراء والحمراء ببطاقة خضراء متى ما أكملت الأسرة هذه النواقص ، أما حملة البطاقة الحمراء الذين لم يتمكنوا من تحسين وضعهم لللإنتقال للون الأخضر ، فلن يعودوا لمنزلهم ويتم تسليمهم للقوات المسلحة لتتولى ترحيلهم خارج الولاية لأن غالبيتهم ليس من أصول سودانية فيتم التفاهم مع دولهم للعودة اليها وفى حال اصحاب التخصصات النادرة من الأجانب التى يحتاج لها الوطن يمنح الأجنبى عقد عمل مع صاحب المصنع الذى يرغب فيه ويكون مسئولا عن سكنه وغذاءه وأمنه وكل تصرفاته ويحاسب الكفيل عن أى خطأ يرتكبه مكفوله ، ومن بين المواطنين السودانين تشمل البطاقة الحمراء من لا يملكون مسكن بولاية الخرطوم أو ولاية الجزيرة بموجب شهادة بحث ملكية عين أو ملكية منفعة وليس لديهم مهنة ولا قدره مالية لشراء منزل ويتم ترحيلهم لقراهم بالولايات الاخرى على أن تتولى ولايتهم الأصلية  منحهم قطعة ارض كمسكن وقطعة أرض كمزرعة ليعيشوا حياة كريمة وهنا يبرز دور الحكومة المركزية فى تطوير الريف ليكون قابل للحياة بتوفر المستشفيات والمدارس وضروريات الحياة من أمن وغذاء لأن تدهور الريف وانعدام جميع سبل الحياة فيه هى من دفع لهجرة انسان الريف للمدن حتى تردت اوضاع تلك المدن واصبحت اسوأ من الريف وهذا ما حدث بالسودان بعد هذه الحرب ومن قبلها ، وسيفاجأ والى ولاية الخرطوم ان نصف سكان ولايته من خارج السودان او من حملة البطاقة الحمراء من تنقصهم المؤهلات للحياة بالمدن ، كما سيفاجأ والى ولاية الجزيرة أن عمالة تم استجلابها من خارج السودان للقيط القطن وتم تسكينهم فيما يعرف بالكنابي CAMP تحولوا لمواطنين سودانين بموجب جنسيات مزورة منحت لهم أبان فترة انتخابات الديمقراطيات المزورة مدنية كانت او عسكرية فى عهد المخلوع …

ماذا سيحدث لو فجأة صدر بيان من اللفريق أول العطا أو أى قائد آخر بأن ولاية الخرطوم خالية من الجنجويد وعلى المواطنين العودة لمنازلهم ؟ نتمنى ألا يحدث ذلك ، لأن الوضع الأمنى والمعيشي والخدمى داخل ولايتي الخرطوم والجزيرة لم يعد مناسبا للعودة ، ولنبدأ بالجامعات والمدارس والمستشفيات ، هل هى بوضع يسمح لطلاب الجامعات والمراحل الأخرى بالعودة لمدرجاتهم وفصولهم ومواصلة ما أنقطع فى يوم 15 أبريل 2023م ؟ أشك فى ذلك ، هل مستشفيات ولاية الخرطوم على إستعداد تام لإستقبال المرضى ؟ أشك فى ذلك ، هل أفران ولاية الخرطوم على إستعداد تام لإنتاج ما يكفى هذه الملايين حين تعود لملء الأفواه ؟ أشك فى ذلك ، هل شبكة الكهرباء وشبكات المياه وشبكات الأنترنت والهاتف جاهزة ؟ أشك فى ذلك ، هل مطار الخرطوم جاهز لإستقبال العائدون من خارج السودان ؟ أم يذهب الناس لبورتسودان وحلفا ثم يأتون بالنقل البرى ؟ لو أن دراسة من يسكنون فى عدد من البيوت من مجرمين لم تكتمل وتعرضت بعض الأسر للنهب تحت تهديد السلاح ، فهل توجد شرطة لحمايتهم ومحاسبة المجرمين ؟ أشك فى ذلك ، لكل هذا ولأشياء أخرى لا داعى لذكرها مازلت اصر أن عودة أصحاب هذه البيوت يجب أن يظلوا فى الأمكان التى هم بها حاليا مع كل ما يعانون حتى تعالج الدولة ممثلة فى ولايتي الخرطوم والجزيرة كل ما يتوقع من مشكلات خدمية أمنية غذائية صحية قد تواجههم ، وإلا ستعيش الحكومة تحت ضغط يصعب علاجه ، فولاية الخرطوم مثلا تصلح للسكن بعد فترة لا تقل عن عام كامل بعد هزيمة مليشيا الدعم السريع الأرهابية وإكتمال إجراءات تنظيف الجرح من الصديد بعد التأكد من أن هذا الورم حميد وليس ورما سرطانيا خبيث ، ويبقى هنالك أمر فى غاية الأهمية وهو مسح لكامل التراب بولاية الخرطوم داخل البيوت وخارجها بأجهزة الكشف عن الذهب والمعادن لأننا لا نستبعد أن تكون هذه العصابات الأرهابية والتى مازال جزء منها متخلف داخل مدن ولاية الخرطوم يمنون انفسهم بالعودة لنهب ما تبقى او نهب ما سيأتى به اصحاب هذه المنازل من غربتهم وبهذه الكاشفات ستكتشف الأجهزة الأمنية سلاحا متطورا وذخيرة وقد تجد خزن مليئة بالمال وسيارات دفنها هؤلاء المجرمون ومنهم من قتل ولم يعد لها أضف الى ذلك ضرورة جمع جميع المواتر والسلاح النارى والأبيض ومنع إستخدامها  داخل ولاية الخرطوم والجزيرة ونتمنى ألا نرى موتر أو ركشة بعد هذه الحرب وأن يتم بناء عامة حديثة وأن تكون وسائل المواصلات الطرفية للمدن عبر البصات 45 راكب ما فوق وداخل المدن باستخدام قاطرات المترو أكان ذلك على سطح الأرض أو معلق على جسر خرسانى أو داخل نفق أرضى …

اذا افترضنا ان الجيش يحتاج الى 20 شهرا لهزيمة وطرد جميع تشكيلات مليشيا الدعم السريع الأرهابية خارج السودان ، فإننا نحتاج الى 12 شهرا أخرى لتنظيف ولاية الخرطوم من أثار هذا الأعتداء ولن أكون متفائلا جدا وأقول لكم ما قاله الأخ اللواء الخبير الأستراتيجي دكتور أمين إسماعيل والفريق فتح الرحمن محى الدين واخرين بأن هزيمة الجنجويد لن تحتاج لأكثر من شهر ونحن حاليا فى شهرنا العاشر يعنى لو كنا حمل لوضعنا حملنا لذا دعونا نفكر بعقلانية ونضع كل العوائق التى قد تعترضنا حتى لا نفاجأ بعمل لم نحطاط له وهذا ما جعل دكتور امين اسماعيل واللواء فتح الرحمن محى الدين قدموا تصورا تنتهى فيه هذه المعركة لم يكن دقيقا بل أن ضابط برتبة فريق وكان قائدا لسلاح المدفعية بعطبرة توقع الهزيمة لمليشيا الدعم السريع فى يومين لتمتد الحرب حاليا لمايزيد عن 300 يوم ونحن ليس لدينا اعتراض على قضاء الله وهذه الحرب قد يكون فيها كفارة لذنوب اقترفناها او لشرك ابتلينا به دون ان ننتبه لهذا الأثم الكبير وقد نبهت لذلك حين رأيت القائد البرهان يستقبل الفاتح البرعي والطيب الجد ود بدر فى قصر الشعب وقلت لأخى القائد أبتعد عن أمثال هؤلاء الصوفية فمجرد السلام عليهم بغرض التبريكات أو طلبا للمنفعة فهو شرك عظيم وحدث ماحدث …

كثر الحديث عن المطالبة بوقف الحرب وكانت أخر محاولة مصدرها راديو دبنقا تحت عنوان وفيات فى الخرطوم بسبب الجوع وتوقف المطابخ الجماعية فى الخرطوم بحرى نشره محرر الراكوبة يوم 19 فبراير 2024م أى بعد 24 ساعة فقط من هزيمة الجنجويد فى أمدرمان وتحكم الجيش فى الشريط الغربى لولاية الخرطوم من كررى وحتى جبل الأولياء وبالتالى إنقطاع المدد الذى كان يأتى للجنجويد من الغرب حاملا السلاح والذخيرة والغذاء والدواء وحاملا المدد بمقاتلين لتعويض من هلك منهم ويريدون بهذا الخبر ان يتدفق عليهم العون والدعم والغذاء لأنقاذ المواطنين الجوعي ونحن نعلم أنهم يريدون اطعام الجنجويد حتى يقوي ويقف على اقدامه لقتال جنودنا الأشاوش ، لكن نقول لمن بث هذا الخبر TOOOO LATE  خلاص قيم أوفر GAME OVER الحرب بدأت مسرعة نحو هدفها النهائى ولا أحد يمسك بكوابح وفرامل يمكن أن توقفها وكل من يحاول ان يعترض طريقها ليوقفها سوف تأكله نيرانها وليس أمامكم سوى حل واحد لوقفها وهو أن تسلموا سلاحكم وسياراتكم وما نهبتموه وتذهبوا للمحاكم لتنالوا الجزاء العادل …

قد يسأل الكثيرون ، هل نحن كشعب سوداني عرف بحسن الخلق نستحق مثل هذا العقاب القاسي ؟ أقول وبملء فمى : نعم ، نحن نستحق ذلك ، ونعم نحن معروفون بحسن خلقنا ولكنها ليس خلق الإسلام القويم الصحيح ولكنه إسلام الصوفية الذى لا يخلو من أخطاء يصل بعضها للشرك بالله، ومحبتنا لله ولرسوله وأن الله اذا احب عبده أبتلاه ، وأى عقاب يأتينا من الله فيه خير كثير علينا إن لم يكن فى الدنيا فقد يكون فى الأخرة ، لكن هنالك فئة ضالة منا وتحديدا فى تسعينيات القرن الماضى أبان حكم الكيزان أكثرت من الأفعال التى لا ترضى الله من أكل أموال الناس بالباطل وكلنا شاهد على أن ما دخل على مجتمعنا من ممارسات غريبة جاء بها الكيزان تسببت فى إفقار رجال المال والأعمال الصالحين الذين كنا نعرفهم وأستبدلوا برجال مال واعمال جدد من طائفة الكيزان ، فأين أعمال عمنا ابراهيم طلب واولاده وأين أعمال فتح الرحمن البشير وحاج أحمد أبوزيد وإبراهيم مالك وعلى دنقلا وبقية العقد الفريد من رجال حفروا الصخر بأظافرهم ليبنوا هذا المجد ليظهر لنا بين ليلة وضحاها رجال أعمال منعمين لا نعرف مصدر اموالهم أمثال جمال الوالى وعبد الله حسن أحمد البشير وأخوانه وخاله وكثيرون منا وجدوا ضمن اسرهم أثرياء ولا يعرفون من اين اتوا بكل هذه المليارات ، فما هى اسباب كل هذه الإنقلاب فى الأوضاع الإقتصادية التى قلبت موازين الحياة وجعلت من العزيز ذليلا ومن الذليل عزيزا ، إن الأمر كله بيد الله يرفع من يشاء ويخفض من يشاء ولمن يريد أن يعرف الأسباب نذكركم بخروج أبونا أدم وأمنا حواء من الجنة وطلب إبليس من ربه أن يأذن له بمرافقتهما للأرض بغرض إغوائهما وذريتهما ، فكيف علم إبليس أن آدم وذريته سينزلون إلى الأرض ؛ لأنه قال لله تعالى : إنه سيغوي ذرية آدم في الأرض ، فكيف كان سيغويهم، وآدم لم ينزل إلى الأرض وقتها إستناداً إلى قوله تعالى (قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِى لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ) ؟ فقد كان إبليس لعنه الله من سكان السماء مع الملائكة وقد أعلم الله سبحانه الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة ، ولما خلق آدم علمت الملائكة أنه المقصود بخلافة الأرض ، فمن هنا علم إبليس لعنه الله وجود آدم في الأرض . وقد دلت آية سورة الحجر على أن إبليس ذكر في محاورته ، ما دل على أنه يريد إغواء أهل الأرض في قوله تعالى : ( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) [الحجر: 39، 40]؛ فإن كان آدم قد خلق في الجنة في السماء ثم  هبط إلى الأرض ، فإنَّ علم إبليس بأن آدم يصير إلى الأرض قد حصل من إخبار الله تعالى بأن يجعله في الأرض خليفة ، فعلم أنه صائر إلى الأرض بعد حين ،   هذه الجزئية نقلتها لكم من موقع ( الإسلام سؤال وجواب ) ..

فمابين نزول ادم وذريته للأرض وطوفان نوح عليه السلام مضت عشرة قرون تمكن ابليس لعنة الله عليه أن يجعل بنى ادم فيها فاسقين فاجرين لدرجة أن تمنى نبى الله نوح من ربه ان يهلكهم بالطوفان وأوحى اليه ربه أن ابنى سفينة حمل عليها اتباعه من المؤمنين وكل جوزين من مخلوقات الله الأخرى وكان الكفار يضحكون عليه لأنى يقطع شجر الغابة ويبنى سفينة كبيرة بعيدا عن ساحل البحر وهم لا يدرون أن الله سينزل مطرا تستمر لمدة 150 يوما غطت كل اليابسة من ارض وجبال وغابات وحملت معها سفينة نوح ومن تبعه من اسرته واغرقت من لم يؤمن بما جاء به من ربه ومن بينهم زوجتة وابنه ، ثم بدأت المياه فى الأنحسار لمدة 40 يوما وكانت الحقبة بين ادم ونوح هى الحقبة الأولى ثم جاءت الحقبة الثانية من عهد نوح الى عهد ابراهيم عليهما السلام وهانحن نعيش فى حقبة الأسلام التى بدأت بإبراهيم عليه السلام وسوف تنتهى بأتباع محمد صلى الله عليه وسلم وما بينهما من ديانات نذكر منها رسالتي موسي عليه السلام لبنى اسرائيل وعيسى بن مريم عليه السلام بالديانة النصرانية … فبين ادم ونوح عشرة قرون ، وبين نوح وابراهيم عشرة قرون وبين ابراهيم وموسى 700 سنة وبين موسى وعيسى 1500 سنة وبين عيسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم 600 سنة وإن كانت هنالك بعض الأختلافات فى هذه المدد الزمنية ليست ذات تأثير كبير على موضوعنا ، ليبقى السؤال المهم : هل ما فعله أهل السودان من ذنوب يرقى لما فعله قوم نوح ولوط وعاد وثمود وهذه الروايات التى نقلها لنا القرأن ، هنا فقط اذكر كل من يقرأ هذا المقال أن بينكم مايسمى بأبليس وذريته وكان أول إنجاز لهم على الأرض أن قتل قابيل أخيه هابيل ، ثم تتالت الجرائم حتى قتل عمر البشير 300 ألف مسلم بينهم حفظة لكتاب الله فى دارفور ومازال يتهرب من القصاص مابين الخرطوم واستنبول وينام ويضحك ويأكل ويشرب بل نقلت لنا الأخبار زواجه الثالث ، كنت اتابع افراد اسرتي من كانوا يسكنون بولاية الخرطوم بعد أن توزعوا بين مدن وقرى نهر النيل السودانية واخرون يمموا وجههم شمالا نحو مصر واخرون شرقا لدول الخليج وظننت انه عقاب قاسي لم يناله بشر غيرنا ، حتى حين تابعت حديث نقل على الوسائط عن الأنفجار الشمسي لتبدأ الشمس نشاطها مبكرا في مطلع العام 2024م  إذ قال علماء من مختبر علم الفلك الشمسي التابع لمعهد أبحاث الفضاء التابع للأكاديمية الروسية للعلوم ومعهد الطاقة الشمسية الأرضية ، إن أقوى توهج للدورة الشمسية الحالية حدث بالفعل ، ولا ينبغي أن يسبب أي ظواهر على الأرض ولكن قد أوضح بعض  العلماء أن التوهج هو أول انفجار قوي حقًا للدورة الشمسية الحالية ويمكن وصفه ، دون مبالغة ، بأنه حدث ذو قوة استثنائية . الانفجار أقوى بنحو مرتين من الانفجارات السابقة لهذه الدورة. وفقًا للتقرير الأولي، تم منح التوهج درجة X5.0. والتوهج الذي كان يحتل المرتبة الأولى سابقًا ، حصل على درجة X2.8″. .

وأشار العلماء إلى أن سبب الانفجار هو تراكم الطاقة المغناطيسية والكهربائية في الهالة الشمسية نتيجة حركة البقع الشمسية . والتقط القمر الصناعي الصيني لاستكشاف الطاقة الشمسية كوافو1 صورا لهذا التوهج الذي بلغ ذروته عند الساعة 5:55 صباحًا بتوقيت بكين فجر الاثنين . فالتوهجات الشمسية هي انفجارات كبيرة من سطح الشمس تنبعث منها رشقات نارية مكثفة من الإشعاع الكهرومغناطيسي، والتي يمكن أن تستمر دقائق فقط. يتم تصنيفها على أساس قوتها، حيث تعتبر الفئة A هي الأصغر، تليها الفئة B وC وM وX باعتبارها الأكثر قوة ( منقول ) .

ويمكن أن تؤثر التوهجات والانفجارات الشمسية على الاتصالات اللاسلكية عالية التردد وشبكات الطاقة الكهربائية وإشارات الملاحة، وتشكل مخاطر على المركبات الفضائية ورواد الفضاء ، فتذكرت إنقطاع الانترنت والأتصالات التى عمت مدن السودان لفترة لم تتجاوز الأسبوع وما حدث من ضيق وضجر ، فواصلت متابعتى للانفجار الشمسي ووجدت بعض المواقع تتحدث عن العديد من جزر المحيط الهادى شمال شرق استراليا وجنوب شرق الفلبين من أن العديد من الجزر المأهولة بالسكان سوف تختفى عن عالمنا نهائيا وتذكرت بكاء وعويل بعض أهل السودان من فقد سيارته أو شاسة تلفاز مقارنة بمن سيفقد وطنه بكامله لذا علينا ان نكثر من الحمد والشكر لله مع كل ما قد فقدناه ونحن فى مزرعة الدنيا نزرع لنحصد ثمارها فى الأخرة نعيم دائم بإذن الله …

يبقى السؤال المهم جدا وهو لم السودان دون غيره من جيران ؟

يقول المثل : الشجرة المثمرة ترمي بالحجارة حتى تسقط لك ثمارها من تمر او فاكهة تشبعك ولكن الأمر فى السودان أخذ مسارا أخطر مما نعيشه نحن حاليا ، تذكرون أحبتى المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي لعام 1991 الذي عقد في السودان من قبل حسن عبد الله الترابي  بغرض توحيد المجاهدين والعناصر الإسلامية الأخرى فى جميع دول العالم في أعقاب الانسحاب السوفيتي من أفغانستان والهزيمة العراقية في حرب الخليج ، وسعى إلى توفير بديل لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي تهيمن عليها السعودية، وإن لم يكن لديه وسائله المالية.

وقد عقد في الفترة من 25 إلى 28 أبريل ، جمع بين أجزاء متباينة من العالم الإسلامي في محاولة للوحدة الإسلامية والعربية  وتشير التقديرات إلى أنه ضم 500 شخص ، من 45 دولة  واجتمع المؤتمر مرة أخرى في ديسمبر 1993 وعقد اجتماعا ثالثا في مارسأبريل 1995.

وقد أشير إلى أن الترابي أعرب عن أمله في  بلورة السخط في العالم العربي بجمعه تحت شعار واحد، المسلحين الإسلاميين المتشددين، والقوميين .  وأشار النقاد إلى أن المؤتمر له أيضاً أغراض محلية للترابي ونظامه، ولا سيما «تشديد قبضته» على السودان باعتباره قائدا «للجماهير المسلمة التقدمية ، و«إخفاء» النظام  أصوله الضيقة  و افتقاره الدعم الجماهيري

هذا الإجتماع الذى أنتخب فيه  حسن الترابي أمينا عاما  للمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي  وإبراهيم السنوسي نائبا للأمين العام وعضوية كل من : أسامة بن لادن و أيمن الظواهري من الجهاد الإسلامي المصري وكل من  علي مهدي ، سعد التكريتي، ابن مدير المخابرات العراقية  ، عبد الله فاضل، وزير الأوقاف الدينية العراقي،  عبد اللطيف عربيات،  ياسر عرفات،  منير شفيق ، نايف حواتمة، جورج حبش،  أعضاء حماس خالد مشعل، إبراهيم غوشة، ومنير سعيد ، فتحي الشقاقي عضو حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين،  جبار عمار عضو حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين،  عماد مغنية من حزب الله،  راشد الغنوشي، مؤسس النهضة التونسي ،عبد المجيد الزنداني، مؤسس حزب الإصلاح اليمن ،  محمد جمال خليفة ، غلبدين حكمتيار، زعيم الحزب الإسلامي لأفغانستان ، عبد رب الرسول سياف، عباس مدني ،  إبراهيم شكري،] مأمون الهضيبي، ومصطفى مشهور من الإخوان المسلمون ،  محمد عبد الرحمن خليفة، زعيم الإخوان المسلمون في الأردن،  عدنان سعد الدين، زعيم فصيل للإخوان المسلمون في سوريا،  مبارك علي الجيلاني، مؤسس جماعة الفقراء،  محمد أحمد الشريف،  قاضي حسين أحمد،  ديفيد بيدكوك، مؤسس الحزب الإسلامي في بريطانيا،  عبد الباري عطوان، ناشر القدس العربي،  كارلوس الثعلب،  أبو نضال،  قادة الجماعة الإسلامية ، عضاء الحرس الثوري الإيراني،  أعضاء وزارة الاستخبارات الإيرانية،  أعضاء الجمعية الإسلامية الأفغانية،  أعضاء الجماعة الإسلامية الباكستانية، أعضاء الجهاد الإسلامي الإريترية،  أعضاء جبهة تحرير أورومو، أعضاء جماعة الإخوان المسلمين اللبنانية ، مندوبون من نقابة عمال العراق،  مندوبون من الجماهيرية العربية الليبية

كيف كان يفكر حسن الترابى حين دعى للمؤتمر الشعبي العربي الإسلامي  ؟

تذكرون أن المخلوع عمر البشير فى الشهور الأولى بعد نجاح  إنقلاب الحركة الأسلامية السودانية الذى سمي بثورة الأنقاذ على حكومة الصادق المهدى الديمقراطية  كان كثيرا ما يقول لنا أنهم ورثوا خزينة فارغة من أى مال بالعملة الأجنبية ، بل على ما أذكر أنه قال أن كل ما وجد بخزينة بنك السودان لايتجاوز المائة ألف دولار ، ولكن خلال مدة زمنية قصيرة جدا فوجىء الشعب السودانى بحكومة تملك ملايين الدولارات وبدأت تؤسس لشركات ومصانع حكومية متخصصة فى التصنيع الحربى وبدأت تجهز فى متحركات صيف العبور مدعومة بكتائب الدفاع الشعبى ومجندي الحركة الأسلامية السودانية وغيرها لحرب الجنوب التى قضى فيها كثير من شباب السودان الشمالى والجنوبى وبدأنا نسمع بأحاديث عن كرامات تنزلت عليهم وكيف أن الملائكة كانت تسقيهم بسحب تساق لهم حين يعطشون وتطعهم حين يجوعون وكيف أن السحب كانت تظلهم من أشعة الشمس حين يشعرون بالحر وبدأنا نسمع بتعالى وصل لدرجة ان امريكا روسيا قد دني عذابها وهكذا ، وبعد كل هذه الأكاذيب فوجئنا بهم ينهارون ويستسلمون ويسلموا 18% من سكان الجنوب المسلمين و 65% من سكانه اللادينين لفئة يدينون بالديانة النصرانية لا تتجاوز الـ 17% من سكان جنوب السودان ، كل هذا حدث فيما بين 2005م الى 2011م بعد أن حدثت المفاصلة بين الترابى وتلامذته فى 1999م ، الذين ابعدوه خوفا منه فكل من تحدثنا اليه عن هذا الرجل قالوا أن الترابى يحمل  خططا عالميا ويفكر فى نقل كل عضو بالحركة الأسلامية العالمية المنتشرة فى أوربا والدول العربية والأسيوية وامريكا الشمالية والجنوبية بل وفى العالم أجمع لدولة تكون خاصة بالكيزان على نظير دولة الفاتيكان المسيحية وهنا شعر بعض تلامذته الذين كانوا يتوقون لتولى القيادة بعد شيخهم ، فكانت المفاصلة التى ابعدت الترابى عن اى شأن يتعلق بادارة الدولة فى العام 1995م ، قد يقول البعض لقد كانت حكومة عبود أفضل من حكومة نميرى ومع ذلك حكم عبود 6 سنوات بينما نميرى حكم 16 سنة ، وحكومة نميرى بكل المقاييس كانت أفضل من حكومة البشير ليحكم البشير 30 عاما ونميرى 16 عاما ، يرجح كثيرون ان سياسة التمكين لفصل الألاف من وظائفهم وإستبدالهم بموالين لجماعة الأخوان المسلمين وهى من أفكار الترابى هى من أسهمت فى ان يمتد حكم عمر البشير لثلاثة عقود

لماذا لم يفصح حسن الترابى بكل افكاره لتلامذته أمثال على عثمان محمد طه وغازى صلاح الدين وسيد الخطيب وهل كان أتباعه بالمؤتمر الشعبى من شباب الحركة الأسلامية أمثال دكتور المحبوب عبد السلام والدكتور بشير أدم رحمة وهل فى زيارته لأمريكا أتفق مع اللوبى الصهيونى بإخلاء السودان من غالبية سكانه وانه يود ترحيل كل اتباع حماس والجهاد من فلسطيني الضفة وغزة ليقيموا اقامة دائمة للسودان مع ضمانة من امريكا والغرب بعدم الأعتداء عليهم فى وطنهم الموعود وانهم يضمنون بهذا التفكير الجديد سلامة وامن أسرائيل ، قد تكون هذه المعلومة صحيحة وقد تكون غير صحيحة وأنها لأقلام لا تحب حسن الترابى أو الحركة الأسلامية وإن كان الجميع يتفق على أن تنظيم الأخوان المسلمين خرج من رحم الماسونية وان الماسونية خرجت من رحم الصهيونية والصهيونية ماهى الا فكر يعادى كل الرسالات السماوية ولم تسلم أى ديانة سماوية منها ، إلا ان حركة الأخوان المسلمين خرج من رحمها أجنة لا تقل خطرا عن الأم الصهيونية نذكر منها تنظيم القاعدة والجهاد وحماس وداعش وبوكو حرام والحبل على الجرار ، فما يهمنا نحن كيف نؤسس لنظام حكم بعيدا عن كل هذه الحركات الأسلامية المتطرفة وما دام الحرب بين اسرائيل وحماس ماتزال مستعرة فنحن فى السودان لن نعيش فى امان لأن السودان كأرض خصبة صالحة للزراعة تزيد عن 42 مليون فدان قابلة للزيادة والأستصلاح مع مياه سطحية جارية بنهر النيل وفروعه ومياه الأمطار والمياه الجوفية بالحقل النوبى وحقل بارا وغيره ، وهذه المميزات التى يمتاز بها السودان تشكل سبب أساسى للأضرار به وسبق ان ذكرنا أن الشجرة المثمرة ترمي بالحجارة

ساعدونا بالدعاء أن يحفظ الله السودان

مع خالص تحياتى

المهندس /  / سلمان إسماعيل بخيت على الرباطابى

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *