اخبار السودان

حتى لا ننسى : حوارات في وجه الشمس

عمر الحويج

 

حوار : رقم [1]

 

[ توباك ]

أتوا به أمام المحقق عارياً من جسده الذي مزقه النازيون الجدد

المحقق : أنت القاتل

توباك : نعم أنا القاتل

المحقق : كيف قتلته ؟؟

توباك : قتلته هكذا .. بالسلمية

المحقق : كيف قتلته بالسلمية ؟؟

توباك : المقتول أمروه بقتلي إذا سمعني أهتف ..

(حرية سلام وعدالة)

المحقق : وهل سمعك تهتف بكلمات الهرج والمرج هذه .

توباك : نعم سمعني .

المحقق : وهل قام بقتلك ..؟؟

توباك : لا بل إبتسم في وجهي

المحقق : ثم .. ماذا حدث له بعد ذلك .. قمت بقتله ..؟؟

توباك : لا .. هم قتلوه ……!!!!

المحقق : هل لديك أقوال أخرى ..

توباك : نعم لدي أقوال .. أخرى

أصبحت أنا ..

المقتول .. القاتل

وأصبح هو ..

القاتل .. المقتول ..!!!

 

[ لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية ]

 

***

 

حوار : رقم [2]

 

قلت له :

كيف تحكمون بعد نصركم .. ؟؟ .

قال لي :

نحكم بما أنزل الله وشرعه من شورى

بديقراطية وحرية وعدالة .. !! .

قلت له :

ومن الذي سيحكم ..؟؟ .

قال لي :

طبعاً .. هو زعيم الأشاوس .

قلت له :

وكيف يكون الحكم .. ؟؟ .

قال لي :

بديمقراطية أهل الحل والعقد .. !! .

قلت له :

ما هو برنامجكم للحكم .. ؟؟ .

قال لي :

نقلب عاليها واطيها

نحكم نحن والنار ولعت

والجلابة يمشوا يطَّفوها .. !! .

قلت له :

وما خططكم المستقبلية .. ؟؟ .

قال لي :

إزاحة دولة [56] الظالمة

من على وجه الأرض

ثم إعادة بناء دولتنا

الحلم الجديدة ..!!

ومن ثم التفرغ لإنشاء دولتنا

الكبرى العظيمة من دول

الساحل والصحراء الوسيعة .. !!

قلت له :

ثم ماذا بعد .. ؟؟ .

قال لي :

الجلابة يبادون ومن باب

الرحمة يستبعدون .. !! .

 

[ لا للحرب .. نعم للسلاوالدولة مدنية ]

 

***

 

حوار : رقم [3]

 

قلت له : لماذا تقتلونا هكذا .. سنبلة!!؟؟ .

قال لي : لأنكم ولدتم في ثلاثينيتنا ولم تحافظوا على أبوتنا لكم .

قلت له : لماذا جعلتمونا

نازحين لاجئيين نائحين

فزعين مقبورين ..!!؟؟ .

قال لي : لأنكم لم تعودوا تشبهوننا

في أخلاقنا التي

تشربتموها منا وغيرتموها

بأخلاق ثورتكم المصنوعة ..!! .

قلت له : ولماذا تدمرون

بنية بلادنا التحتية .

قال لي : نحن بنيناها لأنفسنا .

ونحن نأخذها معنا لأنفسنا !! .

عماراتنا شركاتنا مؤسساتنا

وحتى ملاهينا لأطفالنا ومنتزهاتنا !! .

نحن قد بنيناها بضراعاتنا ومنهوباتنا .

قلت له : لكنها أكثرها كانت قائمة

منذ الزمان البعيد بناها

أجداددنا وأباؤنا ..!! .

قال لي : لن نأخذ إلا جديدنا .

أما قديمكم سنقبره

تحت رماد أرضكم

بعد تركها قاحلة جرداء .

لأنها شيدت قبل إسلامنا .

فمن واجبنا أن ندفنها

بعيداً عن مقابر موتانا .

قلت له : ألم يكن هناك

حل غير هذه الحرب .

اللعينة العبثية .

قال لي : فكرنا في حلول أخرى .

وجدنا حلنا الذي يناسبنا .

قلت له : وماهو .. !!؟؟ .

قال لي : قررنا أن يكون الأمر

بيننا “علينا وعلى أعدائنا” .

قلت له : ومن هم أعداؤكم ..!!؟؟

قال لي : أعداؤنا كل

من شارك في إسقاطنا

وكل من ساهم في

إراسلنا إلى مزابل تاريخنا .

قلت له : وماذا عن تؤامكم

الذي خرج من رحمكم .. ؟؟ .

وتمردوا عليكم كما ترددون

وهم الذين حاربوكم بالسلاح

لا نحن الذين حربناكم بالسلمية .

قال لي : نعم هم خرجوا من رحمنا

صحيح لكن ..

” عمره الدم ماببقى مية” !! .

وغداً نعود حتماً نعود ،

ممكن نعود للتوأم الواحد ..!!

يعودوا هم إلى رحمنا

أو نعود نحن إلى رحمهم

” ويادارنا ما دخلك شرنا ”

وكلنا واحد لافرق بين توأمين .. !!

 

[ لا للحرب .. نعم للسلام .والدولة مدنية ]

 

***

 

حوار : رقم [4]

 

تقابلت في سالف الزمان وقادمات

اﻷزمان

الثورة والثورة المضادة وجها لوجه

قالت الثوره :

لقد قررت أنا بكامل أهليتي الثورية

أن أتنازل لكم

عن السلطة خشية مواكبكم الزاحفة

و(الحربية بعد أن اصبحت مسلحة)

فما قولكم دام فضلكم .. ؟؟

قالت الثورة المضادة:

جزاكم الله عنا كل خير ..

وبارك الله في من زار وخف .. !!!

قالت الثورة :

وما تفعلون بها .. ؟

قالت الثورة المضادة :

نعود بها سيرتها اﻷولى ..!!

قالت التورة :

كيف يكون ذلك .. ؟

قالت الثورة المضادة :

هي لله هي لله لا للسلطة لا للجاه..!!!

قالت الثوره :

وكيف تحافظون عليها من الزوال .. ؟؟

قالت الثورة المضادة :

نعض عليها بالنواجز الحدية ..

وبمليشياتنا (البرااائية) ..

وما أخفيناه في جيوبنا .. وفي بنوكنا

من المنهوبات العينية والنقدية ..!!!

قالت الثورة :

ثم ماذا بعد ..؟؟

قالت الثورة المضادة :

أو ترق كل الدماء ..

قهقهت الثورة حازمة ..

ثم إتجهت لمواصلة عمقها الثوري..!!!.

 

[لا للحرب .. نعم للسلام .. والدولة مدنية]

 

***

 

[email protected]

المصدر: صحيفة الراكوبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *