قال راجولينا في بيان إن “رئاسة الجمهورية ترغب بإبلاغ الأمة والمجتمع الدولي بأن محاولة لانتزاع السلطة بشكل غير قانوني وبالقوة، بما يتناقض مع الدستور والمبادئ الديمقراطية، تجري حاليا على التراب الوطني”..
التغيير: وكالات
أعلن رئيس مدغشقر الأحد عن محاولة جارية “لانتزاع السلطة بشكل غير قانوني وبالقوة”، غداة انضمام جنود من الجيش إلى الاحتجاجات استجابة لدعوة أطلقتها وحدة عسكرية حثت على العصيان وعدم فتح النار على المحتجين. وتشهد البلاد مظاهرات حاشدة ضد السلطة منذ أسابيع تنديدًا بانقطاع المياه والكهرباء قبل أن تتحول إلى دعوات لإسقاط النظام.
قال رئيس مدغشقر أندري راجولينا الأحد إن محاولة “لانتزاع السلطة بشكل غير قانوني وبالقوة” جارية، غداة انضمام جنود إلى آلاف المحتجين المناهضين للحكومة في العاصمة أنتاناناريفو.
وقال راجولينا في بيان إن “رئاسة الجمهورية ترغب بإبلاغ الأمة والمجتمع الدولي بأن محاولة لانتزاع السلطة بشكل غير قانوني وبالقوة، بما يتناقض مع الدستور والمبادئ الديمقراطية، تجري حاليا على التراب الوطني”.
يأتي ذلك بعد يوم من التحاق جنود بآلاف المحتجين في عاصمة البلاد استجابة لدعوة إلى العصيان و”رفض أوامر إطلاق النار” على المتظاهرين، أطلقتها وحدة عسكرية بإحدى القواعد الرئيسية قرب أنتاناناريفو.
كما طالب هؤلاء الجنود قوات الجيش والشرطة والدرك بالوقوف “صفًا واحدًا” في وجه السلطات.
أكبر مظاهرات ضد السلطة منذ أسابيع
وشهدت أنتاناناريفو السبت مظاهرات حاشدة ضد السلطة، هي الأكبر منذ أسابيع، استخدمت خلالها قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المحتجين الذين يخرجون إلى الشوارع منذ 25 سبتمبر/أيلول، احتجاجًا على انقطاع المياه والكهرباء قبل أن تتحول التحركات دعوات لإسقاط النظام.
والتحق جنود بالمتظاهرين في وقت لاحق وسط هتافات شكر من الحشود. وانسحبت الشرطة بعد التحاق عسكريين بصفوف المتظاهرين، ما سمح للحشد بمواصلة مسيرته إلى ساحة 13 مايو/أيار أمام مقر البلدية في العاصمة.
أفراد من الجيش في مدغشقر ينضمون إلى الاحتجاجات ضد السلطة. أنتاناناريفو في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
في السياق، قال الكولونيل ميكاييل راندريانيرينا من وحدة “كابسات” (فيلق الأفراد والخدمات الإدارية والتقنية)، التي كانت قد دعت إلى العصيان في وقت سابق السبت، إن السلطات أطلقت الرصاص على رجاله، وأصابت عسكريًا وصحافيًا وقد “قضى الجندي متأثرًا بإصابته”. وأضاف: “لا بد من أن يغادر كل هؤلاء الذين أرسلوا الدرك إلى هنا مناصبهم، بدءًا بقائد الدرك ورئيس الوزراء والرئيس”.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بسقوط قتيل واحد على الأقل السبت. وأظهرت مقاطع مصورة على المنصات رجلًا بزيّ مدني وسط بركة من الدماء قرب الساحة. وسمع مراسلو وكالة فرانس برس دوّي طلقات نارية خلال المظاهرة.
نرفض إطلاق النار على أصدقائنا وإخوتنا وأخواتنا
وفي تسجيل مصوَّر بُثّ على منصات التواصل في وقت سابق السبت من قاعدة منطقة سوانييرانا الكبيرة في ضواحي أنتاناناريفو، دعت وحدة “كابسات” إلى أن “نُوحد قواتنا جنودا وشرطة ودركا ونرفض أن يُدفع لنا المال مقابل إطلاق النار على أصدقائنا وإخوتنا وأخواتنا”. وأضافت: “يصعب على الشباب إيجاد فرص عمل فيما يتزايد الفساد ونهب الثروات بأشكال مختلفة وتقوم قوّات الأمن باضطهاد مواطنينا وإلحاق الإصابات بهم وسجنهم وإطلاق الرصاص عليهم”.
ودعا المتحدثون العسكريين المنتشرين أمام القصرين الرئاسيين في إيافولوها وأمبوهيتسوروهيترا إلى مغادرة مواقعهم ورفاقهم في مطار إيفاتو الدولي إلى “منع أي طائرة من الإقلاع”. يُذكّر هذا النداء بتمرّد القاعدة نفسها عام 2009 خلال الانتفاضة الشعبية التي أوصلت الرئيس الحالي أندري راجولينا إلى السلطة.
وطالبت الوحدة في ندائها “بإغلاق البوابات وانتظار توجيهاتنا وعدم الامتثال للأوامر الصادرة من القادة”، قائلةً: “صوّبوا أسلحتكم نحو من يأمركم بإطلاق النار على إخوتكم بالسلاح لأنهم ليسوا من سيهتمّون بعائلاتنا عندما نموت”.
ولا يعرف بعد عدد العسكر الذين لبّوا هذا النداء، لكن مركبات تحمل جنودًا مسلّحين انضمّت في فترة بعد الظهر إلى آلاف المتظاهرين المحتشدين في منطقة بحيرة أنوزي في جنوب العاصمة حيث كانت الشرطة قد أطلقت الغاز المسيل للدموع في مسعى إلى فضّ الاحتجاج. وهتف المحتجّون: “شكرا” للعسكريين الذين كان بعضهم يحمل علم البلاد.
دعوات للتهدئة و22 قتيلاً منذ بدء الاحتجاجات
ودعا وزير الدفاع الجديد، الجنرال ديراماسينجاكا مانانتسوا راكوتواريفيلو في مؤتمر صحافي الجيش إلى الهدوء. وقال: “ندعو إخوتنا الذين لا يوافقوننا الرأي إلى الحوار”، مشدّدا على أن “الجيش الملغاشي يبقى وسيطا ويشكّل آخر خطّ دفاع للأمّة”.
وكان المفوّض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك قد دعا سلطات مدغشقر الجمعة إلى “التوقّف عن اللجوء إلى القوّة غير المفيدة”، غداة مظاهرة في أنتاناناريفو أصيب عدّة مشاركين فيها.
ووفق الأمم المتحدة، قُتل 22 شخصا على الأقل وجُرح أكثر من مئة منذ بدء الاحتجاجات، فيما تحدث الرئيس راجولينا عن 12 قتيلا فقط قال إنهم “مخرّبون ولصوص”.
وفي البداية، اعتمد أندريه راجولينا نبرة هادئة إزاء المظاهرات وأقال الحكومة في محاولة لتهدئة الشارع، غير أنه سرعان ما صعّد من نبرته. وعيّن عسكريا رئيسا للوزراء، وسمّى ثلاثة وزراء فقط حتى الآن، جميعهم في الوزارات الأمنية.
وشهدت البلاد التي تعدّ من الأفقر بالعالم منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1960، انتفاضات شعبية متعدّدة، أبرزها سنة 2009 عندما أطيح الرئيس مارك رافالومانانا وعيّن الجيش محلّه أندريه راجولينا لولاية أولى، الذي أعيد انتخابه في 2018 و2023، في انتخابات شهدت معارضة ومقاطعة واسعتين.
المصدر: فرانس24/ أ ف ب
المصدر: صحيفة التغيير