أحمد باتيه
ما يحدث اليوم في البراءون والجيش من إجبار الأسر على دفع أبنائها حتى القُصّر إلى جبهات القتال ليس سوى جريمة مكتملة الأركان، جريمة تدين كل من خطط لها وباركها. أن يُزجّ بالأطفال في حرب لا كرامة فيها حرب لا مشروع لها غير تدمير ما تبقى من هذا الوطن فهذا يكشف عجزاً كاملاً وفشلاً عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً.
إلزام كل أسرة بأن تدفع فرداً إلى أتون النار هو أكبر دليل على أن الجيش والحركة الإسلامية يفتقران للكفاءة في التدريب والقدرة على حشد مقاتلين مؤهلين. فحين يعجزون عن تكوين قوة محترفة يلجؤون إلى سرقة براءة الطفولة وتحويلها إلى وقود لحروبهم.
إن ما جرى في عمليات كردفان ومثال أبقعود واضح وصادم يبرهن على وحشية النهج المتبع: شأطفال بعمر الزهور يُساقون قسراً بدل أن يكونوا في المدارس والملاعب يجدون أنفسهم في ساحات موت لا يفهمون دوافعها. أي مستقبل ينتظر وطناً تُستنزف طفولته بهذه الطريقة؟
التجنيد القسري للأطفال ليس فقط وصمة عار على جبين الحركة الإسلامية ومن يدعمها بل جريمة يعاقب عليها القانون الدولي، وستظل لعنة تطارد مرتكبيها مهما طال الزمن.
التاريخ لن يرحم من باع الأطفال ليكسب معركة خاسرة والشعب لن ينسى أن من كان يفترض أن يحميه هو من سرق أبناءه وألقاهم في جحيم لا عودة منه. تبا للحركة الإسلامية وتجار الدماء والسودان أكبر من أن يُحكم بالخوف والإكراه.
المصدر: صحيفة الراكوبة