اخبار السودان

جدة التي تنتظر!! السودانية , اخبار السودان

أطياف

صباح محمد الحسن

جدة التي تنتظر!!

ولأن الجيش السوداني فور عودته من جدة كان شفافاً على غير العادة، لم يقل إنه غادر المنبر لرفضه أو تحفظه، إنما أعلنها واضحة أنه جاء للتشاور هنا حول ما يدور في المحادثات هناك

وكانت كلمة تشاور خفيفة على اللسان في الخطاب الإعلامي والسياسي، لكنها ثقيلة في ميزان التفاوض وفي ذات الوقت كانت من أكثر الكلمات (عبئاً) على الجيش و(هماً) على فلول النظام البائد

ففي آخر الجلسات التفاوضية كان الحديث يدور حول سؤال ضروري مُلِح تنتظر الوساطة إجابة له، وهو من هو المسؤول عن قرار الجيش والذي تقع عليه مسؤولية ما بعد التوقيع على وقف إطلاق النار سيما إن تزامن ذلك مع صدور قرار بدخول قوات دولية إلى السودان

فقرار المجتمع الدولي إرسال قوات لحفظ السلام، خطوة تحتاج التزاماً من قيادة واحدة تدير الدولة، فأمريكا مثلاً تخشى أن تتكرر تجربة الصومال وهي أن تتدخل القوات بتفويض محدود يجعلها عرضة للتعدي من قبل القوات المتصارعة في الميدان

فكل البنود والشروط التي تم الاتفاق عليها من قبل الطرفين رفضت الوساطة أن يتم التوقيع عليها باسم الحكومة وفي ذات الوقت لم تجد شخصية قيادية عسكرية تؤكد سيطرتها وقبضتها على الميدان وعلى الدولة!!

لهذا أن مفاوضات جدة الآن تنتظر تسمية قيادة عسكرية واحدة تمتلك قرارها ليس في الموافقة على الاتفاق إنما في الالتزام بتنفيذه على الأرض

لذلك عاد الوفد للسودان ليبحث في هذه النقطة أو (يبحث عن ذاته) ولأنها خطوة ستنسف كل الخطط الكيزانية لذلك أخذ الوفد وقتاً طويلاً في رحلة الذهاب والعودة إلى جدة، بعد أن وجد نفسه أمام (ورطة التمثيل).

فالفلول تعلم أنها الممسكة بدفة الحرب والقرار لكنها لا تستطيع أن تتقدم في المنابر الدولية والبرهان المعترف به خارجياً في قيادة الجيش لا تريد أن تقدمه لرغبته في الحوار وعدم ثقتها ورغبتها فيه، لذلك الحقيقة تكمن في أن الوساطة الآن تنتظر تسمية قيادة عسكرية واحدة، تلتزم بضمان تنفيذ الاتفاق الذي تجاوزت الوساطة تفاصيله، بموافقة الجيش والدعم السريع، قدم فيها الأخير تسمية لقيادته وقال إنه يملك القرار الميداني متى ما تعلق الأمر بالانسحاب الكلي لتنفيذ بند خلو المدن من المظاهر العسكرية.

ومن المعلوم أن عدم الوصول إلى تسمية قيادة واحدة للجيش لن تنعكس آثاره السلبية على تنفيذ الاتفاق وحسب لكنها ستكون أكثر خطورة لأنها ستصبح مسوغاً مباشراً لتوسيع عملية التفويض للقوات الخارجية إن حسم قرار دخولها، فبدلاً من أن تكون قوات دولية لحفظ السلام تعمل تحت إمرة قيادة الدولة، ربما تمنح تفويضاً أكثر ليكون لها صلاحيات أكبر

لذلك إن عودة الجيش إلى طاولة التفاوض ربما تستعجلها الوساطة التي تعتبر أن الأمر هناك محسوم بموافقة الطرفين وأن العقبة هي عقبة داخلية عنوانها من يملك القرار لتقع عليه مسؤولية التنفيذ!؟ لذلك ليس نحن من ننتظر جدة، جدة هي التي تنتظرنا!!

طيف أخير:

#لا_للحرب

مبادرة مالك عقار مخطط كيزاني لتنفيس ما توصلت إليه الوساطة في منبر جدة، وهو ذات الدور الذي كان يقوم به التوم هجو وأردول عندما ضُربت خيام الإطاري.

الجريدة

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *