اخبار السودان

جبهة مدنية عريضة لوقف الحرب: ترياق ضد البرهان والمليشيات والكيزان !!

د.مرتضى الغالي

د. مرتضى الغالي

هذا الخبر لن يُسعد الفلول وسيبدؤون الزعيق منذ الآن..ولكن لن يحميهم منه شهيق ولا زفير..!.الخبر هو الاتجاه نحو تأسيس جبهة سودانية عريضة ضد الحرب واستعادة الديمقراطية وإعادة تأسيس الحكم المدني بتيار سوداني شعبي عريض تحت شعار الثورة (حرية سلام وعدالة)..! إنها ذكرى أكتوبر ..(طفلنا الذي جرّحه العِدا)..!
هذا الشعار الثوري المبارك هو أعدى أعداء الكيزان الذي لا حياة له معهم (فأما هو.. وأما هم)..! ذلك أن “السلام” معناه زوال البيئة الطحلبية التي يعيش فيها أحباب الظلام..فالحياة في ظل السلام تأخذ دورتها الطبيعية والكيزان لا حياة لهم في مثل هذا المناخ الصحي والهواء الطلق…!

ثم إن “العدالة” هي من ألد أعداء الكيزان بل إنهم لا يحبون (مجرد سيرتها)..فهل من المعقول مطالبة لصوص الظلام بمحبة الأضواء الكاشفة..!
كيف يقبل (الكوز) بوجود عدالة وقضاء نزيه يقف الناس أمامه على قدم المساواة ويصبح بموجبه (مواطن عادي) له وعليه ما للآخرين وما عليهم من حقوق وواجبات..؟! كيف يرضون بذلك وهم (أصحاب المصارين البيضاء) الذين لا تطيب لهم الحياة إلا بين القصور واليخوت..رغم أنهم ولدوا فقراء مثل معظم السودانيين مع الفارق من حيث منظومة القيم السودانية القائمة على (الشرف والتعفف)..!
هؤلاء البشر منزوعون من الحياء..قال (كرتي وجماعته) إنهم يرفضون تهجير أهالي غزة..في الوقت الذي يدمرون فيه الوطن ويقتلون أهله ويهجّروهم من بلادهم يوماً بعد يوم..! ما الفرق بالله عليك بين فعل الصهاينة في غزة.. والكيزان في السودان..؟!

الكيزان في صميم تاريخهم الذي يعلمه الغاشي والماشي لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق ذهبية ولم يكونوا في معظم أحوالهم يمتلكون شيئاً..كما لم يرثوا عن أبائهم الخزائن والأموال والذهب والأراضي إلى أن تلقفتهم أيدي التنظيم الذي علمهم (الشحدة وقد الجيب) وأرضعهم قوة العين والجرأة على أموال الدولة وأموال الناس..والبجاحة في سلب ما ليس لهم..والصعود على رقاب الآخرين وا(لولوغ في العيب) إلى الأذقان (فهم مقمحون) بغير أن يطرف لهم جفن..فزعيمهم قال إنالانقاذ علمت الناس أكل (الهوت دوغ)..! وأحد قادهم وهو الآن هارب بمال التنظيم المنهوب من الخزينة العامة قال إن السودانيين قبل الإنقاذ كانوا (شحادين)..رغم أن الدولة قبل الإنقاذ دفعت له مصاريف كلية الطب..! وآخر من متاعيسهم قال إن السودانيين كانوا قبل الإنقاذ يقتسمون (الصابونة)..! ورابع قال إن المواطن قبل الإنقاذ كان لا يملك (عود كبريت) لإيقاد النار فيستلف الجمرة من جاره..ولم يقل لنا هذا الزعيم العبقري “صاحب كتائب الظل” من أين وجد الجار أعواد الثقاب..!
“العدالة” تمنع النهب وسرقات الليل والتجنيب وتدمير الوثائق و(دورة المال الحرام).. أما “الحرية” فهي السم الزعاف الذي يستحيل أن يبقوا معه على ظهر الأرض..وهم من اجل مناهضة الحرية والحكم المدني يعلنون عن استعدادهم للقتال ضدها بإراقة كل الدماء.. وهذا ما يحدث الآن..!

حدثني عن مواطن سوداني (غير الكيزان أو جماعة النهب وفرقة أردول الماسية) يدعو الآن إلى استمرار الحرب..! وحتى لا يغضب أحد نقول إن المنادين بمواصلة الحرب من غير الكيزان وأتباعهم رغم أنهم أقلية لا تصمد في معادلات الحساب الوطني..إلا أنهم ممن تُرجى عودتهم إلى الرشد..إنهم في الطريق الخطأ..في حين أن الكيزان (أكثر وعياً بهدفهم من مواصلة الحرب) ..فالكيزان يعلمون أن مصلحتهم تكمن في استمرار الحرب ولو أفنت الناس أجمعين..! فعلى ماذا يعوّل هؤلاء السائرين في ركاب زفة الفلول في غشاوة من قصر النظر..! هل ينادون باستمرار الحرب لمجرد إدعاء الحكمة والتميّز و(مخالفة المألوف)..؟! هل انتم مع استمرار هذا الموت والتهجير وإفراغ الوطن من أهله لمجرد (إغاظة الناس)..!

(خبران فقط من أخبار الأمس: دانة تحصد أرواح 6 أفراد من أسرة واحدة بنيالا..واليونيسيف تحذّر من ضياع مستقبل 24 مليون طفل سوداني باستمرار الحرب)..!

جبهة مدنية عريضة ضد الحرب ومن اجل تأسيس الحكم المدني تضم كل السودانيين عدا جماعة المؤتمر الوطني المُجرم وأنصار الحرب والظلام…هذا هو الوفاء لدماء الشهداء الذين أضاءوا قناديل ثورة سبتمبر المجيدة..ولا نامت أعين الفلول..الله لا كسّبكم..!!

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *